السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شخص مصاب بداء الوسواس القهري، وعندما سألت ورأيت الاستشارات السابقة والفتاوى استخلصت أنه يجب علي الإعراض عن هذه الوساوس، والذهاب لطبيب نفسي، وقد فعلت وذهبت إلى طبيب نفسي وأعطاني أدوية الوساوس، لكن جاءني وسواس جديد أن الطبيب النفسي يجب أن يكون مسلما، والطبيب الذي ذهبت إليه مسلم لكنه لا يبدو عليه أنه ملتزم، فقط شرح لي العلاج وطلب مني الإعراض عن الوسواس، ولم يعطني نصائح تتعلق بالدين، بمعنى آخر: دوره الأساسي في إعطائي الدواء، فهل يكفي ما فعله هذا الطبيب؟ حيث إنه متخصص في مجاله؟
شكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
شكرا لك على السؤال، وهو سؤال وجيه، ويخطر في ذهن الكثيرين، وإن كانوا في الغالب لا يسألونه لسبب من الأسباب.
وأما مدى تدين الطبيب النفسي، ومدى ربط توجيهاته النفسية بتعاليم الدين الحنيف، فلا شك أن هذا الأمر يختلف من طبيب لآخر، كل بحسب تدينه وثقافته الإسلامية، لكن وفي نفس الوقت عادة الطبيب النفسي عليه أن يحترم دين المريض المراجع، وأن لا يستغل مرض المريض وربما تأثره بشكل كبير، فلا يوحي له ببعض أفكاره أو معتقداته، وهذا يعتبر من باب الأمانة المهنية، وأخلاقيات الممارسة الطبية، وهي أن الطبيب النفسي أو غيره لا يحاول نشر أفكاره ومعتقداته بيد، ويقدم الرعاية الطبية باليد الأخرى.
طبعا لا بد للمعالجة النفسية الناجحة سواء كانت للوسواس القهري أو غيره، لا بد أن تشتمل على العلاجات النفسية القائمة على الحوار والخطاب بين الطبيب والمريض، بالإضافة إلى الأدوية النفسية، والأصل أن لا تصبح المعالجة الدوائية هي الوسيلة الوحيدة للعلاجات النفسية.
والله الموفق.