هل هناك ضرر علي أو على الجنين من سكري الحمل؟

0 658

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا عمري 29 سنة، لدي طفلان، وحامل الآن بشهري السابع، وظهر عندي سكري الحمل، مع أن وزني لم يزد إلا 10 كيلو، وإلى الآن وزني قبل الحمل 60 ، وطولي 160.

سؤالي هو: هل لو كنت مصابة بالسكري قبل الحمل، ولم أكن أعرف، فهل من ضرر علي أو على الجنين؟ لأنني منذ سنة ونصف، عانيت من نوبات الخوف والقلق، ومن تسارع في القلب، ورعشة في الجسم، والجوع المفاجئ الشديد، ورغم أني أجريت تحليل السكر صيام، لم يظهر بأنه لدي سكري قبل الحمل.

ولقد تعالجت لفترة بدواء سلبيريد وانديرال، وحتى بعد انتهاء المعالجة ظل عندي الخوف من الجوع، أو أني لا أقاوم المكث طويلا بدون طعام، وأصبحت نزقة ومتوترة، ولكن نوبات القلق تحسنت عندي.

فهل يا ترى كان السبب أنني كنت أعاني من السكري قبل حملي ولم يكتشفه أحد؟ أم أنه ظل وسواسا عندي بسبب نوبات القلق التي أتعبتني؟ وبالأخص الدوخة، فأريح نفسيتي بالطعام!

أرجوكم أريد الآن فقط أن أطمئن عن وضع الجنين، وإن كنت مصابة بالسكري من قبل؟ مع أنه لا يوجد أحد من عائلتنا مصاب بالسكري.

فأرجوكم أنا ملتزمة بالحمية، ولا أعرف ماذا يجب أن آكل؟ وما الذي يجب أن لا آكله؟ ولم تخبرني الطبيبة بذلك، فهل من الممكن أن تعطوني جدولا غذائيا يوضح لي برنامجا للحمية.

أنتظر ردكم بفارغ الصبر، فقلبي منفطر والله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

إن السكري الحملي هو: حدوث ارتفاع في سكر الدم، ويظهر في الحمل فقط, أي أن السيدة لا يكون لديها ارتفاع في سكر الدم قبل حدوث الحمل, ولذلك فإن كان قد تم عمل تحليل للسكر قبل حدوث الحمل، وكان طبيعيا، فهذا يؤكد بأن ارتفاع السكر الآن هو بسبب الحمل.

والأعراض التي كنت تشعرين بها من جوع أو دوخة أو نزق ليست بسبب وجود سكري قبل الحمل, بل هي ناجمة عن حالة القلق التي كانت تصيبك، أو عن الأعراض الجانبية لبعض الأدوية.

ويعزى السبب في ظهور السكري الحملي إلى ارتفاع مستوى الهرمونات في جسم السيدة, وهذه الهرمونات تخفف من حساسية الجسم لهرمون الأنسولين، فيرتفع سكر الدم.

إن سكري الحمل لا يعرض الأم إلى المخاطر, ولكنه قد يسبب بعض الاختلاطات في المولود، وهذه الاختلاطات تحدث فقط في حال لم يتم ضبط السكر في الدم, ولكن إن تم ضبطه فإن هذه الاختلاطات لن تظهر- بإذن الله -.

وفي حال لم يتم ضبط السكر في الدم، فقد يؤدي هذا إلى كبر حجم المولود, وإلى حدوث نقص في سكر الدم بعد الولادة, ولكنه لا يؤدي إلى زيادة احتمال إصابة المولود بمرض السكري، ولا إلى زيادة نسبة التشوهات, لأن الفترة الهامة في تشكل أعضاء الجنين تكون قد انتهت.

وإن تمت السيطرة عليه سواء بالحمية، أو بالأدوية، فإن أغلب هذه الاختلاطات لن تحدث - بإذن الله -.

الأساس في علاج سكري الحمل هو اتباع حمية, وأغلب الحالات يتم ضبطها من خلال الحمية فقط، ولا تحتاج إلى أدوية، وأساس الحمية يعتمد على ثلاثة مبادئ:

المبدأ الأول: تناول كمية من السعرات الحرارية تكون حسب وزن الحامل بالباوند, فيتم حساب الحاجة من السعرات، بأخذ حاصل ضرب وزن الأم بالباوند بالرقم 13، ثم إضافة 500 وحدة إلى الناتج.

مثلا إن كان وزنك150، فتكون حاجتك من السعرات هي بحدود 1950 وحدة، وللتسهيل نقول 2000 وحدة، وبإضافة 500، سيكون مجموع حاجتك اليومية في الحمل هو 2500 وحدة حرارية.
المبدأ الثاني: هو توزيع هذه السعرات على مدار اليوم بشكل 3 وجبات رئيسية و2 وجبة صغيرة.

المبدأ الثالث: هو أن تعملي على أن يكون مصدر هذه السعرات موزع كما يلي:

9 حصص من المجموعة التالية: ( الخبز, الحبوب، الرز, المعكرونة ) ومثال على الحصة هنا: شريحة من خبز التوست, نصف كوب من الرز, نصف كوب من المعكرونة.

4 حصص من الخضروات, والحصة هي تقريبا: نصف كوب من الخضروات المطبوخة أو الطازجة.

3 حصص من الفاكهة, والحصة هي: حبة فاكهة واحدة، أو ثلاثة أرباع كوب من عصير الفاكهة.

3 حصص من المجموعة التالية: ( حليب, جبنة, لبن, لبنة)، ومثالا على الحصة هنا: كوب من الحليب, 2 أونصة من الجبنة.

3 حصص من مجموعة البروتين: ( لحم, سمك, بقوليات, مكسرات, بيض)، ومثالا على الحصة هنا: بيضة واحدة, 2 - 3 أونصة من اللحم الخالي من العظم, ملعقتي طعام من زبدة الفول السوداني.

استخدمي تلك القواعد الأساسية في التخطيط لوجبات اليوم، بحيث لا يزيد ماتتناولينه من السعرات عن المطلوب, وبنفس الوقت تأخذي مجموع حاجتك من الحصص الغذائية المتنوعة.

ومثالا على بعض الوجبات:

وجبة الإفطار مثلا: شريحتين من خبز التوست، مع ملعقتي طعام من زبدة الفول السوداني، مع كوب عصير طبيعي 100%.

مثال على وجبة خفيفة عند الظهيرة: تفاحة مع نصف كوب لبن.

مثال على وجبة الغذاء: 6 أونصات من لحم الدجاج أو السمك, مع كوب من الرز، وكوب من الحليب أو اللبن العادي، وصحن من السلطة.

وجبة خفيفة عند العصر: حفنة من المكسرات (20 حبة لوز مثلا)، مع كوب من العنب.

ومثال على وجبة العشاء: كوب من الحبوب، مثل: الحمص أو الفول, حصة من الخبز، وحصة من الجبن، وحبة فاكهة.

نسأل الله عز وجل أن يكمل لك الحمل والولادة على خير.

مواد ذات صلة

الاستشارات