أعاني من توتر وقلق منذ 3 سنوات، ولا أعرف ما هو الحل؟

0 440

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا فتاة في العشرين من العمر، أعاني من قلق وتوتر دائم وبدون سبب، وبالتالي أشعر بالتعب والإجهاد لأقل الأسباب، حتى أني لم أعد أستمتع بالنشاطات التي أقوم بها مع العائلة أو الأصدقاء، وأكون في أغلب الأوقات شاردة وقلقة بدون سبب!!

فقدت قدرتي على التركيز, وتراجع مستواي في الدراسة بسبب التشتت الذهني، والشرود، وصعوبة الحفظ, بعد أن كنت من المتفوقين في المدرسة!

ربما يكون ذلك بسبب تغير الجو الدراسي, حيث أن هناك فرقا شاسعا بين جو المدرسة والجامعة.

فمنذ دخولي للجامعة, أصبحت دائما قلقة ومتوترة, خصوصا عند اقتراب الدوام, فكثرة الناس, والاختلاط بين الشباب والبنات, كلها أمور لا تناسبني، ولم أعتد عليها,على الرغم من مرور سنتين، وأنا الآن في السنة الثالثة, ومازلت أتوتر بسبب اقتراب الدوام.

مر وقت طويل على وجود هذه المشكلة عندي، والمشكلة أنه ليس هناك أي اكتراث عند الأهل بهذا الوضع, ويعتبرونه أمرا عابرا وسيذهب، لذلك أصبحت أخفي ذلك عنهم, وأتظاهر بأني عادية، وغير قلقة, ولا أعاني شيئا, لأنه لا أحد منهم يفهمني, أو يشعر بما أعانيه، كما أنهم لا يثقون بالأدوية النفسية، ولا يجدون لها داع.

أما بالنسبة لي فأنا أسمع وأقرأ عنها كثيرا, وأخاف أن تسبب لي الضرر على المدى البعيد، ولكن في نفس الوقت لم تنفع محاولاتي مع نفسي, وتمارين الاسترخاء, ومحاولاتي بإقناع نفسي بأن التوتر شيء سخيف لا يجب أن يسيطر على حياتي.

وكما ذكرت سابقا فأنا أتوتر لأتفه الأسباب، فمثلا: دوام الجامعة يوترني, الخروج من المنزل للزيارة توترني, حديثي مع أي أحد على الهاتف يوترني، والمشكلة أن ذلك يضايقني, لتأثيره على جسمي, فألم الرأس، وتسارع النبضات, والتلبكات في المعدة, حتى تساقط الشعر كله بسبب التوتر والضغط النفسي.

أرجو منكم المساعدة، وإعطائي النصيحة الأفضل, فلقد بدأت أفقد الأمل, وعندي شعور أنه ليس هناك حل لهذه المشكلة, فأنا غير مسيطرة عليها أبدا, بالإضافة إلى عدم دعم الأهل، فما العمل؟؟؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ايناس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرا لك على السؤال.

إنه لاشك أمر صعب أن يعاني الإنسان، ولا يجد من يتفهمه ويشجعه ويقف معه، وخاصة أقرب الناس له، وبالذات عندما يقللون من أهمية هذه الصعوبات التي تمرين بها.

ونبشرك بأن هنالك طريقتين لعلاج الحالة التي ذكرت من القلق والارتباك عند دخول الجامعة، وعند لقاء الجمع الغفير من الناس، وهما على النحو التالي:

فالأولى سلوكية: وتكون من خلال عدم تجنب هذه الأماكن، وإنما اقتحامها والتردد إليها بالرغم من الانزعاج، فالتجنب لا يزيدها إلا شدة وإزعاجا، وربما تفيد هنا تدريبات الاسترخاء وغيرها مما تقومين به.

أما الثانية: قد لا تكفي كل الإجراءات السلوكية السابقة، وعندها لا بأس أن نستعمل بعض الأدوية، ولو لفترة قصيرة، تساعدك على تجاوز الفترة الحرجة، ومن ثم تعتادين على الجو، وبحيث لا تعودين في حاجة للدواء، فالكثير من الأدوية النفسية لا تسبب الاعتياد ولا الأعراض المؤذية الطويلة الأمد، وإن كان هناك انتشارا لأفكار خاطئة كثيرة عن هذه الأدوية.

ويمكن أن يعينك كثيرا دواء بروبرانولول 10 ملغ، وهو لا يصنف عادة مع الأدوية النفسية، حيث أن أكثر ما يؤثر في الأعراض البدنية للقلق من ارتعاش وصداع وتسارع نبضات القلب، وخاصة أن معظم الأعراض عندك هي من هذا النوع.

ويكون تناولك لهذا الدواء (بروبرانولول 10 ملغ) بحيث تأخذيه نصف ساعة إلى ساعة قبل دخول المكان الذي ترتبكين فيه عادة، فهذا الدواء يخفي الكثير من الأعراض البدنية لهذا الارتباك، فلا يلاحظ الناس عليك شيئا، وفي نفس الوقت تشعرين بالثقة والاطمئنان لأنك تستعملينه فقط عند الحاجة وليس باستمرار، وهذا من مميزات هذا الدواء، والذي يستعمله الكثير من الفنانين والسياسيين قبيل لقاء الناس، أو إلقاء خطاب، أو محاضرة، كي يخفي عندهم علامات القلق والارتباك.

والله الموفق.


مواد ذات صلة

الاستشارات