السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ظهر لدي ثآليل تناسلية بعد أن أقمت علاقة محرمة وأنا نادم على ذلك، وأنا أعالج عند طبيب الآن وآخذ دواء البودفيلين لإزالة الثآليل، واستعنت أيضا بالطب البديل أي العسل والحبة السوداء، واختفت الثآليل بعون الله، ولكن ظهر على القضيب حبة سوداء صغيرة وظهرت ثؤلولين صغيرين وعالجتهم بالبودفيلين مرة أخرى بعد أن تعافيت فترة.
ظهرت الثآليل لدي وأعالجها منذ ما يقارب 8 شهور، سؤالي: كيف يمكن التخلص نهائيا من هذا المرض، وهل هذا المرض يمنعني من الزواج في المستقبل وبماذا تنصحني؟
ولكم الشكر الجزيل.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الثآليل التناسلية هي إصابة معدية بنوع من الفيروسات، وهي تتظاهر على شكل ثآليل ذات سطح مخملي غير أملس يشبه إلى حد ما نبات الزهرة أو القرنبيط، وهو يحتاج لوسط رطب للنمو والتكاثر، ويتحسن بالوسط الجلدي الجاف، وقد يتكاثر موضعيا بوجود العوامل المهيئة لنموه من رطوبة وضعف موضعي في المناعة، ويفضل أخذ واحدة كعينة لتأكيد التشخيص مخبريا.
وبما أنه معد فيجب الامتناع عن أي اتصال جنسي إلى أن يتم العلاج النهائي والشفاء وبعده تنوي الزواج والعفاف، حيث أن العودة للاتصالات المحرمة قد تورث ما هو أسوأ من الثآليل!
وبما أنك لست متزوجا فلا داعي للقلق، فعندك الوقت للعلاج والانتهاء من المشكلة، وأما في العلاج فتستعمل مادة البودوفيللين موضعيا كما فعلت أنت بيد طبيب متخصص، وحديثا هناك مواد جديدة مثل البودوفيللوتوكسين، وموجودة تجاريا باسم وارتيك، وتدهن بعد الغسل والتجفيف مرتين يوميا لمدة ثلاثة أيام متتالية فقط أسبوعيا، أي دهن 3 أيام متتالية واستراحة 4 أيام، وقد تحتاج إلى تكرار لأسبوع آخر أو أكثر حسب الاستجابة، على أن لا تزيد عن أربعة أسابيع، وحديثا أمكن تمديد فترة العلاج لأكثر من أربعة أسابيع إن لزم الأمر، وبالطبع فإن الثؤلول الذي يزيد عن 4 سم يجب علاجه تحت إشراف الطبيب، والمادة الأخيرة تعتبر من أفضل العلاجات وهي تغني عن التبريد وغيره من العلاجات، ولكن في حال عدم توفره يمكن اللجوء إلى الاستئصال الجراحي أو التخثير الكهربائي وكلاهما ليس بالأولى.
التخلص النهائي يكون بالمواظبة على العلاج وبالمتابعة مع الطبيب الأخصائي وباستعمال الأدوية التي ذكرناها أعلاه وبالامتناع عن السبب والاتصالات غير المشروعة، مع الأخذ بعين الاعتبار بأن العلاج الناقص قد يؤدي إلى نمو الثآليل التي لم تمت تماما، والتي قد تكون صغيرة وغير مرئية.
لذلك يجب استعمال المكبرة للفحص الدقيق والعلاج المجدي، ولذلك أيضا يجب الاستمرار بالعلاج والقضاء على كل آفة جلدية مشبوهة في هذه المنطقة. وهذه ضرورة إلى أن تثبت طهارة المنطقة المعالجة من هذا الفيروس، وهذا المرض لن يمنعك من الزواج إن عالجته بإخلاص ودأب واستمرار إلى أن تستأصله، ولكن عدم إتمام العلاج قد يؤدي إلى نقل العدوى إلى الزوجة، وعندها تبدأ مرحلة معقدة من العلاج لأن كل زوج يعدي الآخر وتصبح العدوى كالكرة تتقاذفها الأيام من الزوج إلى الزوجة إلا أن يتم العلاج المشترك وبوقت واحد إلى أن يتم الاستئصال.
إن علاج الذكر أسهل بكثير من علاج الأنثى، لذلك ننصحكم بإتمام العلاج قبل الزواج فهذا أسهل وأسلم، مع العلم أن هذه العدوى لا تؤثر على الكفاءة الجنسية لأي من الطرفين بل هي عدوى يجب علاجها والتخلص منها، وهي من قائمة الأمراض المنتقلة جنسيا.
وبالله التوفيق.