لدواعي السفر أهلي ومن يريد خطبتي يريدونني أن أخلع النقاب، فما توجيهكم؟

0 466

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة ملتزمة، ومنذ فترة أنعم علي ربي بلبس النقاب، وقد تعلقت بهذا الأخير كثيرا -ولله الحمد والمنة- إلا أن هناك أمرا بدأ يؤرقني مؤخرا، فقد تقدم لخطبتي شاب من عائلتي -على قدر من الخلق والدين- يقيم بأوروبا، وأهلي مصممون على أن أوافق عليه، وقد طلب مني خلع النقاب لما قد ألاقيه هناك بسببه، ورفضت ذلك؛ مما جعل أهلي ينزعجون لتصرفي، فهل طاعة الأهل في مثل هذه المواقف لا بد منها؟ وفي حالة رفض الخاطب لهذا السبب هل هذا يتعارض مع شريعتنا السمحة؟

شكرا لكم جزيلا وجزاكم الله عنا خير ما يجزي به عباده الصالحين المخلصين، فأنتم بالنسبة لنا منارة يستضاء بها، سائرين في ذلك على هدى المصطفى صلى الله عليه وسلم وقرءاننا الكريم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مسلمة وافتخر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نسأل الله أن يثبت ابنتنا الفاضلة وأن يرزقها السداد والثبات إنه ولي ذلك والقادر عليه.

ونرحب بها في موقعها، ونشكر لها هذه الغيرة على الدين، ونهنئها بهذا الالتزام والخير الذي تمسكت به، ونسأل الله أن يرينا وإياها الحق حقا ويرزقنا اتباعه، وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه هو ولي ذلك والقادر عليه.

لا شك أن المعادلة صعبة فعلا، ونحن ندعوك إلى أن تتمسكي بهذا النقاب، ونتمنى أن نتعرف على المخاطر المزعومة التي تقال؛ لأن الواقع أن هناك في أوروبا من تلبس النقاب وتصبر عليه وتتمسك به وتحرص عليه؛ ولذلك آثار كبيرة جدا، أما إذا تيقن الإنسان وقوع خطر كالهلاك أو نحو ذلك فعند ذلك قد تكون هناك ضرورة لها أحكامها تقدر بقدرها ويقدرها أهل الاختصاص وأهل الدين والعلماء في ذلك البلد؛ لأن أهل مكة أدرى بشعابها.

ولكننا نريد أن نقول إن الخطر المزعوم أمام المنتقبة ما هو إلا مجرد سخرية أو ضحك عليها أو كذا، وهذا لا يضر الإنسان؛ لأن الأنبياء سخر منهم الأشقياء، فإذا كان الأمر مجرد سخرية أو أذى من هذا النوع فإننا نطالب بأن نحتمل هذا، وهذا شأن المجرمين (إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون وإذا مروا بهم يتغامزون)، يقول انظر ألا ترى هذه الخيمة أو نحو ذلك، (وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين) يجعلون هؤلاء المتدينين الرجال بثيابهم القصيرة، وباللحى عند الرجال، وبالنقاب للمرأة يجعلونهم مكانا للطرفة والنكات والكلام نحوهم، لكن الآية تنقلب، ولكن الوضع ينعكس، (فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون على الأرائك ينظرون هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون).

ويهمنا أيضا أن نتعرف على قناعة هذا الرجل المتدين، ومن الذي اشترط عليك ترك النقاب هل هم الأهل حرصا على هذا الزوج أو ما هو رأي الزوج شخصيا في هذه المسألة، وحبذا لو وجهت له هذه الأسئلة:

- هل يوجد عندهم في أوروبا من تلبس النقاب؟ وبلا شك يوجد هذا.
- ما هي نوع المضايقات وحجمها التي يمكن أن تواجه الفتاة المنتقبة؟

عليك كذلك أن تنظري في الأمور، يعني إلى أي مدى هذا الشاب ملتزم ومتدين ومتمسك بدينه، وإلى متى سيكون هناك في أوروبا، وهل بإمكانه أن يهاجر إلى بلد آخر يستطيع أن يقيم فيه الدين وتستطيع زوجته فيه أن تقيم شريعة الله تبارك وتعالى، فنحن نعتقد أن الأمر يحتاج إلى تفاصيل، ويحتاج إلى إجابة لهذه الأسئلة ولغيرها، لكننا نؤيد هذا الحرص، ونشكر لك هذا الاعتزاز بالدين وهذا الحرص على التمسك بالنقاب، وهذا الحرص على الستر، وهذا سيرفع منزلتك عند الله تعالى، وسيرفع منزلتك عند هذا الزوج إذا كان فعلا من أهل الدين والأخلاق؛ لأن الإنسان تكبر في نفسه مثل هذه المفاهيم ومثل هذا الإصرار على ما يرضي الله تبارك وتعالى.

والأهل أيضا لا بد أن تناقشيهم وتحاوريهم في هدوء حول هذه المسألة، وتبيني لهم المواقف التي حصلت من مصعب وسعد بن أبي وقاص مع الأم التي رفضت أن تأكل، ومع ذلك صمدوا فكانت النتيجة أن انتصروا وثبتوا على هذا الدين الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به، فالإنسان يثبت في دينه ويبتلى، ولكن العاقبة والبشرى للصابرين، والله يقول: (الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون)، سنكون سعداء إذا تواصلت مع الموقع وكتبت لنا عن بعض التفاصيل وعن بعض الإجابات على التساؤلات التي طرحناها.

علما بأن البلاد الغربية ليست سواء، فهناك فرق بين بلد وآخر، والعبرة بالإجابات التي ستأتينا من ذلك صاحب الدين الذي تقدم لخطبتك.

نسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

مواد ذات صلة

الاستشارات