هل يوجد أمل في الشفاء بعد كسر الجمجمة والدخول في غيبوبة مدة 13 يوما؟

0 511

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عندي سؤال أرجو التكرم بالرد عليه مع خالص شكري وامتناني.
أخي في الـ 30 من عمره, تعرض منذ شهر ونص لحادث سير نتج عنه كسر بقاع الجمجمة, وشق طولي في أعلى الجمجمة, ونزيف داخلي, وكدمات في المخ, ودخل غيبوبة بمقياس 6, استمرت 13 يوما, كان خلالها في العناية المركزة, ولم يبد منه أي استجابة عدا بعض التشنجات التي قال عنها الطبيب لا شعورية.

بعدها عاد إلى وعيه, ولكنه لا يستطيع الكلام أو الحركة أو الأكل أو قضاء الحاجة, مع فقدان كلي للذاكرة، حتى أنه يجهل شخصه, مما استدعى بقاءه في المستشفى أياما أخرى, وعندما بدأ بشرب السوائل والوقوف بمساعدتنا, كتبوا له أن يخرج, وهنا بدأت المعاناة.

فهو لا يعرفنا, ولا يعرف نفسه, ولا سبب وجوده بيننا, وأصبحنا نعرفه بأنفسنا وبنفسه, وبدأ يتذكر الأسماء, ولكن لا يستطيع ربطها بالأشخاص والأماكن, بعدها ذهبنا به إلى طبيب مخ وأعصاب آخر للتأكد من سلامته, خاصة بعد شكواه الدائمة من التنميل خلف الرأس, ومن انسداد أذنه اليمنى التي كانت تنزف بشكل كبير لمدة يومين بعد الحادث لما كان في حالة غيبوبة, كما يشتكي من ثقل الرجلين.

عمل له الطبيب تحاليل وأشعة سينية, ووجد عنده زيادة في الكهرباء, مع وجود الكدمات في المخ التي لم تتماثل للشفاء, كتب له بعض الأدوية المنشطة للذاكرة, وبعض الأدوية المنومة والمهدئات.

سؤالي: هل من الممكن أن يعود إنسانا طبيعيا يمارس عمله, ويتذكر حياته بكل تفاصيلها؟ وهل ستؤثر الكهرباء الزائدة عليه مستقبلا ويكون عرضة للصرع؟ وهل من الممكن أن تلتحم كسور الجمجمة مع الوقت؟

أرجو التكرم بالرد السريع, فوالله إن أمه في حال يرثى لها, ألهمها الله الصبر حتى تراه سليما معافى, وجزاكم الله عني وعنهم كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم لينا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فالحمد لله على سلامة هذا الأخ، ونسأل الله له العافية والشفاء.
لا شك أن الإصابة الدماغية التي تعرض لها كانت إصابة شديدة، والكسر بقاع الجمجمة له تبعات، ويعرف أن عددا كبيرا جدا من هذه الحالات قد ينتهي بالوفاة في لحظتها، لكن نقول أنه وبفضل من الله تعالى هذا الأخ الحمد لله تعالى هو الآن بينكم, وهنالك مؤشرات وعلامات تحسن واضحة جدا، فهو كان في غيبوبة بمقياس ستة على خمسة عشر، وهذه تعتبر غيبوبة شديدة نسبيا، كما أن مدة الغيبوبة ثلاثة عشر يوما تعتبر مدة طويلة نسبيا، لكن في ذات الوقت لم تدخل في الطيف أو ما يمكن أن نعتبره المدة الزمنية الخطيرة، والتي دائما تكون في حدود شهر أو أكثر.

أعتقد أنه وبفضل من الله تعالى عمر هذا الأخ وسلامة جسده ساعد كثيرا في أن حالته ابتدأت تتحسن الآن.

بالنسبة لموضوع الذاكرة والتشنجات التي حدثت: هذه أول عوارض إصابات الدماغ الشديدة، وإن شاء الله تعالى بمرور الزمن وحين أتكلم عن الزمن أتكلم عن ستة أشهر إلى سنة، هذه هي الفترة التي يحدث فيها تقدم - إن شاء الله تعالى – وهنالك مبشرات كبيرة جدا أن هذا الأخ يمكن تأهيله، وأعني بتأهيله أن يذهب به إلى مكان تأهيلي – إن كان ذلك موجودا –.

وأنتم تعيشون في المملكة العربية السعودية، لا شك أن مراكز التأهيل موجودة للإصابات الدماغية، وهنالك برامج فنية معروفة يقوم بها المعالجون، وهذه البرامج تعتمد في المقام الأول على ما يسمى بالعلاج الوظائفي، أي محاولة مساعدته بأن يستعيد مهاراته السابقة، وأن يبني مهارات جديدة، تنشط ذاكرته، تحسين النطق والتخاطب لديه، هذه البرامج برامج متكاملة، وهي جيدة جدا ومفيدة، وأنا متأكد أن الطبيب المعالج سوف يقوم بإرشادكم بالذهاب إلى أحد هذه المراكز التأهيلية.

ليس من الضروري أن يذهب يوميا لهذه المراكز، يمكن أن يذهب مرتين أو ثلاثا في الأسبوع، من الساعة السابعة مثلا إلى الساعة الثانية، وهذا من وجهة نظري قد يكون كافيا جدا.

وأنتم من جانبكم حاولوا دائما أن تعرفوا أنفسكم – كما ذكرت – أن نجعله يرتبط بالواقع، بأن نجعله يدرك ما حوله، إخطاره وإعلامه بما يدور من أحداث، أن يزور من كان يحبهم من الأصدقاء، وأن تذكروا له الكلام الطيب الجميل، وأن يقرأ القرآن على مسمعه... وهكذا. هذه كلها منشطات للذاكرة.

واتضح الآن أن الدماغ يمكن إعادة تعليمه، خاصة في صغر السن من أمثال أخيك، أنا لا أريد بالطبع أن أعطيك آمالا واهية، بعض هذه الحالات قد لا تتحسن لدرجة كبيرة، لكن المبشرات كثيرة جدا فيما يخص هذا الأخ أن فرصه في التحسن كبيرة.

علاج النشاط الكهربائي المطرد ضروري جدا، والعلاج يجب أن يستمر حسب المدة التي يراها الطبيب، حوالي أربعين بالمائة من هؤلاء الأشخاص ينتهي بهم الأمر إلى الصرع، وفي هذه الحالة كل الذي يحدث هو أن يستمر على العلاج الذي ينظم الإفرازات الكهربائية والومضات التي تصدر من بؤر معينة في الدماغ.

الأدوية المنشطة للذاكرة جيدة وتساعد، لكن أهمها التأهيل. أما بالنسبة لكسر الجمجمة فهذا يمكن أن يلتحم، فأرجو ألا تنزعجوا حيال هذا الأمر، فقط الذي يطلب هو المتابعة.

والدتك عليها الاطمئنان، وعليها الدعاء له، فإن شاء الله تعالى تحدث الاستجابة ويكتب له الشفاء التام.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله تعالى له الشفاء والعافية، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، وعلى اهتمامك بأمر أخيك هذا.

مواد ذات صلة

الاستشارات