الاكتئاب جعل حياتي جحيما... وعلاقتي بأقربائي متدهورة فما الحل؟

0 769

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخوكم في الله شاب مغربي في العشرينيات، أعاني من اكتئاب ليس بالشديد، وليس بالهين، لكنه جعل حياتي جحيما، وعلاقتي بأسرتي وأقربائي متدهورة، وأصبحت أميل للعزلة، فمعظم وقتي أقضيه وحيدا، لكن مع ذلك أحمد الله على قضائه وقدره.

سبق لي أن زرت طبيبا نفسيا مرتين، ووصف لي الدواء التالي لمدة شهر (سيرترالين نو-ديب 50 مغ) بمقدار حبة كل صباح بعد الأكل، و( ليزانكسيا برازيبام) بمقدار حبتين في اليوم نصف حبة صباحا وفي الغداء، وحبة في المساء، أحسست بتحسن ملحوظ في هذا الشهر، وبعد أن عدت للطبيب خفض لي الجرعة إلى نصف حبة من (سيرترالين) صباحا، ونصف حبة من (برازيبام) مساء، لكن حالتي تدهورت جدا، وعاد الاكتئاب من جديد, أساتذتي الأجلاء أريد حلا لمشكلتي أو بالأحرى دواء يحسن من مزاجي من دون أن أعود لطبيب نفسي؛ لأن حالتي المادية لا تسمح بذلك؟

بارك الله فيكم وسدد خطاكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أيها الفاضل الكريم الاكتئاب في مثل عمرك لا بد أن يعالج، فالشباب هم ذخيرة المستقبل، وفترة الشباب يجب أن يتمتع فيها الشباب بطاقات نفسية وجسدية إيجابية، وما تراكم من اكتئاب أرجو أن تقلل من قيمته، وذلك من خلال تحقيره، وأن تتحرك تحركا إيجابيا، الحياة مكابدة واجتهاد، الحياة نضال، والتوكل دائما هو المحرك الرئيسي للإنسان في أفعاله وأعماله وأفكاره، والتوكل هو أمل وعمل ولا شك في ذلك.

أيها الفاضل الكريم: ما الذي يجعل علاقتك بأفراد أسرتك تتدهور، لا ، هذا مسار يجب أن يصحح، صلة الأرحام وإعطاؤها حقها من البر واجب علينا نؤجر عليه في الآخرة، ولا شك أن حسن المعاشرة في الدنيا يطيب الخواطر، وأولى من نحسن عشرتنا معهم هم أقرباؤنا وأرحامنا، بل كل من نعرف، فيا أيها الفاضل الكريم يجب أن تصحح هذه المفاهيم، ولا تجعل الإصابة بالاكتئاب وزرا؛ لأن تفتقد دورك وقيمتك الاجتماعية، فالإنسان الذي يساير الاكتئاب حسب ما يأتيه من مشاعر يصاب بخيبة أمل كبيرة، أما الإنسان الذي يجتهد، ويثابر، ويكابد ويعيش في الحياة بقوة، والمستقبل بأمل ورجاء هو الذي ينتصر، ويهزم الاكتئاب بإذن الله تعالى،أذن انقل نفسك من تفكر سلبي، إلى فكر وفعل إيجابي.

بالنسبة للعلاج الدوائي الطبيب حين وصف لك السيرترالين كدواء أساسي، ومن ثم أعطيت أيضا ليزانكسيا برازيبام كان قصد الطبيب أن يكون التركيز أساسا على السيرترالين فهو دواء متميز جدا في فعاليته فيما يخص علاج الاكتئاب النفسي، أما ليزانكسيا برازيبام فهو دواء يريح الإنسان وقتيا يقلل من التوتر والقلق، لكن لا ينصح باستعماله لفترات طويلة؛ لأنه قد يؤدي إلى التعود والإدمان، الطبيب قام بتخفيض الجرعة من الدواءين وهذا كما ذكرت، وتفضلت نتج عنه عودة الاكتئاب النفسي الذي أراه أيها الفاضل الكريم أن السيرترالين وبما أنه دواء ممتاز ومتميز فيجب أن يكون خط علاجك الدوائي الرئيسي، وتوجد عشرات الأدوية الأخرى، لكن لماذا نغيره ونبدله ما دمت قد استجبت له، وهو دواء ذو سمات ممتازة جدا كما ذكرت لك.

الذي أراه أننا نحتاج فقط أن نعدل جرعة السيرترالين، السيرترالين يمكن تناوله حتى 4 حبات في اليوم أي 200 مليجرام، ومعظم الحالات تستجيب لجرعة 100 مليجرام في اليوم.

فيا أخي أرجو أن ترفع جرعة السيرترالين بأن تكون 100 مليجراما ليلا لمدة أسبوعين بعد ذلك تجعلها من وجهة نظري 150مليجرام يتم تناول 50 مليجراما صباحا و100 مليجراما ليلا أي 3 حبات في اليوم، وهذه الجرعة تستمر عليها لمدة شهرين كاملين، وهذه ليست مدة طويلة، ثم تنقص الجرعة إلى 100 مليجرام أي حبتين في اليوم تتناولها ليلا لمدة 3 أشهر، ثم تخفض الجرعة وتجعلها حبة واحدة ليلا لمدة 6 أشهر، ثم اجعلها نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء، هذه الطريقة الأفضل والأجود والأنفع إن شاء الله تعالى، والتزامك القاطع بتناول الدواء وبجرعته الموصوفة، وبانضباط شديد، هي عوامل النجاح الرئيسية، فكن حريصا على ذلك أيها الأخ الكريم.

أما بالنسبة للبرازيبام فأرجو أن تتوقف عنه تدريجيا، فأنت لست في حاجة إليه، كما أنه دواء إذا استمر الإنسان فيه لفترات طويلة ينتج عنه التعود والإدمان.

أيها الفاضل تغيير نمط الحياة مهم، وقد ذكرت لك هذا مسبقا، وتغيير نمط الحياة يعني أنت تستثمر وقتك بصورة صحيحة، أن تدخل أنشطة جديدة في حياتك، وأن تتخلص من السلبيات، وأن تكون فاعلا ومفيدا لنفسك ولغيرك، ممارسة الرياضة مطلوبة جدا في مثل عمرك، والحرص في أمور الدين -أيها الفاضل الكريم- مهم، الصلاة في وقتها مع الجماعة، تلاوة القرآن، الدعاء، الذكر، حسن معاملة الآخرين.

هذه أخي كلها مثبتات للمزاج ومحسنات له ولا شك أن بر الوالدين يعود على الإنسان بنفع عظيم في الدنيا والآخرة، بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات