السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لي صديق متزوج منذ فترة تزيد عن ستة أشهر، وحتى الآن لم يفض غشاء البكارة لزوجته بسبب خوفها الشديد منه، رغم محاولاته الكثيرة من إزالة الحاجز بينهما، ولكن للأسف بدون جدوى، وأخبرني أنه فعل كل شيء، فهما يلتقيان بالقبلات بدون مشكلة، حتى يصل إلى مرحلة الإيلاج فيجدها تصلبت وانصرف ذهنها، ولا تقبل أن يواصل، وتظل ممسكة بنفسها دون ليونة حتى ينصرف!
تكررت محاولاته لتهدئتها بشتى الطرق ولكن دون جدوى، فما الحل؟ أفيدونا أفادكم الله، لأن هذا الشخص وصل لمرحلة قاسية ويفكر في طلاقها بجدية.
أفيدونا بوضوح، جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله أن يجزيك عن صديقك خيرا، كما نسأل الله تبارك وتعالى أن ييسر أمره، وأن يفرج كربته، وأن يشرح صدر زوجته للعدول عن هذا الموقف السلبي الذي أوشك أن يعصف بالحياة الزوجية، وأن يجمع بينهما على خير، إنه جواد كريم.
بخصوص ما ورد برسالتك، أقول لك -أخي الكريم الفاضل- إنه مما لا شك فيه أن هذا موقف غير طبيعي، وأنه موقف يؤلم حقا، وأنه يجعل موقف الزوج حرجا، خاصة إذا ما سأله أهله: كيف حالك مع زوجتك؟ وهل هناك مبشرات للإنجاب؟ لأنه عادة المرأة إذا كانت طبيعية ومن أسرة ولود قد تحمل من الأيام الأولى لزواجها، وفوق ذلك أيضا حرمانه هو من حقه الشرعي، فهو لماذا تزوج؟ هل تزوج فقط لمجرد القبلات والأحضان؟ قطعا سنقول كلنا لا، وإنما تزوج ليعان على غض بصره وتحصين فرجه، وليكرمه الله تبارك وتعالى بذرية طيبة تقر بها عينه في الدنيا والآخرة، والوضع الذي عليه زوجته لا يسمح بذلك كله.
لذلك تفكيره في الطلاق تفكير واقعي، إلا أن الأمر لا ينبغي أن يكون بهذه السهولة، فيستحيل أن تكون المرأة طبيعية وتقاوم إلى هذا الحد وإلى هذه الفترة، ولكن هذا أخي الكريم (علي) يدل على أن هذه الأخت تعاني من مشكلة أصلا، لعلها سمعت أو قرأت أشياء غير واقعية عن مسألة فض غشاء البكارة، مما جعلها تقاوم المقاومة كلها حتى لا تقع فيما قرأته أو سمعته من بعض الجاهلات أو بعض المغرضات.
لأننا مع الأسف الشديد هذا الجانب – أقصد الثقافة الجنسية – نهمله تماما في بيوتنا وحياتنا، ولا تتكلم فيه الأسرة إلا بنوع من الويل والثبور والتحذير والتنفير، وذلك صيانة لعرض بناتها، ولكن في نفس الوقت ننسى أن هذا الكم الهائل من التحذيرات والتنبيهات قد تؤدي إلى مثل هذه الحالة، فقد تكون الأسرة هي السبب الرئيسي في هذا الموقف الذي تقوم به الأخت الآن، وقد تكون هذه الأخت تعرضت كما ذكرت لموجة من الأفكار الهدامة والتصورات الظالمة الغاشمة التي جعلتها لا تمكن زوجها منها، وبذلك في النهاية تكون ضحية لهذه الخزعبلات والأفكار الغير واقعية.
قد تكون أيضا تعرضت في صغرها لنوع من الاغتصاب العنيف الذي جعلها تتكرر في ذاكرتها تلك الأحداث المؤلمة القاسية مما جعلها تقاوم حتى وإن كان في ذلك الموت أو الطلاق.
أو أن هناك سحر ربط قد تم عمله للتفريق بينهما فيما يخص الجماع، بحيث لا تمكنه منها، ومن علامات ذلك أن تراه بصورة قبيحة، أو عند الاقتراب من الجماع تتصلب رجليها، أو يجد كأن وصلة لحم تصده عن الإيلاج، أو عدم الشعور باللذة .. أو غير ذلك، فلماذا لا يتم رقيتها بالرقية الشرعية حتى يتم نفي احتمال هذا الأمر أم لا، كما نذكر الأخ الفاضل بأنه لا يظهر لها بأنه كالمفترس، وإنما يستخدم كل أساليب الود والعطف والحنان والرفق واللين، والحكمة والتودد والتهوين للأمر؛ حتى يصل بها إلى الإقناع.
إن لم يفد هذا الأمر فيمكنه قبل أن يفكر في قضية الطلاق أن يذهب بها إلى أخصائية نفسانية، وأن يعطيها الفرصة للتكلم معها، وقطعا هي ستتكلم على انفراد مع الطبيبة أو الأخصائية، وبذلك سوف نصل إلى حل بإذن الله تعالى.
لذلك أنصح الأخ الكريم أن يذهب بها إلى أخصائية نفسانية، فهذه مسألة حقيقة ليست مستحيلة، ولكنها قد يكون فيها شيء من الصعوبة، إلا أن هذه الزوجة عندما تذهب إلى أخصائية وتتكلم معها فسوف تحاول أن توضح لها الصورة، وسوف تذهب هذه الأفكار السلبية من ذهنها تماما، وسوف تجعلها إنسانة طبيعية، وتتكلم معها الكلام الذي يعود عليها بالنفع وعلى الأسرة بالدوام والاستقرار.
ربما تكون هذه الأخت يقينا تعرضت لأفكار سلبية، إما بصدمة مباشرة، وإما كما ذكرت لأفكار جاهلية وغير واقعية ومغلوطة أدت بها إلى هذا الموقف، فلا حل حقيقة إلا الدعاء والابتهال إلى الله تبارك وتعالى أن يشرح صدرها للحق، وأن يبصرها بالصواب، ثم يأتي الأمر الثاني وهو الذهاب بها إلى أخصائية لتحاول أن تشرح لها حقيقة الموقف، وأن تبين لها الوضع الطبيعي الذي تمارسه كل امرأة، وأن تضرب لها مثلا بنفسها أو بغيرها أو بأمها أو بأختها من اللواتي تزوجن ويعشن حياة سعيدة ولهن أبناء وذرية.
أسأل الله تبارك وتعالى أن يشرح صدر هذه الأخت لقبول فكرة الذهاب إلى طبيبة نفسانية، وأن يوفق الأخ أيضا لمزيد من الصبر عليها، وأن يجزيك أيضا عنهما خيرا، كما نسأله تبارك وتعالى أن يجمع بينهما دائما على خير، وأن يجعلهما دائما من سعداء الدنيا والآخرة، وأن يكرمهما بذرية صالحة طيبة مباركة، إنه جواد كريم.
هذا وبالله التوفيق.