السؤال
أنا سيدة لدي ولد وبنت، وبعد إنجابي لابنتي بحوالي السنة والنصف ركبت لولبا نحاسيا مع استمرار الرضاعة لابنتي، ولم أكشف على اللولب إلا بعد شهر من تركيبه، وكان كل شيء بخير.
اضطربت الدورة الشهرية لفترة، ولكنها انتظمت بعدها، والآن وبعد مرور سنة على تركيب اللولب تأخرت الدورة 12 يوما حتى الآن، مع وجود إفرازات بنية، وبعض خيوط الدم، وألم شديد أثناء التبرز.
ولقد قرأت عن الحمل خارج الرحم، وأنا متخوفة جدا من أني أعاني منه، فأنا أعاني من أغلب أعراضه ماعدا الألم الشديد أسفل البطن من جهة واحدة، وينتابني أحيانا ألم أسفل البطن، ولكنه سرعان ما يتلاشى.
أريد التأكد هل هذه الأعراض هي أعراض الحمل خارج الرحم؟ أم أنه حمل طبيعي؟ أم أنه تأخر عادي للدورة ويحصل أحيانا؟
ملاحظة: ما زلت أرضع ابنتي مرة في اليوم الواحد، ولكن في الفترة الأخيرة شعرت بثقل في صدري، وأن الحليب انقطع تماما.
يرجى الرد سريعا، لأنني في قلق كبير، وأعلم أنه علي زيارة الطبيبة، ولكني أردت التأكد من شكوكي أولا، كي أكون مستعدة، علما بأني لا أرغب بالحمل أبدا هذه الفترة.
شكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عمرو حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن نسبة حدوث الحمل خارج الرحم عند سيدة لا تستخدم مانعا للحمل، هي أعلى منها عند السيدة التي تستخدم اللولب كمانع للحمل، لكن إن حدث حمل مع وجود اللولب، فإن نسبة حدوث الحمل خارج الرحم هنا ترتفع عن النسبة الطبيعية.
وليس من الضروري أن تجتمع كل أعراض الحمل خارج الرحم حتى يتم الشك بوجوده، بل على العكس، فإن أغلب الحالات تكون غير نموذجية الأعراض، وأساس التشخيص يكون بوضع الاحتمال في الذهن دائما، فهذه أفضل طريقة لتشخيصه مبكرا.
وما يجب عليك عمله الآن وبأسرع ما يمكن هو تحليل الحمل بالدم ويسمى B-HCG، فإن كان سلبيا فهذا ينفي وبشكل قاطع احتمال وجود الحمل سواء داخل الرحم أو خارج الرحم.
وهنا قد يكون تأخر الدورة، وما يحدث عندك من أعراض هو غالبا بسبب تأخر التبويض، أو تشكل كيس على المبيض، ولذلك فيجب عمل تصوير تلفزيوني للرحم والمبيضين، للتأكد من عدم وجود كيس، ولقياس ثخانة بطانة الرحم.
أما إن كان التحليل ايجابيا، فهذا يعني وجود حمل بشكل مؤكد، فإن وصل الرقم إلى 1500- 2000 وحدة دولية، فيجب أن يظهر بالتصوير المهبلي داخل الرحم، فإن لم يظهر داخل الرحم، فهنا يتم الشك بوجود حمل خارج الرحم -لا قدر الله-.
كما أن الرضاعة قد تؤثر على الإباضة، حتى لو كانت الدورة منتظمة، وحتى لو كانت الرضاعة خفيفة؛ لأن هرمون الحليب يمكن أن يتداخل مع التبويض فيمنع حدوثه أو يؤخره.
وطالما أن السيدة ترضع، حتى ولو لمرة واحدة في اليوم، فإن هرمون الحليب سيبقى غير منتظم عندها، وبالتالي فإن التبويض قد يبقى كذلك.
نسأل الله -عز وجل- أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية دائما.