السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعاني من الوسواس القهري عند الصلاة ومن الرهاب الاجتماعي، إضافة للقلق والتوتر.
ذهبت إلى طبيب نفسي فوصف لي ساليباكس كبسولتين، وحبة واحدة من سيروكسات، وبعد أخذي للسيروكسات -علما بأنها أول مرة أتناوله لقد كنت معتادة على الساليباكس- ظهرت حساسية في وجهي، وكأني مصابة بالحصبة.
أخبرت الطبيب فطلب مني التوقف عن السيروكسات، وزيادة جرعة الساليباكس إلى ثلاث كبسولات، تناولت الثلاث جرعات لمدة أسبوعين تقريبا، ثم اتفقت مع الطبيب على تخفيض الساليباكس، والتوقف عنه لمدة أسبوع، والبدء بتناول السيروكسات؛ لأني أصبت بالخمول الشديد، وصرت أنام لساعات طويلة.
الطبيب أراد أن يوصف لي زولفت أو ليسترال مع الساليباكس لكني رفضت، وطلبت منه أن يوصف لي سيروكسات لوحده، وفي سياق الحديث أخبرني أن دواء ساليباكس لا يتقبل أي دواء آخر معه، ولقد تعجبت من كلامه، فهو يعلم ذلك, ويريد مني تناول دواء آخر مع ساليباكس، وأخبرني أيضا أن الحساسية تظهر نادرا ربما حالة واحدة من ألف حالة.
وأريد منكم بارك الله فيكم أن تخبروني عن الأدوية التي تتعارض مع بعضها البعض.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عمر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإن هنالك قوانين طبية تحكم التعامل مع الأدوية وكيفية تعاطيها، وهذه القوانين كلها حقيقة في الأصل هي نوع من ضبط الجودة، والأدوية يعرف أنها قد تتفاعل مع بعضها البعض إما تفاعلات إيجابية أو تفاعلات سلبية أو تكون هنالك حالة من الحيادية، بمعنى أن الدواء إذا تم تناوله مع دواء آخر ليس هنالك آثار سلبية أو تدعيم إيجابي.
وبالنسبة لتعارض الأدوية: هذا التعارض قد يكون تعارضا كاملا، وهذا بالطبع قد يسبب خطورة إذا تم تناول الدواءين مع بعضهما البعض، أو قد يكون تعارضا نسبيا، وهذا لا يشكل خطورة حقيقية، لكنه نوع من الممارسة غير المستحسنة كما يقولون في علوم الجودة.
بالنسبة لمضادات القلق والخوف والوساوس، والتي في الأصل هي مضادات للاكتئاب, ومنها بالطبع السيالبكس, والذي هو الفلوكستين واللسترال والذي يعرف باسم (سيرترالين) والزيروكسات، والذي يعرف باسم (باروكستين)، وكذلك الفافرين والذي يعرف باسم (فلوفكسمين)، والسبرالكس والذي يسمى (إستالوبرام) هذه الأدوية حقيقة تنتمي لمجموعة واحدة من المركبات الدوائية، وهنالك اختلافات بينها ولكن هذه الاختلافات اختلافات بسيطة جدا.
وبصفة عامة لا يستحسن أن يتم تناول دواءين من مجموعة واحدة، هذا ليس من الممارسات الطبية الجيدة، لا أقول أنه ممنوع، وفي بعض الحالات قد نحتاج لأن نمازج بين هذه الأدوية، لكن هذا يجب أن يكون تحت الإشراف الطبي.
بالنسبة لما أخبرك به الطبيب أن السيالبكس لا يتقبل أي دواء آخر معه مثل الزيروكسات، أعتقد الذي قصده هذا الأخ الطبيب أن هذه الممارسة غير مستحسنة، وهو في هذا محق، وفي ذات الوقت هو محق أيضا حين طلب منك تناول الدواءين مع بعضهما البعض في مرحلة ما، لأنه كان يضعك تحت الرقابة الطبية، وحين ظهر الأثر الجانبي السلبي تم إيقاف عقار زيروكسات.
الذي أنصحك به هو مراجعة طبيبك مرة أخرى، والأفضل هو أن تتناولي دواء واحدا وبجرعة صحيحة، تناول الأدوية التي تعمل من خلال منع استرجاع السيروتونين بصورة انتقائية – وهي الأدوية السالفة الذكر – تناول هذه الأدوية مع بعضها البعض قد يؤدي إلى متلازمة مرضية تعرف بمتلازمة السيروتونين، وهي حالة يرتفع فيها إفراز السيروتونين بكثافة، وهذا قد يؤدي إلى شعور بالألم والقلق والتوتر والتعرق، وربما تكون هنالك أعراض أخرى، فالذي قصده الطبيب هو غالبا أنه لا يريد أن يمازج بين هذه الأدوية، وذلك حتى لا تحدث متلازمة السيروتونين هذه.
فأرجو أن تطمئني، ونصيحتي لك هي معاودة طبيبك مرة أخرى، وأعتقد أن تناول دواء واحد وبجرعة صحيحة هو الأفضل بالنسبة لك، وإذا كان هنالك حاجة لدواء تدعيمي فهذا يجب أن يكون خارج مجموعة هذه الأدوية التي تعمل من خلال منع استرجاع السيروتونين بصورة انتقائية.
هنالك مدعمات للأدوية، وهي من مجموعات مختلفة من الأدوية، مثلا عقار (فلوبنتكسول) يستعمل كمدعم في بعض الأحيان، وعقار (بسبارون)، عقار (سلبرايد) ... وهكذا. هذه الأدوية تعمل من خلال منظومة استقلابية أخرى في الكبد، ولذا لا تؤدي إلى أي تفاعلات سلبية مع الأدوية مثل الزيروكسات أو السيالبكس.
أرجو ألا تنزعجي، ومن جانبي أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.