منذ شهرين استيقظت صباحا بشكل طبيعي، وبعد مرور بعض الوقت تبدأ بعض الأورام بالظهور على جسمي كل يوم في مكان مختلف، وتكون محمرة، وغالبا بدون حكة ثم بعد فترة تبدأ بالاختفاء لتعود في اليوم التالي، وتظهر في كل مكان حتى الشفة والعين.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رنا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

تشتكين منذ شهرين من أورام حمراء تظهر على الجسم، وتشمل الشفايف، والعيون ثم تختفي.

من خلال ما تفضلت به أختي الكريمة يتضح أنك تعانين من الشرى المزمن ( ارتكاريا مزمنة).

وهو عبارة عن عرض مرضي ناتج عن مجموعة من المسببات، وتتميز بظهور طفح جلدي أحمر، أو وردي اللون مع انتفاخ حول العينين، والشفتين، وتختفي غالبا خلال يوم أو اثنين.

وهذا الشرى هو الأكثر شيوعا، ويظهر فيه الطفح في أي جزء من أجزاء الجسم، قد يكون السبب التهابات أو عدوى الجهاز التنفسي، أو استخدام بعض الأدوية مثل المضادات الحيوية خصوصا من فصيلة البنسلين، أو أدوية ارتفاع ضغط الدم، وبعض أدوية منع الحمل، وبعض أنواع الأطعمة مثل أنواع الخضروات، والفواكه، أو المكسرات، أو البهارات، أو الحليب، أو البيض، أو السمك، كما أثبتت بعض الدراسات أن بعض أنواع المواد الحافظة والصبغات المستخدمة في الصناعات الغذائية تؤدي إلى زيادة حده الحالة، أو تكون سببا مباشرا لها.

في الحالات المزمنة، والتي لا تستجيب لأدوية مضادات الهيستامين يجب أيضا فحص إفرازات الغدة الدرقية)، وأحيانا يكون السبب ناتجا عن التهاب المعدة المزمن من بكتيريا تسمى (Helicobacter Pylori )، وتتكون عند هؤلاء المرضى أجسام مضادة من النوع (IgA) ضد هذه البكتيريا لابد من التأكد من عدم وجودها من خلال الفحص.

وهناك نوع من أنواع الارتيكاريا المزمنة، ولكنها تتميز بأنها تصيب الطبقات العميقة من طبقات الجلد وتسمى الودمة الوعائية Angioedema ، وهي نوع من أنواع الشرى يصيب الأنسجة الأعمق في الجلد، ويسبب تورمات في جفون العينين، والشفتين والوجه، والفم، وقد يصيب الأيدي، والأرجل والمفاصل، وفي الحالات الشديدة قد يصيب اللسان والمجاري التنفسية مما يؤدي إلى ضيق التنفس.

وفي حالات قليلة يمكن أن يصاب المريض بحالتي الارتيكاريا المزمنة، والودمة الوعائية في نفس الوقت.

لم تذكري في استشارتك أنك عملت أي تحليل لمعرفة السبب أو استشرت المختصين في هذا المجال.

على كل حال في حالات الشرى الحاد، فإن نسبة حالات الشفاء تصل إلى 80% خاصة إذا عرفت أسبابه، أما في الحالات المزمنة، والتي لا يعرف سببها تستمر نوبات الشرى في حوالي 50% من المرضى من ستة أشهر إلى عام كامل، ثم تبدأ بالاختفاء تدريجيا، وفي حالات نادرة قد تستمر إلى سنوات، وعلاج هذه الحالة يكون تحت إشراف طبيب مختص.

لذلك إذا ما استمر معك الوضع بدون تحسن، فعليك بالتوجه إلى المركز المتخصص في الأمراض الجلدية والحساسية حتى يتم التعامل مع حالتك بصورة علمية، ومن ثم يكون الشفاء الكامل بعون الله تعالى.

والله الموفق.