السؤال
السلام عليكم:
قبل أن أبدأ أحب أن أشكر جهودك جزاكم الله خير.
مشكلتي مع أبي –أطال الله عمره في طاعته- فهو لم يكن يتواصل معنا ونحن صغار، وكان أي شيء نعمله يجعله عصبيا، وكان لا يجلس معنا باليوم إلا نصف ساعة على أبعد تقدير، وباقي الوقت يقضيه مع هوايته (مراقبة الحمام) فكنت أتحاشى الاحتكاك معه تجنبا للمشاكل.
كبرت وتزوجت، والآن دائما يقول لي: لماذا لا تتصل؟ ألست أباك؟ هذا الكلام يقوله لأمي، وهي تنقله لي؛ لأن التواصل بيني وبينه حاليا معدوم، ويعلم الله أني أتجنب الاحتكاك معه تجنبا للمشاكل وليس من باب العقوق .
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الوهاب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أشكرك على تواصلك معنا، وإن شاء الله تعالى نكون عند حسن ظنك بنا.
أخي الفاضل تعلم أن الوالدين هما أفضل ما في الدنيا، وهما سبب وجودنا جميعا بعد الله في هذه الدنيا، وللأسف فإن البعض بعد أن سهر عليه والداه حتى اشتد عوده وقوي جسمه أهملهما وتكبر عليهما، بل وصل الأمر ببعضهم إلى الاعتداء عليهما أو سبهما .
وبخصوص والدك، فمهما فعل معك فهذا ليس بعذر بأن تهجره أو لا تسأل عنه، وأنت ملزم بذلك وواجب عليك أن تبر والدك وتتواصل معه، وأنا متأكد أنك تعرف جيدا موقف الشرع من طاعة الوالدين، وكيف حث على طاعتهما وبرهما أحياء وأمواتا، ولا يمكن أن نهجرهما حتى وإن عاملونا بقسوة وشدة، فأنت كن القدوة الحسنة، وكن الابن البار حتى تكسب رضى والدك، وتكسب حبه لك، فهذا أبوك، ولا أحد يوافقك على مقاطعته بحجة تقصيره في حقك كما تقول أو بحجة تجنب المشاكل، فهو إن قصر في أمر فقد أحسن في أمور، وتقصيره لا يبرر لك التقصير، فمطلوب منك أن تذهب وتقبل رأس أبيك ويديه -وهذا قليل- وتطلب منه السماح والعفو، وأي شيء يصدر من أبيك وأنت لاترضاه احتسب أجره عند الله سبحانه وتعالى ، وبإذن الله تعالى ستجد الخير الكثير في طاعته وبره والتواصل معه.
والله الموفق لكل خير.