أعاني من الاكتئاب والعزلة والانطواء على ذاتي وأريد أن أتغير فما الحل؟

1 592

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من الاكتئاب، وهذا الأمر بدأ معي منذ أن كنت في المرحلة الثانوية، وتدهورت حالتي في الجامعة، وبعد أن تخرجت بدأت معي مشكلة عدم الثقة بالنفس، والعجز عن اتخاذ أي قرار حتى لو كان في موضوع تافه، مترددة ويائسة ومتشائمة من المستقبل، سرحانة طوال الوقت، وأنام لأكثر من 12 ساعة في اليوم، وأشعر بالضيق والحزن طوال الوقت.

ولقد أثر هذا الموضوع على حياتي كثيرا في الجامعة، فقد كنت أغلب الوقت سرحانة ولا أركز على الشرح، ولقد مضى علي الآن أكثر من 4 سنوات لا أخرج من غرفتي، فقد حبست نفسي عن العالم، وقطعت علاقتي مع صديقاتي وأهلي، 24 ساعة جالسة على النت أو التلفزيون كأني أعاقب نفسي.

أحس بخوف كبير وضعف، وليست عندي رغبة في أن أعمل أي شيء، أو أن أتكلم مع أي أحد، أشعر بكسل غير طبيعي، وأكره أن أنظر لنفسي في المرآة، أحس بالتعب بدون أن أبذل أي مجهود، و دائما ما أكون مرهقة وأشعر بالتعب، وأحس بالفشل والعجز عن التغيير، وأحس بأني شخص غير مفيد، وأن وجودي كعدمه، كما وأني أشعر بالنقص، ولا أحسن عمل أي شيء، بليدة ولا أتحمل أي مسؤولية، وأتمنى الموت.

الآن عندي رغبة في أن أعدل من وضعي وأخرج من عزلتي، وأفكر في أن أستخدم علاجا للاكتئاب "زولوفت" أو "سيبرالكس"، ولكني لا أعرف الجرعة المناسبة؟!

وإذا كان هناك أي علاج أفضل لحالتي، وتكون أعراضه الجانبية أقل؟
كما أنني سمعت عن عشبة القديس يوحنا، فهل هي مفيدة في حالتي هذه؟

أرجوكم ساعدوني، فمن الصعب جدا أن أذهب لدكتور نفسي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

اتفق معك أنه لديك بعض الأعراض الاكتئابية، ولكني لا أريد أبدا أن تعتبري أن هذه إعاقة اجتماعية، أو أنه لا يمكن الخروج منها.

ومن أسوء ما يسببه الاكتئاب للناس، هو: أن أفكارهم حول أنفسهم والماضي والحاضر والمستقبل والعالم من حولهم تكون سلبية جدا، وعبرت عن ذلك بوضوح في رسالتك، وعلماء السلوك يحتمون على ضرورة أن يغير الشخص من منهجه ونمط حياته وكذلك طريقة تفكيره، وهذا ليس بالأمر الصعب، خاصة أنه الآن لديك الرغبة والعزيمة في أن تعدلي من وضعك، وأن تخرجي من عزلتك.

وأولى الخطوات العملية التي يجب أن تقومي بها هي:

أن تضعي جدولا يوميا يبدأ من صلاة الفجر، ومن خلال هذا الجدول يمكنك أن تقومي بأعمال وتطبيقات كثيرة، وهذا الجدول يجب أن يحتوي على كل نشاط سوف تقومين به حتى الأعمال البسيطة، وكوني حريصة في أن توزعي جدولك توزيعا عادلا، وكما ذكرت لك لا تستصغري الأمور البسيطة، فهي أفعال يكون مردودها إيجابي جدا على الإنسان.

والجدول اليومي لابد أن يشتمل على المشاركة في أعمال المنزل، وهذا يجب أن يكون بجدية ومساهمة فعالة، وأن تخصصي وقتا للرياضة (أي رياضة تناسب المرأة المسلمة) فسوف تفيدك، وتخصيص قسط كافي من الراحة، مع تخصيص وقت للقراءة، ويا حبذا لو ذهبت إلى أحد مراكز تحفيظ القرآن، وخصصت لذلك وقتا معينا، كما أن الترويح عن النفس بما هو مباح أيضا مطلوب، وفي حالتك لابد أن تبتعدي عن كثرة النوم، ومن المهم جدا عدم الإسراف في التعاطي مع الكمبيوتر أو الإنترنت.

والجدول اليومي يمكن أن يشتمل على أشياء كثيرة جدا، وبحسب وضعك ونمط حياتك، المهم هو التغير والمشاركة الإيجابية، وفي نهاية اليوم سوف تجدين انجازاتك واضحة وجلية، فهذا سيحسن من تأكيد ذاتك وتقديرها، ويمكنك من السير على هذا المنوال.

أنت شابة في عمر فيه الكثير من الطاقات الإيجابية والجسدية، والنفسية والاجتماعية، فأرجو أن تستفيدي منها على أكمل وجه، والتفكير الإيجابي هو جوهر الأمر والإنسان لا يمكن أن يتغير إلا إذا كان إيجابيا في تفكيره.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي، فسوف يساهم كثيرا في زوال هذه الأعراض - إن شاء الله تعالى -، والأدوية الآن متوفرة وهي سليمة جدا، كعقار زولفت أو سبرالكس كلها جيدة، ولكن أعتقد أن عقار بروزاك، والذي يعرف علميا باسم فلوكستين، وله مسميات تجارية أخرى، فهذا سوف يكون الدواء الأفضل لك، لأن البروزاك له فعالية جيدة جدا في تحفيز الإنسان، وبناء الطاقات الجسدية والنفسية الإيجابية، ويرفع من درجة اليقظة لدى الإنسان، ويقلل التكاسل.

وتكون جرعة البروزاك في البداية هي كبسولة واحدة في اليوم بعد الأكل، وقوة الكبسولة هي ( 20غ)، وبعد شهر ارفعيها إلى كبسولتين في اليوم أي (40غ)، واستمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضيها إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم كبسولة يوم بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات