ما أسباب الحرقان، وارتفاع ضغط الدم في الحمل.. وكيف أعالجه؟

0 521

السؤال

ما أسباب الحرقان، وارتفاع ضغط الدم في الحمل، حيث أني أشعر بحرقان شديد لا يطاق رغم أني في الأسبوع 11و 6 أيام، وارتفاع ضغط الدم يصل إلى 160/ 90، أرجو الرد؛ لأني في حيرة من أمري.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ همسات الوطن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن ارتفاع هرمون البروجسترون إلى مستويات عالية جدا منذ بداية الحمل يهدف إلى حدوث ارتخاء في العضلات الملساء للرحم, من أجل مساعدة الحمل على التعشيش والثبات بإذن الله, وبدون هذا الهرمون فإن الحمل لا يستمر.

ولكن المشكلة هي أن هذا الهرمون لا يفرق بين العضلات الملساء في الرحم، وبين تلك الموجودة في الجهاز الهضمي، ومنها المعدة والمريء, فيؤدي إلى ارتخاءها أيضا, وتحديدا عند منطقة اتصال المريء بالمعدة، وهي المنطقة التي نسميها باللغة العربية الطبية (معصرة الفؤاد)، فترتخي هذه المعصرة بفعل هذا الهرمون، وترتد عصارة المعدة الحامضية إلى المريء وتخرشه محدثة شعورا مزعجا، أو مؤلما ومستمرا بالحرقان عند السيدة الحامل.

بالطبع إن هذه الظاهرة مزعجة جدا, لكن لو نظرنا إلى الجانب الآخر لها, فيمكن القول بأنها علامة غير مباشرة على حسن عمل المشيمة، أي أنها دلالة على حسن سير الحمل.

والعلاج في هذه الحالة هو علاج عرضي فقط, ويبدأ باتباع تعليمات مساعدة, ومنها تناول وجبات صغيرة لكنها متعددة, والابتعاد عن البهارات الحادة والأطعمة الدهنية, والمنبهات ,والمشروبات الغازية, والنوم بوضعية نصف جلوس.

ويمكن تناول الأدوية البسيطة المضادة للحموضة مثل (المالوكس ) MAALOX, أو (تمس TUMS )، وهذا الأخير أي ( تمس) يقدم فائدتين فهو يخفف الحموضة، ويغني عن تناول حبوب الكالسيوم؛ لأنه يحوي على كمية من الكالسيوم في تركيبه.

إن لم ترتاحي على هذه الإجراءات والأدوية السابقة, فيمكن إضافة الأدوية الأقوى التي تخفف إفراز الحمض من المعدة.

أما ارتفاع الضغط، فيجب التأكد من أنه ليس بسبب حالة التعب والإرهاق التي انتابتك بسبب الحموضة, ففي كثير من الحالات قد يرتفع الضغط كردة فعل من الجسم على وجود الألم أو أي شكوى, فالألم يؤدي إلى إفراز مواد في الدم تؤدي إلى رفع الضغط مؤقتا، وعند زوال الألم أو عدم الارتياح يعود الضغط طبيعيا.

إذا يجب أولا أن يتم علاج الحموضة بشكل جيد، ويجب التأكد من أنك قد أصبحت تنامين جيدا, ثم تتم مراقبة الضغط بقياسه أكثر من مرة في اليوم, إن أمكن، وليس عند زيارة الطبيبة فقط, فإن اختفى فقد كان عبارة عن ردة فعل من جسمك للألم والحرقة, وليس ارتفاعا حقيقيا, وإن استمر بالارتفاع لا قدر الله, فهنا تجب مراقبته بدقة, وقد يحتاج الأمر فيما بعد إلى تناول أدوية خافضة للضغط.

نسأل الله -عز وجل- أن يكمل لك الحمل والولادة على خير، وأن يديم عليك ثوب الصحة والعافية دائما.

مواد ذات صلة

الاستشارات