السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحب بداية أن أشكر كل العاملين على موقع إسلام ويب على ما تقدمونه من استشارات طبية، ودينية لشباب هذه الأمة، وأسأل الله عز وجل أن يجزيكم خيرا، وأن يدخلكم جنته اللهم آمين.
عمري 25 عاما، وأدرس بكلية الهندسة، رسبت مرات عديدة في هذه الكلية، ليس لغباء مني، وليس لصعوبة الكلية، ولكن بسبب كسلي، وعدم مبالاتي للسقوط والنجاح.
الآن أنا نادم على كل السنوات التي ضاعت منى بسببي، المشكلة الآن أن أمامي 3 سنوات على التخرج، أي أني سوف أتخرج بإذن الله عند سن 28 عاما، وبعد ذلك أرى موقفي من التجنيد، وإذا لا قدر الله دخلت الجيش سوف أدخل لمدة 3 سنوات، أي سيكون عمري حينها 31 سنة، وهذا ما يسبب لي مشكلة نفسية كبيرة بسبب الأمور التالية:
أولا: أني لا أضمن أن أعمل بعد التخرج خاصة أن سني سيصبح كبيرا مقارنة بمن يدرسون في هذه الكلية.
ثانيا: أني لا أستطيع أن أتحمل كل هذه السنين بدون زواج خاصة أن أصدقائي تزوجوا، وأيضا أخي الصغير ربنا يبارك له تزوج، وهو أصغر مني بخمسة أعوام.
ثالثا: لا أريد أن أجعل أبي ربنا يبارك له أن يتكفل بمصاريفي ثانية؛ خاصة أني لا أستطيع أن أعمل بجانب الدراسة بسبب صعوبة الدراسة.
الآن أنا أفكر بجدية بترك هذه الكلية لتوفير هذه السنين من العمر؛ حيث أني أنوي أن أذهب لأرى موقفي من التجنيد، وبعد ذلك أبحث عن أي عمل وأتزوج.
سؤالي للعلماء الأفاضل: هل أترك دراستي كما قلت، أم أواصل دراستي وأرضى بالأمر الواقع؟
أرجوكم أفيدوني، فأنا حقا في حيرة من أمري، وآسف للإطالة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد طاهر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله الجليل جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يوفقك لما فيه خير الدنيا والآخرة، وأن يجعلك من صالح المؤمنين، وأن يجعلك من الفائزين المتفوقين.
وبعد قراءة رسالتك أخي الكريم الفاضل فالذي أراه أن تواصل دراستك، ولكن ليست قضية رضى بالأمر الواقع، وإنما أنت رجل مقصر وينبغي عليك أن تكون مسلما جادا، لأن الله تبارك وتعالى لا يحب اللاعبين، ولا يحب الهازلين، فهذا التكاسل الذي ذكرته في رسالتك ينبغي عليك أن تتخلص منه، وأن تضع لنفسك خطة جادة تنتهي فيها من دراستك بإذن الله تعالى على خير، وذلك لعدة أسباب:
الأمر الأول: أنك الآن قطعت شوطا طويلا في هذه الكلية، وأصبحت ليست بالغريبة عنك.
الأمر الثاني: أنك الآن في منتصف الطريق، بدلا من أن تبدأ من الأول مرة أخرى، فمن السهل عليك أن تختصر المسافة من خلال دراستك.
الأمر الثالث: أن دراسة الهندسة دراسة متميزة، غالبا ما توفر دخلا طيبا لأصحابها، والمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف.
فأنا أرى بارك الله فيك بكل المقاييس أن تواصل دراستك في هذه الكلية، ولكن أن تغير من طريقة تفكيرك ومن طريقة سلوكك ومن طريقة مذاكرتك، ومن ترتيب أولوياتك، لأن العيب فيك أنت، وكما ذكرت أن الدراسة ليست صعبة، ولكن المشكلة أنك لا تذاكر.
فأنا أرى بارك الله فيك أن الصعوبة التي ذكرتها ليست بالشيء الذي يصعب السيطرة عليه أو التغلب عليه، والدليل على ذلك أن كليات الهندسة كل عام تدفع بمئات وآلاف الخريجين كما لا يخفى عليك، فإذا كان هؤلاء ينجحون كل عام فلماذا لا ينجح الأخ محمد طاهر؟! لأنه لم يأخذ بأسباب النجاح كما أخذها إخوانه وزملاؤه.
ولذلك عليك أخي الكريم أن تتقي الله في وقتك، وأن تتقي الله في عمرك، فأنت قد تقدم بك العمر، وأن تحاول أن تضع لنفسك خطة دراسية دقيقة، وألا تضيع وقتك، وألا تسوف، وألا تماطل، وأن تهتم بالحضور ومتابعة الشرح، وأن تهتم بالمذاكرة والمراجعة بعد الخروج من الجامعة، وأن تأخذ بالأسباب، وأن تفرغ نفسك تماما للعملية الدراسية حتى تنتهي منها على خير، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم – أخبرنا بقوله: (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز).
قد تدخل أي كلية من الكليات النظرية الأخرى فلا تجد قوت يومك، أما هذه الكلية من فضل الله تعالى جعلها الله سبحانه وتعالى سببا في سعة أرزاق أهلها، هذا التخصص تخصص متميز، والناس يقبلون عليه، فاجتهد بارك الله فيك، واعلم أن من جد وجد ومن زرع حصد، وأن الله لا يضيع عمل عامل سبحانه وتعالى.
أسأل الله أن يوفقك لكل خير، وأن يعينك على فعل ما يرضيه، وأن يستعملك في خدمة دينه، وأن يفتح عليك فتوح العارفين، إنه جواد كريم.
هذا وبالله التوفيق.