السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أشكركم جزيل الشكر على هدا الموقع الأصيل.
مشكلتي أني ابتليت -والحمد لله- بداء الاكتئاب إثر عدم استطاعتي التكيف مع بعد الظروف التي تغيرت في حياتي، وتكمن في فقداني جنيني وتزامن مع قرب رحيلي من بلدي وابتعادي عن أهلي، كل هذا أدخلني في دوامة من التفكير والحزن، حتى وجدت نفسي قد سقطت في مستنقع الاكتئاب.
مع العلم أن لي نفسية ضعيفة وهشة، المهم بعد شهر من إصابتي التجأت للطبيب فوصف لي دواء لسترال بمعدل نصف حبة في اليوم، وبعد استعمالي له لمدة شهرين جئت لديار الغربة، وانقطعت علاقتي بطبيبي، والآن لم يمر علي 4 أشهر وأنا أستعمله فلم أجد إلا موقعكم كي أستشيركم في التالي راجية من الله أن تجاوبوني.
أنا الآن أريد أن أحمل، خصوصا أن زوجي يلح على ذلك، وفي نفس الوقت لا أريد أن أتوقف عن الدواء، مع العلم أني أحس بنفسي قد تحسنت جيدا، رغم أنه تأتيني في بعض الأحيان حالة من الوسواس والاكتئاب، ولكني أتغلب عليها بسرعة، ولا تستمر أكثر من 5 دقائق -ولله الحمد-
هل أستبدل دواء لسترال بدواء آمن أم أن هذه الجرعة التي أستعمل ليس منها ضرر؟ وإن استبدلته فبأي بديل تنصحوني؟ والله إني متلهفة على الحمل كثيرا، خصوصا أني في ديار غربة ووحدة.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب، نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
ظروفك مقدرة جدا، ونسأل الله لك في غربتك أن تعيشي هانئة سعيدة، وأمينتك في الحمل نسأل الله تعالى أن يحققها لك، وأن ترزق الذرية الصالحة.
أيتها الفاضلة الكريمة، إن الحمل ينقسم إلى ثلاثة مراحل من الناحية العلمية، الناحية الأولى، وهي تقريبا أربعة أشهر، هذه فترة تخليق الأجنة تأتي بها المرحلة الثانية، ومدتها نحو ثلاثة أشهر ثم تأتي المرحلة الأخيرة ومدتها شهران، المرحلة الأولى تكوين وتخليق الأجنة، وهذه لا يفضل استعمال الأدوية فيها إلا إذا كانت هنالك ضرورة استعمال الدواء في مثل حالة يجب أن يكون تحت إشراف الطبيب، (اللسترال) لا شك أنه دواء جيد، لكن حتى الآن وبرغم من تواجده في الأسواق لمدة طويلة لم يعط البراءة الكاملة فيما يخص سلامته أثناء الحمل، أرجو أن لا يكون هذا الكلام صادما لك، هي حقيقة علمية لابد من أن نستوعبها جميعا.
هنالك أدوية قريبة جدا من (اللسترال) وقد أثبتت سلامتها في فترة تكوين الأجنة، منها هذه الأدوية عقار بروزاك والذي يعرف باسم فلوكستين، وهذا الدواء أثبت أنه دواء نقي، ليس له آثار سلبية على تكوين الأجنة، ومن وجهة نظري يمكن استبدال اللسترال بالبرزواك في حالة حدوث حمل، لكن من الضروري جدا أن تكون تحت الرقابة الطبية النفسية، وكذلك من جانب طبيبة أمراض النساء والتوليد، لأن المتابعة مهمة خاصة إذا كان الإنسان يتناول دواء، وبالنسبة الجرعة فكل (50 غ) أي حبة واحدة من اللسترال تعادل كبسولة واحدة من البروزاك، وقوة كبسولة البروزاك هي (20غ).
يوجد دواء آخر مضاد للاكتئاب يعتبر سليما في الحمل، الدواء من الأدوية القديمة، وهو ينتمي إلى مجموعات مضادات الاكتئاب، تعرف بثلاثية الحلقات.
هذا الدواء يسمى تفرانيل Tofranil والاسم العلمي هو امبرمينImipramine ونستطيع أن نقول إن كل (50غ) منه تعادل (50غ ) اللسترال أي (20غ) من البروزاك، لكن إذا كان القرار هو تناول الأنفرانيل يفضل أن تبدئي بجرعة (25غ) لمدة أسبوعين ثم ترفع الجرعة إلى (50 غ).
إذن الخيارات موجودة والحلول موجودة، ولا تنزعجي وربما تحتاجين أصلا للدواء مع فرحة الحمل، والأمور ميسرة إن شاء الله تعالى، اللسترال كدواء يتميز بأنه من الأدوية التي يمكن استعمالها مع الرضاعة ومن الأدوية النادرة جدا التي يسمح بتناولها أثناء الرضاعة ولكن بجرعة صحيحة وهذا أيضا ذكرته لك كنقطة مطمئنة جدا.
أيتها الفاضلة الكريمة: أرجو أن تكوني دائما إيجابية في تفكيرك، ولا تعتبري أن نفسك ضعيفة وهشة، هذا إن شاء الله تعالى مجرد تفاعل ظرفي ووقتي نتج من حالة الكدر النفسي التي تعيشنها، عليك بالاهتمام ببيتك وزوجك، وأن تتصرفي في وقتك بصورة إيجابية ومنظمة، هذا يقلل من وطأة الاكتئاب كما أن التفكير الإيجابي هو من الوسائل المعروفة جدا، حيث أن التغافل وتجاهل الفكر السلبي يتأتى عنه إن شاء الله فكر إيجابي، والفكر والفعل الإيجابي هي من أكبر مزيلات الاكتئاب .
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا ونسأل الله لك العافي والشفاء والتوفيق والسداد.