السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كنت منعزلا اجتماعيا بنسبة 60 إلى 80 بالمائة، فقط كان لي صديق أقضي أغلب وقتي معه، وانقطعت عنه لأسباب تواصلي مع أقاربي، كنت ضعيفا لا أتصل عليهم، ولا أسأل عن أحوالهم، كان عندي شيء من الخجل.
في الحقيقة كنت محتاجا لأن أزيد من ثقتي بنفسي، أديت تمارين الثقة، وتمارين التنويم الإيحائي فتحسنت كثيرا، وأنا الآن بإذن الله على وشك الانخراط في المجتمع، فأريد مساعدتكم في إكمال طريقي.
كيف أدخل المجتمع بعد طول غياب؟ وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على السؤال.
أولا: أريد أن أهنئك على ما قمت به من تخطي المراحل التي ذكرت في سؤالك، ولاشك لم يكن هذا سهلا، إلا أنك استطعت تحقيقه، وهذا شيء رائع، وها أنت الآن تريد أن تتقدم خطوة أخرى إلى الأمام، بدخولك المجتمع من جديد. وهل أنت حقيقة خرجت منه حتى تعود إليه؟!
أحيانا نضع لأنفسنا حدودا وصعوبات، ونعتبرها مسلمات لا يمكن تجاوزها، وقد تكون في الحقيقة أبسط مما ظننا.
فمثلا الحياة الاجتماعية ليست بهذه الصعوبة التي قد يتخيلها البعض، وقد نخشى الناس معتقدين أن الناس سيلاحظون ارتباكنا وحرجنا، ونحن في وضع اجتماعي معين، وفي الحقيقة قد يكون هؤلاء الناس في انشغال من أمرهم، وليس عندهم وقت لنا أو لغيرنا، وهم منشغلون بما هم فيه.
مما يمكن أن أنصحك به في موضوع دخولك المجتمع، أن تأخذ وقتا في هذه الحركة، وأن تسير بالسرعة التي ترتاح إليها، ومن دون أن تضغط على نفسك بما هو فوق طاقتك، ولا ترهق نفسك بتحقيق هذه الخطوات، وإنما أن تسير على هونك، ووفق راحتك، وسترى كيف قطعت المسافات الطويلة من حيث لا تدري.
كثير من الناس يواجهون بعض الصعوبات في تواصلهم الاجتماعي بسبب رغبتهم بالسرعة وحرق المراحل، وكان الأولى أن يسيروا ببطئ ووفق السرعة التي يرتاحون إليها.
وفقك الله، ويسر لك هذه المرحلة، كما يسر لك المراحل السابقة، وستنجح في هذه المرحلة كما نجحت في المراحل السابقة.