عدم القدرة على مواصلة الدراسة... مشكلة أعاني منها

0 622

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة من الله وبركاته.

أنا شاب عمري 20 سنة، طالب في كلية الهندسة، أعاني من مشاكل عدة أرجو مساعدتي على حلها.

منذ أن دخلت الجامعة وأنا أعاني من تراجع ملحوظ في علاماتي، مع العلم أني كنت دائما من الأوائل في المدرسة، لم أعد أقدر على أن أدرس كما كنت في السابق, فكلما بدأت بالدرس أشعر بضيق وعدم القدرة على المواصلة، حتى في فترة الامتحانات يحصل هذا الشيء معي، لكني أضغط على نفسي كي أدرس، لكن في دراسة الهندسة لا ينفع الدرس قبل يوم أو اثنين؛ مما يؤدي إلى حصولي على درجات متدنية في الامتحانات.

أعاني من كسل وخمول شديدين، وساعات نوم كثيرة تزيد عن 12 ساعة يوميا! وعند الاستيقاظ أشعر بكسل شديد، ورغبة في عدم القيام من الفراش.

كما أني منذ فترة بدأت أشعر بخوف ورعب شديدين عندما أكون في الظلمة وحدي! وهذا الشيء يحصل معي أيضا عندما أستيقظ من النوم مرعوبا ولا أستطيع أن أكمل نومي!

مشكلة أخرى هي الأكل، ما ألبث أن أبدأ بالأكل حتى أشعر بالشبع دون أن آكل شيئا! أصبح وزني 63 كيلو، مع العلم أن طولي يبلغ 180 سم.

أهم شيء من هذا كله هو عدم القدرة على المواظبة على الصلاة بشكل دائم، فكلما ألتزم بها لفترة أعود وأتوقف عن الصلاة دون الشعور بذلك!

بكل صراحة أنا تعبت جدا, لقد وصلت لمرحلة الشك بقدراتي! الجميع يلومني على ما أقوم به، وأنا لا أدري ما هي مشكلتي، وبدأت في التفكير في تغيير الاختصاص!

هذه الليلة توضأت ولجأت إلى الفراش متوسلا إلى الله أن يهديني إلى طريق الصواب والخير، فاستيقظت فبل أذان الفجر بساعة تقريبا ولجأت إلى الكمبيوتر للبحث عن سبب كثرة النوم, ووجدت نفسي في هذا الموقع الكريم عله يكون السبب في حل مشكلتي!

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إنه يعرف أن الانتقال من مرحلة أكاديمية إلى أخرى قد يؤدي إلى تغيرات نفسية لدى بعض الناس، والذي يحدث أن شيئا من عدم القدرة على التكيف أو عدم القدرة على التواؤم قد يحدث، وهذا يؤدي إلى شيء بالشعور من الإحباط وافتقاد التركيز والدافعية، وهذا بالطبع ينتج عنه تدهور في الأداء الأكاديمي، ومن ثم يدخل الإنسان في حلقة مفرغة تطبق عليه مشاعر الأسى والكآبة والقلق والتوتر، وأعتقد أن هذا هو الذي حدث لك، فأنت متميز في مراحلك الدراسية السابقة، ولا شك أنك قد انضممت إلى كلية الهندسة من خلال علاماتك الممتازة، وكذلك رغبتك.

ولكن تكون قد صدمت بأشياء بسيطة قد لا تكون ملحوظة لديك جعلتك لا تتواءم ولا تتكيف مع الوضع الدراسي الجديد، وهذا أدى إلى عسر المزاج والشعور بالإحباط.

أنا أريدك أن تعيد تقييم نفسك، وأن تكون أكثر ثقة في ذاتك، فقدراتك السابقة لازالت موجودة، لأنها جزء جوهري في حياتك، لا أحد يستطيع أن يأخذ منك ذكاءك أو مقدراتك المعرفية، هي موجودة، اشعر واستشعر أهمية الدراسة، وعليك أيضا بتنظيم وقتك – هذا مهم جدا - .

الإسراف في النوم قد يكون دليلا للاكتئاب، لكن هذا يمكن التحكم فيه من خلال استعمال بعض الموقظات، مثلا ممارسة الرياضة، تناول كوبا من القهوة، تخير الأوقات الصحيحة للدراسة، الدراسة في الصباح وبعد صلاة الفجر إذا ذاكر الإنسان لمدة ساعة في هذا الوقت هذا أفضل من ثلاث أو أربع ساعات في غيره من الأوقات.

إذن الدافعية الداخلية وبناء الوازع الداخلي الجديد هو الذي سوف يغيرك ويجعلك تتغلب على هذا الاكتئاب الذي من وجهة نظري هو السبب في كل ما تعانيه من إحباط.

أيضا اذهب وابحث بقوة عن علاقات اجتماعية جديدة، الإنسان يحتاج إلى نماذج طيبة تحسن من دافعيته، كن في رفقة الشباب الأتقياء المصلين، هذا -إن شاء الله تعالى- يشجعك على أن تقدم على الصلاة بفرح وانشراح وقبول، هذا النوع من الدعم الاجتماعي النفسي مهم جدا.

أنا أنصحك أيضا بأن تحاول أن تقابل الطبيب النفسي؛ لأني أرى أنك في حاجة لمزيد من الإرشاد والتوجيه النفسي، وفي ذات الوقت إجراء فحوصات طبية مها: التأكد من قوة الدم، ووظائف الغدة الدرقية مهمة جدا، وأعتقد أنك أيضا في حاجة لأحد مضادات الاكتئاب، ومن أفضلها من وجهة نظري العقار الذي يعرف تجاريا باسم (لسترال) أو (زولفت) ويعرف علميا باسم (سيرترالين) هو دواء جيد ومفيد جدا، وأنت قد تحتاج له فقط لمدة ستة أشهر مثلا.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات