السؤال
بدأت معي الانفلونزا قبل شهر، وتعالجت منها بأخذ مضاد -لا أذكر اسمه- مع فلوتاب ودواء للكحة، وذهبت الحرارة والكحة، ولكن بقي التهاب بالأنف، وتورم باللوز، وانتفاخ بالغدة اليمنى تحت اللوز، مع خروج مخاط أخضر، وتعب وألم بالخد الأيسر وفي محيط العين، وعند إمالة الرأس أحس بضغط، ولكن لم أتحسن.
عند مراجعة دكتور آخر وصف لي أدوية أخرى (كلافوسيد حبة صفراء) مرتين يوميا، مع دواء أدفل، وبخاخ للأنف، كذلك لم أتحسن.
في الأسبوع الثالث، ذهبت لمراجعة طبيب آخر، فأخبرني بضرورة التوقف عن المضادات، وعمل غرغرة بالماء والملح والاستنثار بها، ووصف لي دواء بخاخ للأنف يستخدم مرة يوميا (nasodren) مع حبة للحساسية (نيوران) تحسنت قليلا وخف التورم بالحلق قليلا ويعود أحيانا، ولكن المخاط لم يعد يخرج من الأنف، ولكن أصبح ينزل إلى الحلق (من خلف الأنف) وعند مراجعة الدكتور أخبرني بأن الالتهاب خف وتحسن الأنف، ولكن لازال يوجد تورم بالحلق وانتفاخ بالغدة اليمنى، فوصف لي مضادا (علبة 6 حبات) لمدة ثلاثة أيام، مع بخاخ تابونكس (مرتين صباحا وفي المساء) وحبة للحساسية (كلارا) ولكن حتى الآن لم أتحسن، فلازالت تنزل إفرازات من الأنف للحلق، وانتفاخ الغدة، وتورم اللوز أحيانا.
أرجو منكم الإفادة هل هذا طبيعي؟ أي عدم التجاوب للمضادات؟ وعدم التحسن، ووجود التهاب بالحلق وانتفاخ الغدة؟ آمل منكم الإفادة، حيث إني مصاب بالوسواس! وأصبحت قلقا جدا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أسامة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
بداية أحب أن أنوه إلى نقطة هامة، وهي أن البرد يكون سببه فيروس الأنفلونزا، والفيروسات عامة لا تتأثر بالمضادات الحيوية، ولكن تحتاج الفيروسات للتغلب عليها مناعة ومقاومة قوية من جسم الإنسان، بالإضافة إلى ما يجب على المريض تناوله للإقلال من أعراض البرد مثل: حبوب (كلاريناز) للرشح، و(سابوفين) كمسكن، وخافض للحرارة، ونقط أوتريفين لإزالة احتقان الأنف وانسداده.
وهذه المناعة يمكن زيادتها بوسائل شتى منها: عدم التدخين السلبي والإيجابي، وكذلك عدم السهر، والحذر من التيارات الباردة، وتجنب المشروبات والعصائر المثلجة، وكذلك يجب الإكثار من تناول الفواكه والخضروات الطازجة، وخاصة الغنية بفيتامين سي، والمتواجد بكثرة في الليمون والبرتقال والجوافة.
كما يمكن تناول عصير 3 ليمونات، مضافا إليه معلقة عسل نحل كبيرة 3 مرات يوميا، فكل ذلك من شأنه زيادة مناعة الجسم للتغلب على الفيروس، فإن كانت مناعة الجسم ضعيفة، ولم يتمكن الجسم من التغلب على الفيروس تبدأ حدوث مضاعفات بكتيرية بعد مرور عدة أيام من بداية الإصابة بالفيروس، وتبدأ الإفرازات تتغير لونها من الأبيض إلى الأصفر أو الأخضر، ووقتها يمكننا استخدام المضاد الحيوي لوقف هذه المضاعفات البكتيرية.
أما ما حدث معك فالغالب أنك أخذت مضادا حيويا قويا، وغالبا هو كلافوكس، أو أوجمنتين 1 جم في بداية البرد أو الأنفلونزا، فلم تجد نفعا، ولم تغن عنك شيئا، ليس هذا فحسب، ولكن عند احتياجك للمضاد الحيوي عندما حدثت مضاعفات بكتيرية، وتحول المخاط والإفرازات إلى اللون الأخضر، كانت البكتيريا في جسمك أخذت مناعة ضد هذه المضادات، أو كانت ضعيفة في جرعتها، أو كانت غير مناسبة للميكروب، وأغلب ظني أنه قد حدثت مضاعفات بعد البرد، وحدثت التهابات بالجيوب الأنفية وتجمعت الإفرازات الملونة داخل الجيب العظمي، ولوصول المضاد الحيوي لها تحتاج نوعية خاصة من المضادات الحيوية، وذات فعالية لالتهابات الجيوب الأنفية مثل: سيبروباى 750 مج حبة كل 12 ساعة، أو أفالوكس 400 مج حبة واحدة يوميا لمدة أسبوع على الأقل، حتى يتم القضاء على الميكروب نهائيا، ولئلا تحدث انتكاسة مرة ثانية كما حدث معك.
يمكنك استخدام الغسول القلوي لتنظيف الأنف مما فيه من إفرازات، وحتى تنزل من فتحة الأنف الأمامية، ولا ينزل إلى الخلف خلال الحلق، فيسبب لك التهابات بالحلق وتورم في الغدد الليمفاوية التي تمد الحلق، كذلك يمكنك استخدام مضادات الهيستامين والتي قد سبق ووصفها لك طبيبك المعالج، وهي حبوب كلارا حبة واحدة كل مساء.
هون عليك فالأمر لا يحتاج لكل هذا القلق أو الوسواس، ولكن يجب أن نتناول الأشياء المناسبة لما تعاني منه، وتحتاج للوقت الكافي للقضاء على الميكروب نهائيا.
والله الموفق.