السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة عمري 19 سنة، الدورة لدي منتظمة، مدتها 5 أيام، وقد بلغت عند سن 11 سنة تقريبا، ليس لدي أي مشاكل صحية، لكني أعاني من صغر واضح في حجم الثدي حيث إن ثدي لا يكاد يكون ظاهرا سوى الشيء اليسير جدا، وهذا سبب لي خوفا وحالة نفسية سيئة في المجتمع.
أنا أرى الفتيات في عمري أثداؤهن واضحة وبارزة، حتى لو كانت صغيرة لكنها تكون بارزة، أما أنا فكما ذكرت ثدي صغير جدا حتى إني أعاني في ارتداء ملابسي ربما يظنني البعض طفلة!
كذلك أخواتي وأمي جميعهن لديهن أثداء بارزة وكبيرة، فأتمنى أن أعرف هل هذا بسبب حالة مرضية أو مشكلة هرمونية؟ وإن كان الجواب بنعم، فهل لذلك حل؟ وهل سيؤثر علي في الزواج والإنجاب والإرضاع؟ علما أن وزني 47 كيلو غرام وطولي 153سم
أتمنى أن تجيبوني ولكم دعوة في ظهر الغيب.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
إن البلوغ الطبيعي يمر بمراحل متسلسلة, آخرها هو نزول الدورة الشهرية .
أي أن ظهور الثدي وظهور شعر الإبط وشعر العانة وقبلها تسارع النمو وزيادة الطول, هي كلها أحداث تسبق نزول الدورة .
فإن كان تسلسل حوادث البلوغ وظهور علاماته كان عندك بهذا الشكل الطبيعي, فهذا يعني بأنك طبيعية، وأنه لا يوجد خلل هرموني في جسمك, وإن صغر حجم الثدي هو راجع إلى سببين.
الأول: هو العامل الوراثي وهو الأساسي .
والثاني: هو نقص وزنك وهو ثانوي.
قد لا تقتنعي بالعامل الوراثي كسبب أساسي, لأن أخواتك وأمك يملكن أثداء طبيعية، وليست صغيرة, وهنا أقول لك بأن الوراثة، لا تكون بمثل تلك البساطة, بل هي أعقد من ذلك بكثير, فهي قد تظهر في جيل ولا تظهر في آخر, وحتى في نفس الجيل قد تظهر بأفراد ولا تظهر في آخرين, كما أن الكثير من المورثات التي تعطي أجسامنا الصفات الشكلية هي مورثات يكون تأثيرها بشكل تراكمي, أي تعطي الصفات بشكل متدرج, كالطول مثلا, فقد تجدين في نفس العائلة شخصا طويلا وآخر قصيرا والثالث متوسط الطول, وكذلك لون البشرة, وكذلك حجم الثدي .
قد تكون مورثات صغر الثدي ليست موجودة في والدتك ولا في أخواتك, ولكنها موجودة عند عماتك أو خالاتك أو جداتك مثلا.
ما قصدته من كلامي يابنتي العزيزة هو أن أقول لك : إن تبين بأن حوادث البلوغ عندك سارت بشكل متسلسل وطبيعي, فهنا سيكون العامل الذي حدد حجم الثدي عندك هو الوراثة أولا, والوزن ثانيا, والعامل الأول لا يمكننا التحكم به بالطبع, لكن العامل الثاني يمكن ذلك.
لذلك أنصحك أولا بالعمل على زيادة وزنك حوالي 6 كلغ ليصبح مناسبا لطولك, فهذا سيجعل بعض الشحم يتوضع خلف الثدي, مما يجعل منظره أكثر بروزا, ولكن يجب ألا تتوقعي أن يكبر بشكل كبير.
إن الثدي سواء كان كبيرا أو كان صغيرا جدا, فهو عضو كباقي أعضاء الجسد, وقد خلق لمهمة محددة, وهي الإرضاع, ولذلك فمن حكمة رب العالمين عز شأنه, هي أن الثدي وفي كل نساء العالم, يتألف من نفس عدد الغدد المفرزة للحليب, وهذا يعني بأن الثدي الصغير سيتمكن من إدرار الحليب ومن أداء مهمته التي خلق من أجلها، وبنفس كفاءة الثدي الكبير ولا فرق بينهما من ناحية وظيفية على الإطلاق.
للأسف لغاية الآن لا توجد أدوية آمنة تعطى لتكبير الثدي, ولا يمكن التكبير إلا بالجراحات التجميلية, عن طريق زرع مواد صناعية في الثدي, وهو ما يسبب اختلاطات ومشاكل كثيرة, ولا ننصح به أبدا, وننصح أن تقبل الفتاة نفسها كماهي وأن تشكر الله عز وجل على ما وهبها من صفات جميلة أخرى قد يتمناها الآخرون .
نسأل الله العلي القدير أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية دائما.