السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
زوجي يحدث له شيء غريب، ولا أجد له أي تفسير طبي محدد! أثناء النوم ونادرا جدا في أثناء الصحوة تصيبه نوبة رعشة وتعرق شديد لجبينه وجسده، وتشنج لذراعه ورقبته ووجهه، والعض على لسانه أو شفتيه، حتى إنه قد يؤذيهم أحيانا كثيرة تستمر هذه الحالة لمدة ثواني معدودة، لا تتجاوز الدقيقة أبدا، ولكن ممكن أثناء النوم تلك المرأة أن تتكرر عدة مرات, وهو لا يبدأ يتحسن إلا إذا حاولت معه، وبعد عناء لأفتح أسنانه وفمه لأسكب القليل من أي مشروب غازي (كولا) حتى يبدأ في التحسن!
زوجي لا يتذكر ولا يشعر بأي شيء أثناء حدوث ذلك الأمر، ولا يعرف شيئا مما حدث سوى من كلامي ومن نتائج ذلك الحدث، والتي تتشكل فيما يلي: عدم شعور بالواقع لأيام، وعدم اتزان وعدم القدرة على التركيز، وذلك لأيام، ويقول لي أشعر بأن الدنيا وكأني مشاهد لها كما أشاهد الفيديو! وفي آخر مرة حدث ذلك يوم 21/3/2012 ولم يشعر حتى الآن بتحسن، وحينها ضغطه كان 128/49 وأما السكر فلا يوجد لدي جهاز لقياس السكري.
زوجي كثيرا ما يأتي له هبوط سكر، ويدوخ ويتعرق أثناء اليوم أو عند عمله أي مجهود، أذكر مرة عمل تحليل سكر فاطر، ووجد سكره 71 , أما وزنه وطوله فيوجد بهم فرق كبير، حيث وزنه محصور بين 49 كيلو إلى 51.5 كيلو جرام وطوله 176 سم، وعمر زوجي 34 عاما، ولا يشتهي الأكل إلا نادرا جدا، وتقريبا لا أتذكر ذلك، وطبيعة أكله سيئة للغاية، حيث لا يهتم أبدا بطعام ولا بحاجة جسده إليه أبدا.
زوجي بعد السفر وترك وطنه بدأ ذلك الموضوع يحدث أكثر مما كان عليه في وطنه، وبعد السفر حدث مرة له خفقان وتعب بالتنفس، ذهبنا لطبيب قلب، وعمل له تخطيط قلب ECG وأشعة على الصدر، ووجده ولله الحمد بخير، ولكن قال إن الموضوع نفسي بحت، وكتب له على سيبرلكس وبدأ يأخذه، وكرره لنفسه أكثر من مرة، حيث إنه يأخذه من قرابة العام والنصف.
السؤال: هل هي مشكلة لا قدر الله؟ وماذا عن انخفاض السكري وتبعات هذه الحالة؟ وماذا علينا أن نفعل؟ وهل نذهب لطبيب باطني أم غدد؟ هل لا قدر الله توجد مشكلة عصبية، ولها علاقة بصرع، وعلينا استشارة طبيب مخ وأعصاب؟
أرجو الإجابة في أقرب وقت ممكن، لأن زوجي يعاني من عدم الاتزان بشكل يجعله لا يستطيع التأقلم، ولا عمل أي شيء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أريج حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
إن الحالة التي يعاني منها زوجك بالفعل تستحق أن تكون تحت مجهر ومراقبة طبيب المخ والأعصاب، وكذلك طبيب الغدد، وقلة الوزن بهذه الدرجة لابد أيضا أن تتم دراستها، وطبيب الغدد سوف يقوم بهذا الواجب على أفضل وجه، وفي ذات الوقت موضوع السكر وانخفاضه سوف يقوم أيضا طبيب السكر والغدد بإجراء كل الفحوصات اللازمة في هذا الخصوص، ويوجهه إن شاء الله تعالى لما يفيده وينفعه.
أما بالنسبة لهذه التشنجات البسيطة التي تحدث له، فأعتقد أن طبيب الأعصاب أيضا هو الشخص المناسب لإعطاء الرأي النهائي حولها، وأود أن أقترح اقتراحا بسيطا وهو أن تقومي بتصوير هذه الحالات عن طريق كاميرا تليفون أو أي وسيلة تصويرية أخرى، وتعرضي مقاطع هذه الصور على طبيب الأعصاب، أعرف أن الحالات قد تأتيه فجأة وقد لا تستغرق طويلا، لكن تحيني الفرصة، وإذا تمكنت من تصويرها بالفعل فسوف تكون هذه مادة مفيدة جدا لطبيب الأعصاب.
موضوع الصرع هذا موضوع معقد بعض الشيء، لا أستطيع بالطبع أن أقول لك إن زوجك يعاني من الصرع، لكن الأعراض التي ذكرتها هي أعراض مهمة جدا، خاصة المشاعر التي تأتي لزوجك بعد هذه النوبات، من الشعور بالتوهان والشعور بتبدد الواقع، وأنه لا يتذكر ولا يستدرك ما حوله، هذه مشاعر مهمة جدا، ونشاهدها في بعض الأحيان في اضطراب كهرباء الفص الصدغي في المخ وفي أجزاء أخرى.
أرجو التواصل مع طبيب الأعصاب، وإذا اتضح أنه يوجد أي خلل في كهرباء الدماغ - بمعنى أنه توجد بؤرة صرعية – أعتقد أن الأمر سيكون بسيطا جدا، لأن علاج هذه الحالات لم يعد أبدا صعبا في هذه الأيام، وذلك بعد أن توفرت العلاجات والأدوية اللازمة.
عقار سبرالكس الذي وصف له هو دواء مقاوم للقلق وللتوترات والمخاوف وكذلك الوساوس، ومن الواضح أن الدواء لم يفده بالصورة المرجوة، فلذا أمر التشخيص في حد ذاته لابد أن يعاد فيه النظر، وهذا يحتم الذهاب به إلى الأطباء المختصين في المجالات التي تحدثت عنها.
انخفاض السكر لا تنزعجي له أبدا، هذه الحالة إن شاء الله يستطيع الطبيب أولا أن يحدد سببها، هل هي ناتجة نسبة لأن زوجك نحيف وقليل الوزن ولا يتناول السكريات بالصورة المطلوبة؟ وهل لديه نشاط زائد في خلايا بيتا في غدة البنكرياس؟ وهي الخلايا التي تفرز الأنسولين، هذه الحالات موجودة ومعروفة، وتعالج تماما إن شاء الله تعالى.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله تعالى لزوجك العافية والشفاء، ونشكرك على اهتمامك به، وهذا نوع من البر والوفاء ولا شك في ذلك.