ابني يخاف المطر وصوت الرعد، كيف أساعده للتخلص من هذا الخوف؟

0 473

السؤال

ابني عمره 11سنة، يعاني من الخوف من المطر وصوت الرعد في المدرسة والمنزل، وبدأت الحالة بعد حادثة غرق سيارة أخي أمام منزلنا، وغرق جده، وكنا هناك في زيارة لأخي ونحن من سكان الرياض، ويخاف من التقلبات الجوية، ويخاف من خروجي وقتها وتركه في المنزل مع أخته، حاولت أمس تهدئته مع نزول الأمطار وشرحت له حادثة جده أنها بسبب إهمال ولا توجد مجاري -أعزكم الله- وتقصير بعض المسؤولين وليس عقابا من الله، وخرجنا مع إخوته الصغار إلى الخارج لنرى المطر وجعلته يذهب تحت المطر ليسقط على رأسه واستجاب كثيرا.

بعدها شعر براحة كبيرة، فأخبرته أنه كلما نزل المطر عليك بالمواجهة وتركه يسقط على رأسك، خاصة إذا كنت في المدرسة، لأنه يخاف إذا كان هناك أتوقع أكثر، وبالنسبة لغرق السيارة فقد ذكرت له أنه بعد فتح غطاء المجاري في شارعنا ذهبت المياه، وهذا ما يذكره جيدا.

ساعدوني فأنا أريد زرع الثقة في نفسه.

أرجو الإفادة، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

نهجك التربوي من محاولة تخفيف وطأة المخاوف على ابنك وتغيير سلوكه، هو المنهج الصحيح والذي نسميه بالتعريض مع منع الاستجابة السلبية، شرح الأمور جعل الطفل يستدركها ويتفهمها بلغة مبسطة تناسب عمره هو أفضل نوع من التعريض، تحدثي له عن المطر وكيف يكون المطر وأن هذا المطر نعمة عظيمة من نعم الله تعالى وبه ينبت الزرع، ولولا المطر كان هنالك جفاف وتصحر.

تحدثي له عن الرعود وكيف تتكون، وتطرقي إلى موضوع مخلوقات الله وكيف أنها تعبد الله تعالى بطرق مختلفة عنا، هذا يجعل الطفل يتفهم الأمور وتحبب إليه مصادر خوفه السابقة، طريقتك لتعريض للمطر هي طريقة جيدة وممتازة جدا، حين تنزل الأمطار أرجو أن تعبروا جميعكم عن فرح كبيرة بنزول هذا المطر، دعيه يخرج مع إخوته في الحوش وتكون هنالك فرحة عارمة بهذا المطر، هذا نوع من التعرض الترغيبي، والتعرض الترغيبي هو أمر جيد جدا.

أما بالنسبة لموضوع غرق السيارة، فشرحك أيضا شرح طيب وجيد وممتاز، دائما أبعثي فيه الأمل والطمأنينة، ومن جانب آخر حاولي أن تقوي مهارات طفلك وتزيدي من مقدراته المهاراتية والاجتماعية، وهذا بالطبع يقوي من شخصيته، اجعليه مثلا دائما يقوم بدور البطل في بعض المواقف، اقرئي له عن قصص السابقين وبطولاتهم، وخاصة من الشباب، دعيه يبدأ في كتابة القصص البسيطة، اجعليه أيضا يهتم بترتيب غرفته وخزانة ملابسه، وحاولي أن تعطيه مهاما بسيطة في المنزل، وحين يكون برفقة إخوته هذا أيضا سوف يدعم من تفاعله الإيجابي، دعيه يذهب المسجد وإلى مراكز التحفيظ وهذا كله من سبل تطوير المهارات التي تعود على الطفل بمنافع كثيرة جدا.

نهجك التربوي نهج صحيح، أرجو أن لا تنزعجي، وكما تعرفين فالمخاوف البسيطة من هذا النوع هي ظاهرة نشاهدها عند الأطفال وتختفي تلقائيا في معظم الأحيان.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، نسأل الله له العافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات