السؤال
ابني ماهر عمره 46 مريض بالصرع منذ 40 سنة، وتأتيه حالة الصرع كل أسبوع تقريبا، ولم يكن كذلك من قبل، وقبل عدة سنوات أصيب بداء السكري، ومن بعده التهاب الأعصاب المحيطية، ورجفة في اليد اليمنى، والآن هو في حالة نفسية متعبة جدا، ولا يتحمل أي كلمة من أي شخص، وتغيرت نفسيته تماما، وصار يأكل كثيرا ولا يهتم بالحمية.
علما أنه يأخذ العلاجات التالية:
- ايبانوتين.
- لومنال.
- لامكتال.
- انسولين.
أفيدوني ماذا أفعل وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة / أم ماهر عبد المجيد حفظها الله ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد؛؛؛
فنشكر لك ثقتك في إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لابنك الشفاء العاجل.
مرض الصرع يؤدي إلى اكتئاب نفسي في حوالي أربعين بالمائة من الحالات -هذه علاقة معروفة– كما أن مرض السكر أيضا هو أحد مسببات الاكتئاب النفسي، وهذا قد لا يلاحظه الكثير من الناس، لكنها حقيقة علمية ثابتة.
ابنك – عافاه الله وشفاه – من وجهة نظري أن حالته النفسية التي جعلته لا يتحمل أي كلمة، ويكون سريع الانفعال، وتغيرت حالته، وأصبح يتناول الطعام بنهم، ولا يهتم بالحمية، أعتقد أن ذلك ناتج من إصابته باكتئاب نفسي.
الاكتئاب النفسي يفقد الإنسان الاستبصار الكامل فيما يخص الاهتمام بصحته، ويجعل الشخص ينتهج منهج اللامبالاة، والذي أراه أن ابنك محتاج لأن يقابل الطبيب النفسي، والطبيب النفسي سوف يوجهه ويقدم له الإرشاد والمساندة، وسوف يصف له أحد الأدوية التي تحسن من مزاجه وتقلل من عصابيته، وفي ذات الوقت الدواء الذي يتم اختياره يجب ألا يتعارض مع الأدوية التي يتناولها ابنك الآن.
هنالك أدوية لعلاج الاكتئاب متميزة جدا في فعاليتها، لكن يعاب عليها أنها ربما تنشط البؤر الصرعية في بعض الأحيان؛ لذا فمقابلة ابنك للطبيب مهم جدا، والطبيب النفسي سوف يقوم بعمل اللازم حياله.
إذا صعب عليك ذهابه إلى الطبيب النفسي فيمكن يخطر طبيب الأعصاب الذي يقوم بعلاجه للصرع بالحالة النفسية التي يعاني منها، وأن وجهة نظرنا أن (ماهر) يعاني من الاكتئاب النفسي المصاحب لمرض الصرع ومرض السكر، والطبيب سوف يقوم بإجراء اللازم أيضا إن شاء الله تعالى.
أدويته التي يتناولها: الـ (ايبانوتين) هو من الأدوية المضادة للصرع، وهو دواء ممتاز جدا، بالرغم من أنه من الأدوية القديمة لكن فعاليته مضمونة، وكذلك الـ (لامكتال) يعتبر دواء يضاف لتدعيم الدواء الأول وهو اليبانوتين والـ (لومنال) دواء جيد، أما (أنسولين) فهو بالطبع لعلاج السكر.
هنالك أمر مهم أيضا يجب أن تقوم به الأسرة، وهو مساندة هذا الأخ وتوجيه النصح إليه، وأن نحاول أن نشعره بالأمان وبالطمأنينة، وأن نحفزه من خلال الكلمة الطيبة، وأن نجعله يستبصر ويدرك أهمية العناية بصحته.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله له الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.