السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
نشكركم جزيل الشكر على هذا الموقع الرائع والمتميز.
بعد أن قرأت الكثير عن العادة السرية وأضرارها، خاصة بين الشباب، وبسبب انتشار الفتن في هذا الزمن، وخاصة فتنة النساء، أود معرفة الطرق والأساليب التي ممكن من خلالها أن أقي ولدي البالغ من العمر 9 سنوات، والآخر البالغ من العمر سنتين، من هذه العادة القبيحة؟ وكيف أعلمهم خلق غض البصر؟
وجزاكم الله ألف خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ امل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
شكرا لك على السؤال، وعلى اهتمامك بتربية طفليك وهما في هذا العمر، وتفكيرك باحتمالات المستقبل.
من الشائع عن المراهقين، وكمرحلة من مراحل نموهم الجنسي الطبيعي، أن يكتشف المراهق أنه قد نما ووصل سن البلوغ، وانتقل من عهد الطفولة إلى النضج الجنسي؛ حيث بدأت تنمو عنده الشهوة والرغبة الجنسية، وليس من الطبيعي أو الممكن أن يوقف أحد هذا النمو وهذا التطور.
طبعا هذا النمو الطبيعي لا يعني أن لا نعلم البعد السلوكي والأخلاقي، ونعلم أبناءنا ضرورة الالتزام الخلقي، ونسبة كبيرة من الشباب قد يجرب العادة السرية أو الاستمناء في مرحلة مبكرة من مراحل نموه الجنسي، وكثير منهم يتجاوز هذه المرحلة ويقلل أو يتوقف عن العادة السرية.
إن التربية الجنسية الصحيحة، والتي دارت حولها أسئلتك، لا تكون إلا ضمن منهجية سليمة للتربية بشكل عام، والأمور الجنسية تأخذ جانبا واحدا من الجوانب المتعددة للتربية والتنشئة، فإن أحسنا التربية في موضوع السلوك المستقيم بشكل عام، فأمور النمو والسلوك الجنسي إن هو إلا أحد جوانب السلوك.
إن التربية السليمة تشكل عند الأولاد الحس الداخلي الذي يمكنهم من مراقبة سلوكهم وحتى في غياب الرقيب الخارجي، وهذا هو صميم التربية الأخلاقية الناجحة.
من أهم طرق الوصول لهذه التربية الناجحة هي معايشة الأبناء عن قرب والاحتكاك المستمر معهم، وبذلك تتاح للأبوين فرصة توجيه أطفالهم وتنشئتهم النشأة التي يريدان.
يمكنك أيضا القراءة أكثر والتوسع في هذا الموضوع في أحد الكتب التي تتحدث عن التربية الجنسية عند أبنائنا.
يمكن أيضا اتباع الخطوات التالية:
- التوعية السليمة للأبناء بأهمية غض البصر، لا سيما الولد إذا كان عمره 9 سنوات، ومحاولة شرح مفهوم الحلال والحرام.
- ربط التعاليم والتوجيهات بمبدأ المراقبة؛ سواء مراقبة الله تعالى لنا (إن الله يرانا)، أو بمبدأ مراقبة الملائكة لنا (كرام كاتبون)، وكتابة الحسنات والسيئات، وهذا من أنفع الأساليب في تنمية مفهوم المراقبة.
- تجنيبهم الوسائل التي تؤذي أخلاقهم: كالمسلسلات الغرامية ونحوها، ومحاولة ترشيد استخدام الإنترنت والتلفاز.
- ربطهم بقدوات وبيئة صالحة كالمسجد والتحفيظ.
نسأل الله أن يقر عينك بصلاحهم.