تأتيني حالة قلق واكتئاب عند ركوب السياره، فما العلاج؟

0 336

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أسعدالله صباحكم ومساءكم بكل خير.

منذ فترة ليست بالقصيره تأتيني حالات قلق واكتئاب وقتها كنت أشعر بشيء ثقيل في حلقي يجعلني غير مرتاح في تنفسي، أي ( صعوبة في التنفس ) وغالبا ما تأتيني في السيارة، وتصحبها مشاعر سلبية جدا.

ما اسم هذه الحالة؟ وما أسبابها؟ وكيف أتخلص منها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فقد ذكرت أنه تأتيك منذ فترة ليست بالقصيرة حالات قلق واكتئاب، وكنت أتمنى أن تحدد هذه المدة، ولكنك بما أنك ذكرت أنها ليست قصيرة فنحن نعتبرها أنها على الأقل شهر أو أكثر.

الحالة في معظمها قلقية وليست اكتئابية، فما يحدث لك من شعور ثقيل في الحلق يجعلك غير مرتاح في التنفس، هذا دليل على القلق، والقلق يؤدي إلى انقباضات عضلية في أماكن مختلفة في الجسم، منها عضلات الصدر والحلق والرقبة والرأس، وكذلك القولون وأسفل الظهر.

القلق قد تكون له روابط مثلا يحدث في مكان معين أو موقف معين أو في زمان معين، وأنت القلق يأتيك أكثر حين تكون في السيارة، وهذا ربما يكون ناتجا من أن الضيق مرتبط بوجودك في مكان مغلق أو حيز ضيق مثل السيارة مثلا، أو أنه مرتبط بشيء من المخاوف من السيارة وحركتها وسرعتها وتخوف الحوادث وشيء من هذا القبيل.
إذن الذي أقوله لك أن حالتك هي حالة قلق نفسي، مصحوبا بدرجة بسيطة من المخاوف، ولا أرى أنك تعاني من اكتئاب نفسي، والقلق لا شك أنه أقل كثيرا فيما يسببه من معاناة إذا ما قارناه بالاكتئاب.

الأسباب لا أحد يستطيع أن يحددها، لكن ربما تكون هنالك عوامل، مثلا الانشغال والتفكير النمطي المتكرر في أمور كبيرة أو بسيطة، هذا يؤدي إلى القلق، التكوين النفسي للشخصية، هنالك شخصيات بطبعها تميل إلى القلق، وبعض العلماء يتحدثون عن الجوانب الوراثية إذا كان في الآباء أو الأجداد بعض السجايا أو صفات القلق، فهذا أيضا يكون قد أثر.

في بعض الأحيان لا نجد أي سبب أو أي عامل يكون هو السبب في القلق، وعموما القلق لا أريدك أن تنظر إليه نظرة سلبية شاملة، القلق قد يكون أمرا جيدا لأنه يحث الإنسان على الدافعية، ويحسن من فرصه في النجاح ويجعله عالي الهمة ... وهكذا.
لكن إذا زاد عن الحد المطلوب فهنا قد تكون نتائجه عكسية، والقلق له مكونات نفسية ومكونات جسدية، فالشعور بصعوبة التنفس هو عرض جسدي ناتج من الانقباضات العضلية التي تحدث في عضلات الصدر والحلق، لكنه ليس ناتجا أبدا من مرض في الرئتين مثلا أو القصبة الهوائية أو مركز التنفس في جزع الدماغ.

العلاج سهل ويسير.

أولا: تفهمك لتشخيص الحالة سوف يساعدك كثيرا.

ثانيا: عليك بأن تكون إيجابيا في تفكيرك، فأنت شاب أمامك إن شاء الله الكثير من الأيام الطيبة السعيدة، ومن المفترض أن تركز على الإيجابيات، أن تدير وقتك بصورة جيدة، أن تركز على دراستك، تكون بارا بوالديك، ترفه عن نفسك بما هو مشروع، أن ترتب نفسك ووقتك وزمنك، أن تكون حريصا على الصلاة في جماعة، هذه كلها مزيلات للقلق، ويجب أن تسأل نفسك: (ما الذي يجعلني أقلق؟ أنا بخير، وعلى خير).

أما بالنسبة لموضوع السيارة: فيجب أن تنظر إليها كنعمة من نعم الله - وهي كذلك - وحاول أن تقرأ عن السيارات، من الذي اخترعها، طريقة عملها، هذا يقربك كثيرا لمصدر الخوف، والتقرب إلى مصدر الخوف دائما يؤدي إلى ما يعرف بفك الارتباط الشرطي، أي ينفك القلق من المصدر الذي يسببه.

طريقة علاجية مهمة جدا وهي: التدرب على تمارين الاسترخاء: ( 2136015 ).

وأخيرا: ليس هنالك من مانع أبدا أن تتناول دواء بسيطا جدا مضادا للقلق والتوتر، خاصة التوتر الذي يؤدي إلى انقباضات عضلية، أو ما نسميه بالحالات النفسوجسدية، كمان أن هذا الدواء يحسن مزاجك كثيرا ويخرجك من المشاعر السلبية.

الدواء يعرف علميا باسم (سلبرايد) ويعرف تجاريا باسم (دوجماتيل) يمكنك أن تتناوله بجرعة خمسين ملجيراما صباحا وأخرى مساء - أي كبسولة صباحا ومساء - لمدة شهرين، ثم اجعلها كبسولة واحدة في المساء لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله، الدواء سليم وبسيط ولا يحتاج لأي وصفة طبية.

أنصحك بممارسة الرياضة الجماعية أيضا فهي ذات فائدة وخير كثير، وعليك أن تشارك في المناشط المدرسية أيا كان نوعها - ثقافية أو اجتماعية - سوف تعود عليك بخير كثير.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات