السؤال
السلام عليكم.
أصابتني منذ ما يزيد عن الأربعة أعوام حالة ضعف بسيطة في السمع، لا أتمكن بسببها من تمييز الأصوات الضعيفة بوضوح، وعندما ذهبت للكشف عليها وأجريت قياسا للسمع، وجدت أنه لا يوجد أي سبب عضوي لما أعاني منه، فهل هناك سبب نفسي يمكن أن يؤدي إلى ما أعاني منه؟
علما بأنني أعاني من ضيق شديد منذ فترة طويلة، نظرا لتعثري في الدراسة، ولأنني لا أجد عملا حتى الآن، بالإضافة إلى أنني شخصية شديدة الحساسية وكثير اللوم لنفسي على كل شيء وأي شيء، وأشعر بالخجل الشديد من أقل خطأ أرتكبه، لدرجة أنني كلما أتذكر خطأ ارتكبته -ولو منذ زمن طويل- أشعر باضطراب شديد في ذهني، وبالرغبة في طرد هذا الأمر من رأسي في أسرع وقت، وهذه الشخصية الحساسة جدا التي أمتلكها تجعلني غير قادر على الاحتكاك بالآخرين، خوفا من أن أرتكب أخطاء أعود لألوم نفسي عليها، ولذلك فأنا أعيش في حالة عزلة عن المجتمع.
فهل ما ذكرته يدخل تحت أي بند من بنود المرض النفسي؟ وإن كان كذلك فما العلاج؟ وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ abd alllah حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
اسمح لي بداية أن أسمي ما وصفت في سؤالك بالمشكلة أو الطبيعة النفسية، وليس بالمرض النفسي، ولاشك أنه من خلال وصفك لحياتك أنك تعيش حالة من العزلة النفسية والاجتماعية، وإن كان هذا لا يبرر بالضرورة ضعف السمع الذي ذكرت، إلا إذا كان عندك شيء من ضعف التركيز، وكما يحدث في حالات الاكتئاب أو الخجل الاجتماعي، حيث ينشغل ذهن الشخص في التفكير بما يقوله أو يشعر به، مما لا يجعله يعطي انتباها جيدا لما يدور من حوله من كلام أو أحداث، وقد يعطي انطباعا أن هناك ضعفا في السمع، وليس الأمر كذلك.
لاشك أن ما تشعر به له علاقة وثيقة بنمط الحياة التي تعيشها، حيث أنك لا تعمل الآن، ولم تحصل على عمل، ومما لاشك فيه أن هذا الأمر يقلقك ويجعلك تشعر بالمشاعر السلبية والحساسية التي وردت في سؤالك.
طبعا من الصعب حل كل الأمور دفعة واحدة، ويفيد أن تضع قائمة بالأولويات التي تريد ترتيبها في حياتك، ومن ثم تحاول أن تعالج الأمور خطوة خطوة، يمكنك مثلا أن تبدأ بتنمية بعض علاقاتك الاجتماعية مع بعض الأصدقاء الذين ترتاح إليهم، أو أن تبدأ ببعض الأنشطة والهوايات التي تميل إليها كالرياضة والمشي، وهي بحد ذاتها تخفف الاكتئاب، وترفع من معنويات الإنسان.
لا تحتاج أن أذكرك بضرورة البحث عن العمل، فلاشك أنك تقوم بهذا، وإن كان يفيد أن تعيد النظر في طريقة البحث عن العمل، وهل أنت تتحدث مع الجهات والمؤسسات المناسبة لإيجاد العمل المناسب، وهل كتبت سيرتك الذاتية بالشكل المناسب والذي يجعل صاحب العمل يرغب في أن تعمل عنده، وكتابة السيرة الذاتية أصبح فنا له أصوله وطرقه، وهناك مواقع كثيرة على شبكة النت تعطيك ملاحظات هامة حول كتابة السيرة الذاتية.
وفقك الله ويسر أمورك.