الشحنات الكهربائية الزائدة عند الأطفال، هل تؤثر عليهم في المستقبل؟

0 851

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

طفلي عمره 4 سنوات، ظهرت لديه شحنات كهربائية زائدة في الرأس، وذلك من خلال الفحوصات التي أجريت له من تخطيط الرأس، فهل هذه الشحنات توثر عليه في المستقبل؟ مع العلم بأنه يأخذ دواء (TEGRETOL).

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أشرف عثمان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب، نسأل الله تعالى لابنك الشفاء.

زيادة الشحنات الكهربائية في أجزاء معينة من الدماغ نشاهدها عند حوالي (1%) من الأطفال، فإذن هي تعتبر حالة شائعة نسبيا، وهذه الحالات تتفاوت في شدتها، وتعتمد على أي منطقة من الدماغ، نشأة البؤرة التي هي مصدر اضطراب أي زيادة الشحنات الكهربائية، هذه الحالات الآن وبفضل من الله تعالى يمكن علاجها بصورة ممتازة، ونسبة نجاح العلاج تصل إلى (90%)، وهذه نسبة عالية جدا، ولضمان نجاح العلاج أيها الأخ الكريم لابد من الالتزام بالآتي:

أولا: لا بد أن تحسب جرعة الدواء حسب وزن الطفل، وأعتقد أن الطبيب المعالج قد قام بهذا الإجراء.

ثانيا: لابد أن يكون هنالك التزام قاطع بتناول الدواء.

ثالثا: التجراتول دواء ممتاز لكنه لا يبقى في الدم لفترة طويلة، لذا لا بد من تناوله مرتين في اليوم على الأقل، وهذا أيضا ربما يكون ذكره لك الطبيب.

فيا أخي هذه الشروط العلاجية الرئيسية فيما يخص الدواء العلاجي، العلاج يجب أن يكون دائما موجود، حتى وإن ذهبت إلى مكان ومعكم الطفل لابد لأمه أن تحمل معها الدواء، هذا مهم جدا، وأنا أقول دائما للأمهات وحتى وإن كان المشوار الذي سوف تذهبين إليه لا يستغرق أكثر من ساعتين يجب أن تحمل معها الدواء؛ لأن الإنسان لا يعرف ظروفه، فيا أخي الكريم هذا كله يحتم ضرورة الالتزام بالعلاج، فالهدف من علاج هذه التشنجات والشحنات الكهربائية الزائدة هو أن يتم إجهاضها تماما.

وإذا لم تحدث أي تشنجات، أو كان هنالك إثبات أن الشحنات الكهربائية لازالت زائدة لمدة ثلاثة سنوات فهنا سوف يتم التوقف التدريجي من العلاج، ونستطيع أن نقول إن حوالي ( 60 – 70%) من هؤلاء الأطفال لا تأتيهم نوبات مستقبلية، ولذا نعتبر أن الشفاء قد تم.

الأقلية من الأطفال ربما تنتابهم نوبات مرة أخرى، وهذا يعني أنهم في حاجة مرة أخرى للعلاج، والتجراتول هو من الأدوية الجيدة، وتوجد أدوية أخرى كثيرة في بعض الأحيان يحتاج الطبيب أن يضيف إليه دواء آخر.

هنالك ملاحظة تربوية مهمة جدا، وهو أن الأطفال الذين يعانون من مثل هذه العلل تجد من الناحية التربوية أننا قد نحميه أكثر مما يجب، وهذا قد يؤدي إلى خلل تربوي سلوكي، الطفل يجب أن يعامل معاملة عادية، ونطبق عليه كل الأصول التربوية الصحيحة من تشجيع وتحفيز وتوبيخ ونعي وتوجيه، وهذا هو الذي يجعله يعيش حياة طبيعية في المستقبل، الطفل أيضا تتاح له الفرص للعب مع الآخرين، وذلك بعد التأكد من أنه قد تناول دواءه، ولن يكون عرضة للنوبات.

فإذن البشريات كبيرة جدا إن شاء الله تعالى، يتمتع ابنك في المستقبل بحياة طبيعية، أضف إلى أن التجراتول من الأدوية التي لا تؤثر أبدا بصورة سلبية على مستوى تركيز الطفل أو استيعابه للمعرفة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات