السؤال
السلام عليكم..
أنا مصاب بوسواس قهري منذ سنوات، ثم أصبت باكتئاب ورهاب، فهل هذا الأمر نتيجة تجاهلي للوسواس حتى أصبت بالاكتئاب والرهاب، بمعنى هل أستطيع القول أن الوسواس هو المرض الأساسي؟ علما بأنني أستخدم بروزاك 40 ملج اندرال 20ملج، وأيضا مصاب بالربو، وأستخدم أدوية للربو، وأيضا فيتامينات، وأيضا عشبة الجنكة.
الحال تحسن، فما رأيكم؟ وهل هناك تعارض بالأدوية؟ علما بأنني لم أشعر بأي أثر متعب ما عدا تأخير القذف لنصف ساعة.
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الوسواس القهري في حوالي أربعين إلى ستين بالمائة من الناس يكون مصحوبا باكتئاب نفسي من الدرجة البسيطة إلى المتوسطة، كما أن المخاوف قد تكون ملازمة للوساوس القهرية، وفي مثل هذه الحالة نعتبر الوسواس هو العلة الرئيسية الأساسية، والاكتئاب والمخاوف أو الرهاب هي علل ثانوية، وبنفس المستوى بعض مرضى الاكتئاب النفسي تجد أن لديهم وساوس قهرية من الدرجة الثانية، أي أن الاكتئاب هو الأصل والوسواس هو الثانوي، وهذا يحدث أيضا بالنسبة للرهاب خاصة الرهاب الاجتماعي، قد تجد من يعاني من الرهاب الشديد لديه أيضا أعراض اكتئابية أو وسواسية.
ففي حالتك نستطيع أن نقول أن الوسواس هو الأصل والأساس، ومن ثم عسر المزاج أو الاكتئاب وكذلك المخاوف ثانوية.
العلاج الذي تتناوله ممتاز جدا، والبروزاك دواء سليم جدا، والإندرال يعتبر دواء مساعدا، والأدوية التي تستخدمها بالنسبة للربو وكذلك الفيتامينات وعشبة الجنكة، هذه لا تتعارض أبدا مع البروزاك أو الإندرال، فأرجو أن تطمئن تماما، وأنا سعيد أن أسمع أن حالتك في تحسن، فقط نصيحتي لك هو أن لا تستعجل في التوقف عن تناول الدواء، دراسات كثيرة جدا أشارت أن الإنسان إذا تحسن بصورة ممتازة ويستمر هذا التحسن لمدة ستة أشهر مثلا، بعد ذلك يمكن أن تبدأ مرحلة العلاج الوقائي، وفي مثل هذه الحالة يمكن أن يكون البروزاك بجرعة كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر مثلا، أما الإندرال فهو دواء ثانوي يمكن أن يخفض أيضا لعشرة مليجرام، ومن ثم يتم التوقف منه. فاطمئن أمورك الحمد لله كلها طيبة.
تأخير القذف لنصف ساعة لا شك أنها مدة طويلة، لكن هذه -إن شاء الله – تتقلص بمرور الوقت، وبتكثيف الخيال الجنسي عند الجماع.
ممارسة الرياضة أيضا أمر جيد، وأنصحك بالتمارين السلوكية المضادة للوساوس وكذلك الاكتئاب؛ لأن علاج الوساوس ومعظم الحالات النفسية يجب أن يكون متعدد الأبعاد، يعني الدواء زائدا العلاج السلوكي، زائدا العلاج الاجتماعي وتغيير نمط الحياة جميعها يجب أن تمشي مع بعضها البعض.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكر لك التواصل مع استشارات إسلام ويب، ونسأل الله لك الشفاء والعافية.