الوساوس والاكتئاب عند المراهقين وكيفية معالجتها

0 537

السؤال

السلام عليكم.

الدكتور الفاضل: ابني يعاني من الوسواس القهري الحركي مصحوب باكتئاب، ورهاب اجتماعي، ابني عمره 17 سنة، يعاني من وسواس قهري، مصحوب بحالة اكتئاب شديد، ورهاب اجتماعي، بدأت الحالة بصورة علنية منذ 7 أشهر، وغيرت مجرى حياة العائلة، بعد قراءتي المكثفة عن هذا المرض بدأت أتفهم وأرتقي لمعالجته سلوكيا، وبفضل الله تطورت حالته، وقضينا على 50 بالمائة من حالة الاكتئاب، و40 بالمائة من الوسواس، و20 بالمائة من الرهاب، علما بأنني اكتشفت بعد القراءات أن ابني يحمل إشارات محتملة للمرض منذ صغره، وأهمها الطاقة الزائدة والشك، والمزاج الحاد، والالتزام بالصلاة لدرجة المثالية، وكذلك شكل غرفة نومه.

عموما الجميل في الموضوع أنه مدرك لمرضه، ويحاول أن يطور نفسه بشكل بطيء، ولكنه يبقى مراهقا ومتقلب المزاج، المشكلة منذ شهرين طلب العلاج، ولكنه الآن رفضه بتاتا بحجة أنه بدأ يتحسن، أرجوك دكتور ساعدني باقتراح نوع من الدواء والجرعات حتى تستقر حالته، وبعدها ممكن مراجعة المختصين.

عندي خبرة كافية بالأدوية بسبب استخدامي لها أثناء تعرضي لحالة اكتئاب
مثل السيبرالكس والسمبونتا، وأعرف أن البروزاك من أفضل الأدوية، وآمنها من حيث المبدأ لهذا النوع من الأمراض كبداية للعلاج، لكن أحتاج توجيهك في هذا الشأن.

أنا لا أثق إلا بالله، ثم بآرائك السديدة حفظك الله، أرجو أستاذي أن تهتم بالموضوع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب، وثقتك في هذا الموقع، وأسأل الله تعالى لابنك العافية والشفاء.

لاشك أن معلوماتك الغزيرة حول الوسواس القهري ستكون إن شاء الله تعالى هي مفتاح الحل بالنسبة لابنك، فالوساوس القهرية وطأتها شديدة جدا على اليافعين وهي مؤلمة، وبفضل من الله تعالى الآن أصبحت العلاجات متاحة جدا بالنسبة لمن هم في عمر ابنك، ونرى أن العلاج الدوائي مهم جدا، بل هو جوهر العلاج، لأنه ومما لاشك فيه أن المرض ليس نتاج خبرات سابقة فقط، لكن لتغيرات بيولوجية وفسيولوجية تحدث في الدماغ، وغالبا ما تتعلق بمادة السيرتونين في منطقة تسمى بنواة كوديت.

بما أنك موجود في دولة قطر، وتوجد خدمات متميزة في الطب النفسي على مستوى مستشفيات الدولة، وكذلك العيادات الخاصة، فربما يكون من الأفضل أن تتقدم بابنك من أجل العلاج، اجتهاداته واجتهادك فيما يخص العلاج السلوكي لمقاومة الاكتئاب النفسي، وكذلك الوساوس هي محاولة طبية ومقدرة، لكن أعتقد أن التدخل المهني المحترف سيكون أكثر فائدة بالنسبة لابنك العزيز، عموما هذا مقترح أرجو أن تتدارسه، وإذا رأيت فيه ما هو نافع، فيمكن أن تتقدم إلى المراكز العلاجية.

الأمر الآخر هو أن يبدأ ابنك في تناول أحد الأدوية المضادة للوساوس والمحسنة للمزاج، وأنا أقول لك أن البروزاك هو الدواء الأطيب والأحسن، ويليه عقار فافرين، البروزاك أثبت فعاليته وسلامته لدى الصغار والأطفال من عمر سبعة إلى ثمانية سنوات يمكن إعطاؤهم الآن البروزاك، فإذا قبل هذا الابن العزيز تناول الدواء، وهذا ممكن من خلال أن الشرح والتوضيح، وبشيء من الحوار اللطيف يمكن إقناعه، فهذا جيد.

جرعة البروزاك المطلوب هي كبسولة واحدة في اليوم يتناوله بعد الأكل لمدة أسبوعين، بعد ذلك يجب أن ترفع الجرعة إلى كبسولتين في اليوم، أي (40) مليجرام، وهذه الجرعة التي تفيد في الوساوس القهرية المصحوبة بالاكتئاب والمخاوف وبعض الناس يحتاجون إلى ثلاثة أو حتى أربعة كبسولات في اليوم لكن أن متأمل كثيرا أن هذا الابن سوف يستفيد على جرعة (40) مليجرام، ومن الضروري جدا أن يكون هنالك التزاما بالعلاج، وعدم التوقف منه بعد التحسن
والتعافي يضمن استمراريته من خلال اتباع الخطوات العلاجية الصحيحة، وهي أن تبدأ الجرعة كجرعة تمهيدية، ثم ترفع إلى جرعة العلاج، ثم بعد ذلك تكون جرعة الاستمرارية والوقائية، ثم التوقف التدريجي، وهذا الابن قد يحتاج إلى للبروزاك بجرعة (40) مليجرام يوميا لمدة ستة أشهر، وهذه ليست مدة طويلة أبدا.

بعد ذلك يمكن أن يستمر على البروزاك بجرعة كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر أخرى، ثم تكون هنالك جرعة كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر إذا لم يتحسن بصورة واضحة على البروزاك بعد مضي ثلاثة أشهر من العلاج المنتظم، أعتقد هنا أنه لابد من التدخل الطبي النفسي، لاشك أن تحفيز هذا الابن وتشجيعه، وصرف انتباهه عن الوساوس يعتبر علاجا نفسيا تدعيميا ضروريا جدا.

خلفيته وشخصيته أتفق معك أنها تحمل بعض السمات الوسواسية، لكن هذا يجب أن لا يكون أبدأ أمرا مزعجا؛ لأن العلاج الآن هو جوهر الأمر، وحتى الخلفيات وتكوين الشخصية، وخلافه والتنشئة، وغيرها لا نقلل من أهميتها، لكن لا أعتقد أنها هي المسبب الرئيسي لهذه الحالات.

أسأل الله له العافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات