السؤال
أشكركم على الموقع الأكثر من روعة، وأتمنى أن تجيبوا على أسئلتي:
1) لدي طفلان، بعمر 3 سنوات، وعمر سنة و 9 أشهر، كيف أنظم موعد أكلهم؟ وما الوجبات المناسبة؟ وأتمنى لو تعطوني جدولا مفصلا لغذائهم أكون ممنونة لكم.
2) ابنتي بعمر 3 سنوات إلى الآن لا تتكلم، عرضناها على دكتور وقال نموها بطيء لصغر محيط الرأس، فأرجو منكم أن تعطوني طريقة مبسطة لبدء تعليم ابنتي الكلام، مع العلم أني أحاول معها بالكتب والمجلات المصورة لتتكلم، ولكن لا توجد نتيجة، وكيف أعدها لمرحلة الروضة حتى تكون مثل باقي الأطفال؟
3) أنا متزوجة منذ 4 سنوات ونصف، أعاني من الملل الدائم في حياتي، أرجوكم أفيدوني كيف أرجع النشاط إلى حياتي؟ وكيف أغير أسلوبي مع زوجي؟ فأنا كنت هادئة، لكن بعد ولادة ابني الصغير ازدادت عصبيتي، وزوجي بدأ يكرهني بسبب هذه الحالة، أحس بالفراغ والملل الدائم؛ لأني وحدي في البيت مع الأطفال، وأخرج كل أسبوع مرة مع زوجي والأطفال، فكيف أجدد نشاطي؟ وصلت لدرجة أني بدأت أفقد الاهتمام به وبمظهري، وحتى باستقبال زوجي الاستقبال اللائق.
أرجو ألا أكون أطلت عليكم، ولكن كنت أتمنى حلا لمشاكلي لأجعل أسرتي سعيدة، أشكركم جدا وأكون ممنونة لجوابكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ضحى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
بالنسبة لكيفية العلاج خاصة فيما يخص التغذية، سيكون من الأفضل أن تقابلي أخصائي التغذية الموجود في منطقتكم، لأن تغذية الأطفال وحتى الكبار دائما مرتبطة بما هو متوفر في البيئة الغذائية، وبصفة عامة يعتبر الحليب مكونا رئيسيا جدا لتغذية الأطفال، والطفل عادة في مثل هذا العمر إذا أعطي وجبات كل ست ساعات، بمعنى أن تكون الوجبة أربع مرات في اليوم مع تجنب الحلويات والإكثار من السكريات، هذا سوف يكون مطلوبا، كما أن الطفل محتاج للبروتينات ليقوي جسده وتساعد على نموه، ولاشك أن البروتينات موجودة في الألبان وفي بعض البقوليات، وتناول الطفل كمية بسيطة من اللحوم، هذا أيضا لا مانع فيه، كما أن البيض مفيد للأطفال.
بالنسبة للطفلة والتي لا تتكلم حتى الآن وتم عرضها على الطبيب وقال إن نموها بطيء لصغر محيط الرأس، أعتقد أن هذه الطفلة تحتاج للمتابعة مع طبيب الأطفال المختص في أمراض الأعصاب؛ لأن تأكيد التشخيص مهم، هل هي تعاني من علة كضمور الدماغ مثلا؟ أم أن الأمر مجرد شيء من صغر محيط الرأس النسبي، والذي يمكن تجاوزه من خلال التعليم التحفيزي؟
هذا يكون من خلال تحبيب الطفل للتعلم، وذلك من خلال تحفيزه وتقبيله وملاعبته والتركيز على الألعاب التي تحمل السمات والمميزات التعليمية، برامج الأطفال البسيطة والمعقولة أيضا تساعد الطفل على التعلم، واختلاط الطفل بأطفال آخرين مهم جدا، لأن الطفل يتعلم من الطفل.
هذه هي الأسس الرئيسية لتدريب الأطفال ولتعليمهم، ولا أعتقد أن هنالك صعوبة في ذلك، كما أنه دائما يمكن أن تسترشدي بمن حولك من النساء الأمهات ذوات الخبرة في الأمور التربوية.
بالنسبة لك: ذكرت أنك تعانين من سلبية في التفكير، وأن حياتك فيها شيء من الملل والشعور بالإحباط، أنا أعتقد أن الأمر يتطلب منك أن ترفعي من همتك، وذلك من خلال توزيع وقتك بصورة صحيحة، الاهتمام بالزوج أمر مطلوب جدا، العناية بالأطفال مهمة، وهذه تشعرك إن شاء الله تعالى بالرضى، ويجب أن تأخذي قسطا كافيا من الراحة، يجب أن تتواصلي اجتماعيا مع أهلك وأرحامك وجيرانك، روحي عن نفسك بما هو ممكن ومباح، مارسي بعض التمارين الرياضية حتى وإن كانت داخل المنزل... هذا كله إن شاء الله تعالى يجعلك تحسين بشعور إيجابي.
بما أن هذه الحالة أيضا أصابتك بعد الولادة فهذا يجعلنا حقيقة نفكر أيضا في أنه قد يكون حدث لك نوع من عسر المزاج الذي يعقب الولادة، لا أقول أنه اكتئاب نفسي حقيقي، فاكتئاب ما بعد الولادة يكون دائما شديدا ومطبقا، لكن حالتك إن شاء الله خفيفة، وسوف تزول من خلال التطبيقات وطريقة التفكير الإيجابي التي ذكرتها، لكن لا مانع أبدا من أن تتناولي دواء محسنا للمزاج، مثل عقار فلوكستين (بروزاك) وله مسميات تجارية أخرى، يمكن أن يكون مفيدا لك، والجرعة هي كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر.
إن كنت مرضعا بالطبع يجب أن تؤجلي تناول الدواء، لكن أعتقد أنك لست بمرضع، فيستحسن أن يتم تناول الدواء لمدة سنة أو تسعة أشهر، وحتى إن كنت مرضعا فأعتقد أن فطام الطفل سيكون مناسبا جدا، لأن تناول الدواء من وجهة نظري أيضا مهم لك كثيرا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.