السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإخوة الأعزاء على قلبي، القائمون على هذا الموقع المبارك:
لقد وفقني الله لدخول كلية الطب ولا زلت في بداية المشوار حيث إني لم أنه سنتي الأولى بعد، ولا يخفى عليكم أن علم الطب محيط بلا شاطئ، وعلم لا ينتهي.
وكطبيبة في المستقبل أشعر أني أحمل على كاهلي مسؤولية كبيرة توجب علي العمل على تعليم نفسي بنفسي، واللهث وراء العلم من كل الأبواب وليس عن طريق الكلية فقط، وهنا أقف حائرة، فأتمنى منكم توجيهي:
- ما أهم الأشياء التي يجب أن أتعلمها أولا؟
-كيف أتأكد أني على الطريق الصحيح وأكتسب المهارات الكافية؟
- على ماذا يجب أن أركز من العلوم وأعطيه اهتمامي أكثر من غيره؟ فمثلا الأناتومي، الهستولوجي، الباثولوجي، بالتأكيد كلها مهمة ولكن لا بد وأن يكون بعضها أهم من بعض.
- كيف أبني لنفسي الأساس الصحيح والقوي قبل بدأ سنوات الدراسة الأكلينيكية؟
- أتمنى تزويدي بأسماء كتب أو مواقع مفيدة وموثوقة، ولا بأس لو كانت أجنبية تثري معلوماتي الطبية.
أتمنى منكم إضافة أي شيء أو نصيحة من خبرتكم كأطباء وإن كان خارج نطاق الأسئلة.
حفظكم الله ورعاكم، وجزاكم عنا خير الجزاء.
ابنتكم المحبة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ زينب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
شكرا لك يا ابنتي على الكتابة إلينا، وعلى الإطراء على الموقع.
أولا: مبارك عليك تحصيل العلامات المطلوبة، ومن ثم دخولك الكلية التي أردت، فهناك الكثيرون ممن كان يطمع لتحصيل نفس الشيء ولم يستطع، ولقد عدت بي سنوات طويلة إلى الوراء عندما كنت في كلية الطب، وكنت أسأل نفسي ذات الأسئلة التي تطرحينها، ولم يكن عندي حينها إنترنت أو الشبكة الإسلامية!
اطمئني فتوزيع المواد الدراسية الطبية المختلفة على عدة سنوات سيعينك على تحصيل وتحقيق ما تريدين وما تحتاجين، وفي الحقيقة لا بد من اعتبار كل المواد ضرورية، وخاصة أنك لم تقطعي بعد الطريق إلى المواد السريرية أو الإكلينيكية، والمواد التي ذكرتيها مع الكيمياء العضوية مع علم الأدوية (الفارماكولوجي) كلها علوم أساسية ضرورية، فلا بد من الإلمام بها أولا وبشكل شامل، ومن ثم ومن خلال تقدمك مع سنوات الدراسة ستشعرين بأنك تأخذين ما تحتاجينه، وتتخلي جزئيا عن الأمور التي أنت في حاجة أقل لها، وخاصة بعد أن تجتازي حيزا لابأس به من السنوات السريرية، بحيث بدأت ملامح الفرع الذي تريدين التخصص فيه.
وبالنسبة للمهارات التي تحتاجينها، فأيضا اطمئني؛ لأن التدريب العملي خلال السنوات المختلفة يأخذ بعين الاعتبار ضرورة تدريبك على المهارات الأساسية التي تحتاجينها كطبيبة ناجحة تحسن التعامل مع مرضاك، حيث سيعلمونك كيفية أخذ القصة المرضية، وطريقة التواصل مع المريض والزملاء والممرضات بالشكل المناسب.
ولكن إذا أردت مزيدا من النمو والتطور، فعليك بالأمر الذي يتعلمه الآن طلاب الطب في بعض الجامعات الغربية، وهو فهم المجتمع من خلال فهم المجتمع المدني بمؤسساته المختلفة، بالإضافة إلى الاطلاعات العامة، ووفق ما تتيحه الأوقات، فهذا يجعل الطبيب يؤدي دوره بشكل طيب، وكما يسمونه في بعض الجامعات "الشخص الدائري" أي الذي هو ملم بالكثير من الأمور المحيطة به، والتي تمكنه من التواصل الفعال مع الناس من حوله، ومن أداء دوره بالشكل المناسب.
وبالنسبة للمراجع، فهناك تقدم واسع الآن في مجال المراجع الإلكترونية وخاصة في مجال التشريح (الأناتومي) حيث هناك الآن مواقع متخصصة عن التشريح وبالأبعاد الثلاثة، والصور المقطعية التي توضح وبشكل رائع الأجزاء المختلفة لجسم الإنسان، ويمكنك الدخول لهذه المواقع والمراجع من خلال مواقع الجامعات وكليات الطب، أو المكتبات العامة العلمية المتخصصة.
وفقك الله، ونفع بك عباده.