السؤال
السلام عليكم
كنت قد أصبت بنوبة هلع، ومن تلك اللحظة أصابني ما يسمى باختلال الأنية، لكن بحسب توقعي أنه بسيط إلى متوسط بالنسبة إلى غيري.
المهم أن لي ما يقارب الشهر، وأنا أستخدم السيروكسات 25 اس ار، وبصراحة أفادني كثيرا لدرجة أني بعض الأحيان قد تصل إلى 100 بالمائة، وأيضا لم أشعر بأعراض تذكر نهائيا.
سؤالي: عندما أترك الدواء -إن شاء الله- ، هل ستعود لي الحالة نفسها؟ مع العلم أن لي سنة لم أصب بنوبة، ولا أخاف أن أطلع خارجا، ولكن اختلال الأنية، وبعض الأعراض الأخرى كالضيق، وفقدان الشهية، مع عدم ديمومة هذه الأعراض.
أيضا هل أستطيع أن أعالج نفسي بنفسي عن طريق العلاج المعرفي دون الحاجة لمساعدة طبيب؟ وأرجو أن تدلوني على الطريقة أو الكتاب؟ وبحكم خبرتكم هل هناك مثل حالتي تماثلت لشفاء التام؟
ملاحظه: أنا طالب متفوق واجتماعي جدا، ومرح، ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.
هنالك قاعدة سلوكية مهمة جدا، وهو أن نجاح العلاج ووسائل التحسن التي يجريها الإنسان وتغيره من نمط حياته هي مؤشر أساسي أن المستقبل سوف يحمل له خيرا كثيرا، يعني أن التحسن يأتي بعده -إن شاء الله- تحسنات كثيرة واستقرار نفسيا.
الإشكالية الأساسية أن كثيرا من الإخوة والأخوات الذين يمرون باضطرابات نفسية كنوبات الخوف، والهلع، والهرع، أو القلق، والوساوس تجدهم يعيشون حول ما نسميه بالقلق التوقعي، تأتيهم أفكار افتراضية قلقية حول المستقبل، هذه إشكالية أساسية يجب أن نعترف بها، لكن في نفس الوقت الإنسان لا يجب أن يقف مشلولا أمامها، وذلك بتحقير هذه الفكرة التوقعية يعيش لحظاته بقوة، ويكون متفائلا حول المستقبل، ويقتنع تماما بالنظرية السلوكية التي تقول: إن التحسن الآني هو دليل -إن شاء الله- على التحسن المستقبلي، فيا أخي اجعل هذا شعارك.
التدعيمات السلوكية مهمة، وهي أن تبدأ فيها من الآن، وهي التفكير الإيجابي، وتغيير نمط الحياة، وممارسة تمارين الاسترخاء، وممارسة تمارين الرياضة، الإكثار من التواصل الاجتماعي، الحرص على أن تؤدي العبادات في وقتها بصورة رفيعة، أن تكون لك الصحبة الطيبة، التطوير الأكاديمي، بر الوالدين، هذه كلها إضافات سلوكية معرفية، مهمة جدا، وإذا سعى الإنسان، وكان جادا في تطبيقها مع حسن إدارة الوقت؛ هذا يعني إن شاء الله أن التعافي سوف يستمر واستمرار التعافي يعني الشفاء.
هذا هو الذي أبشرك به، وأود أن أضيف إن الإنسان الذي يتحسن هذا مؤشر قوي جدا أن درجة النضوج والمهارات النفسية لديه قد تطورت، وهذا أيضا معيار من معايير التحسن المستقبلي.
أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد، وأريدك حقا أن تسقط من مخيلتك تماما المسميات مثل اختلال الأنية، وهذه مسميات وتشخيصات فيها الكثير من الغموض، وهي واهية لدرجة كبيرة، وأنا لا أنكر وجودها لكن معيار تشخيصها ليس بالسهل، ولا نريد الإنسان أن يوهم نفسه بشيء، أصلا الحقائق حوله قليلة، ومشكوك فيها لدرجة كبيرة في مكونات ومآلاته.
نسأل الله لك الشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.
وبالنسبة لسؤالك عن الكتب، فما ذكرته لك كاف، ولكن هنالك كتب جيدة هنالك كتاب للدكتور/ عبد الستار إبراهيم حول العلاج النفسي والمعرفي، وكتاب الشيخ الدكتور / عائض القرني ( لا تحزن )، وهو من أجمل الكتب السلوكية، وهنالك كتاب ديل كارنيجي، وهو مترجم، ومن أحد مسمياته ( دع القلق وأبدأ الحياة، أو تخلص من القلق، وعش الحياة بصورة طبيعية).
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.