السؤال
السلام عليكم.
أعاني من رهاب لكن ليس في كل شيء، فقد قرأت أن بعض الناس ممن أصيبوا بالرهاب لا يمشون في الشارع، ولا يعملون.
أنا طالب في الجامعة، وأعمل مع أبي في (سوبر ماركت)، لكن نوبات الرهاب تصيبني في أي موقف اجتماعي، فينبض قلبي، وترجف يدي، حتى أني في يوم كنت سأوقع فنجان القهوة من يدي.
وإذا أردت أن أثبت ذاتي في شيء يحدث معي نفس الشيء، مثلا أردت أن أري صديقي أن قيادتي للسيارة جيدة يصيبني الرهاب، وأصبحت كمن لا يعرف القيادة.
ونفس الشيء في الجامعة، وأيضا أحيانا أخاف من أمور لا تصيب بقية أصدقائي الآخرين مثلا: قطع الشارع، المشي في القارب بالبحر.
وسؤال آخر: قرأت عن الزولفت، وأحببت أن أتناوله، لكن يوجد بعض الناس يقولون أنه يفقدك الإحساس بالحياة، فلا يسعدك شيء، ولا يحزنك شيء، وإذا سمعت خبرا مفرحا لا تفرح، ونفس الشيء بالحزن، فهل هذا صحيح؟ وهل ممكن أن يتحسن وضعي تماما -بإذن الله-؟ وهل تؤكد لي إذا تناولت الجرعة التي تحددها لي أنت، أنه لن يكون لي آثار انسحابية؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فادي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فيظهر أنك تعاني من درجة بسيطة من قلق الرهاب الاجتماعي، وحقيقة أنت أمامك فرصة جيدة جدا لأن تعالج حالتك بطرق سلوكية طبيعية جدا، وهو بما أنك تعمل مع الوالد في (السوبرماركت) فأنت حقيقة في وضع يؤهلك للتواصل الاجتماعي، وحين تتعامل مع الزبائن حاول دائما أن تكون هاشا وباشا وحيهم تحية طيبة، ادخل معهم في بعض الحوارات والنقاشات، لا تختصر التواصل أو الكلام مع الزبون، والهدف هو أن تعالج نوعية المخاوف التي تعاني منها، هذا من ناحية.
من ناحية أخرى: يجب أن تحقر فكرة الخوف، ولا تنظر إلى نفسك بسلبية، أعط نفسك قيمتها الحقيقية، وأنا من جانبي أؤكد لك أن الشعور بتسارع ضربات القلب أو الأعراض الفسيولوجية الأخرى هذه تجربة خاصة جدا ناتجة من زيادة في مادة الأدرينالين، وهي المادة المحفزة، لكن حين يكون زيادة إفرازها أكثر مما يجب يشعر الإنسان بالأعراض الفسيولوجية قوية وشديدة بعض الشيء.
بعض الناس يأتيهم شعور أن ما يشعرون به يشعر به بقية الناس أيضا أو من يقومون بمخاطبته في تلك اللحظة، وهذا ليس صحيحا، فإن التغيرات الفسيولوجية خاصة جدا، نعم هي مقلقة للإنسان، لكن الطرف الآخر لا يطلع عليها، ولا يشعر بها، فأرجو أن تلم بذلك وتتفهمه تماما.
أنت أيضا سوف تستفيد كثيرا من تطبيق تمارين الاسترخاء، حيث إنها مفيدة للقلق والتوتر، والرهاب الاجتماعي فيه جزء كبير جدا من التوتر والقلق، ويمكنك معرفة كيفية تطبيق هذه التمارين بمطالعة الاستشارة التالية 2136015.
الجأ أيضا إلى التواصل الاجتماعي الذي فيه شيء من الجماعية، إذا سمح وقتك مثلا، فالعب رياضة جماعية مع أصدقائك مثل كرة القدم، الصلاة في جماعة لها تأثير إيجابي كبير جدا على القضاء على الخوف الاجتماعي، الانضمام إلى حلقات التلاوة.
هذه كلها إضافات إيجابية جدا، وفي ذات الوقت أريدك أيضا أن تحرص من خلال أنشطتك الأكاديمية أن تتحين الفرص، وتكون في الصف الأول في قاعة الدرس، وأن تحاول أن تشارك قدر المستطاع، إذا طلب منك أن تقدم عرضا أمام زملائك لا تتجنب ذلك... وهكذا. هذه كلها إجراءات علاجية طيبة.
أنت لديك جانب وسواسي بسيط، وهو ما ذكرته (ونفس الشيء في الجامعة، وأيضا أحيانا أخاف من أمور أصدقائي الآخرين لا تصيبهم مثلا قطع الشارع، المشي في القارب بالبحر) هذا فكر وسواسي، وتحقيره وصده ورفضه واستبداله بفكر مخالف سوف يساعدك كثيرا.
أيها الفاضل الكريم: العلاج الدوائي جيد ومفيد، وعقار زولفت من الأدوية المتميزة جدا.
ما ذكره الأخوة لك بأن هذا الدواء يجعلك لا تحس بالسعادة، وإذا سمعت خبرا مفرحا لا تفرح، ونفس الشيء بالنسبة للحزن، هذا الكلام ليس صحيحا، ليس بهذه الدقة، نعم بعض الناس قد تكون مشاعرهم حيادية جدا في بعض المواقف بعد تناول هذه الأدوية، لكن ليس للدرجة التي تؤدي إلى تبلد المشاعر.
عموما الزولفت ممتاز، لكن ربما لا يناسبك، لأنه لديك بعض الأفكار السلبية عنه؛ ولذا أقول لك أن عقار باروكستين، والذي يعرف تجاريا باسم (زيروكسات) سيكون جيدا، وأنت محتاج للدواء بجرعة بسيطة جدا ولفترة قصيرة.
تناول الزيروكسات بجرعة عشرة مليجرام ليلا – أي نصف حبة - بعد الأكل لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
بجانب الزيروكسات يفضل أن تتناول الإندرال بجرعة عشرة مليجراما صباحا ومساء، وذلك لمدة شهر، ثم اجعله حبة في الصباح لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناوله.
نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.