السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
مع التحية لسعادتكم جميعا.
ابني يبلغ من العمر 13 عاما، الآن يعاني من عدم الكلام، بل يكرر الكلام مثل البغبغاء وبعض الكلمات البسيطة مثل (ماما وبابا)، وقد تم عرضه على العديد من الأطباء، وكذلك بكافة التخصصات، وعمل له رسم للدماغ بالرنيين المغناطيسي، ولا شيء، وتم مراجعة مراكز التوحد، وكان لهم رأي أن الوالد يعاني من مرض التوحد.
أعماله مكررة يوميا، ما يقوم به الأمس يقوم به اليوم، ولا جديد عنده، يسمع ولا يتكلم، بل يقلد فقط، هل هذا مرض التوحد؟ أم ماذا؟
تحياتي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.
مرض التوحد له نطاق وطيف من الأعراض، وهذا يعني أن الأعراض تكون بسيطة، أو تكون متوسطة، أو قد تكون شديدة، وتوجد معايير تشخيصية معروفة الآن، تشخيص هذه العلة لا يفضل أبدا أن يتم إلا من خلال مختص، وحتى المختص لوحده يطرأ أو من المفترض أن يرجع إلى الفريق العلاجي الذي يعمل معه ويتم فحص المريض أكثر من مرة حتى يتم تأكيد وجود متلازمة التوحد أو عدمها.
المعروضات التي أعطيتها مفيدة، ولكن قطعا تجعلني في موقع أستطيع أن أكون على يقين من أن هذا الابن يعاني من مرض التوحد، لكن من الواضح أنه لديه تدهورا معرفيا كبيرا، يظهر أن مقدراته الاجتماعية والوجدانية والمعرفية محدودة جدا كما أنه يعاني من الرتابة أو التكرار، وهذه أعراض مهمة لعلة التوحد، ومادام قد ذكر لك أن المرض الذي يعاني منه هذا الابن هو التوحد، أعتقد من المهم أن تقبل ما ذكر ما دام هذا المركز الذي ذهب إليه أو الطبيب المختص الذي ذهبت إليه هو مختص في هذا المجال.
أخي الكريم: هذه الأشياء تقبل كابتلاءات، وعليك أن تحمد الله تعالى وأن تشكره، وفي ذات الوقت تأخذ بالأسباب، وتسعى لتوفير العلاج لابنك حيث إنه الآن يمكن مساعدته بدرجة كبيرة، كنت أتمنى أن يبدأ العلاج التأهيلي لهذا الابن مبكرا بعض الشيء؛ لأن النتائج تكون أفضل إذا بدأت العمليات العلاجية والتعليمية والسلوكية في وقت مبكر، وكذلك بالنسبة لتطور اللغة.
أقول لك بالرغم من ذلك أي أنه ربما يكون الأمر قد تأخر قليلا، لكن يمكن لهذا الابن حفظه الله أن يستفيد كثيرا من التدريبات السلوكية التي توفر لأطفال التوحد.
فأرجو أن يتم عرضه مرة أخرى على مختصين، وسوف تضع له البرامج العلاجية والتعليمية والسلوكية والمتابعة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله له العافية والشفاء.