أشعر بالخوف عند الصلاة بالناس، ما نصيحتكم؟

0 463

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جزاكم الله خير الجزاء على ما تقدمونه من خدمات.

أنا إمام في أحد المساجد، ومعاناتي تتمثل في الخوف عندما أصلي بالناس الصلاة الجهرية، حيث أشعر بالارتباك ورعشة في الجسم واهتزاز في الصوت حتى تلتبس علي القراءة، وقد أقع في أخطاء رغم حفظي الجيد للمقطع الذي أريد قراءته، أشعر بتحسن عند تناول حبوب الأندرال، وتختفي هذه الأعراض، وأشعر بثقة بالنفس، المشكلة أن لي في الإمامة نحو السنتين، وتوقعت أن المسألة عارضة وتنتهي، ولكنها مازالت مستمرة.

أعاني من هذه الأعراض، ولكن بشكل أقل في المناسبات الكبيرة، أو عندما أريد الحديث في جمع من الناس أو عندما أخطب للجمعة.

س1/ ما هو تشخيصكم لحالتي؟
س2/ ما هو أفضل علاج يناسب لي؟
س3/ هل الاستمرار على حبوب الأندرال ينفع؟ وهل هناك ضرر من ذلك؟

بارك الله في جهودكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أريد أن أهنأك بأنك تؤم الناس بالصلاة في أحد المساجد، فهذا موقف وموقع عظيم يجب أن تقدره، وإن شاء الله تعالى أنت أهل له، ونسأل الله تعالى أن يثبتك وأن يقويك وأن يتقبل منك.

ما تعاني منه هو درجة يسيرة جدا مما نسميه بالرهبة الاجتماعية أو الخوف الاجتماعي، وأنا أود أن أأكد لك حقيقة هامة جدا، أنه لن يصيبك مكروه وأنت تصلي بالناس، وألا أحد يشعر أنك تتلعثم - كما تعتقد - أو أنك تهتز، أو شيء من هذا القبيل.

أنا لا أنكر أن الرهبة – وهي نوع من القلق – الذي في الأصل هو قلق لتحسين الأداء، لأن القلق يحفز الإنسان من أجل النجاح في كل شيء، لكن هذا القلق ربما يزيد نسبة لزيادة إفراز مادة الأدرينالين من خلال تنشيط الجهاز العصبي اللاإرادي.

زيادة هذه المادة يؤدي بالفعل إلى نوع من التحفز الجسدي والنفسي الذي قد يشعر الإنسان بالارتباك، لكن هذا الارتباك غير منعكس أو ملاحظ بواسطة الآخرين، هذه حقيقة يجب أن نؤكدها وهي حقيقة علمية.

نعم التجربة هي ذاتية خاصة، مخيفة لك، أنا أعترف بذلك، لكني أريدك أن تطمئن أنها غير متلفزة أو منقولة أو مشاهدة من قبل الآخرين، هذه حقيقة أأكدها لك.

الرهبة دائما تكون في بداية الأمر، بعد ذلك تختفي، وهذه يمكن التغلب عليها من خلال:
1) ادخل في الصلاة بطمأنينة.
2) حاول أن تقرأ ما تجيد حفظه، وأنا أرى في كثير من الإخوة الأئمة – جزاهم الله خيرا – في المساجد يراجعون حفظهم قبل الصلاة، والإمام الذي يشكل ويقرأ من سور مختلفة هذا دائما يكون أكثر متعة وجاذبية للمصلين، وفي ذات الوقت الإمام حين يخرج نفسه من النمطية – أي من التعود على مسار واحد ونهج واحد – هذا أيضا يكسر شوكة الرهبة والخوف، فكن على هذا المنوال.
3) أريدك أيضا أن تكثر من الدروس للمصلين، مثلا بعد صلاة العصر أو المغرب إذا كان هناك درس قصير لمدة خمس دقائق، هذا يجعلك تواجه وتتعرض، ويعرف أن المواجهة والتعرض هو أفضل وسيلة لكسر الخوف.

حين تقوم بهذه الدروس وأنت الحمد لله تعالى مدرك لفنون الخطابة وهي أن تواجه الناس، أن تحرك رأسك يمنة ويسرة، أن تستعمل اللغة الحركية متى ما كان ذلك مطلوبا، أن تتحكم في صوتك ارتفاعا وانخفاضا، حسب ما يتطلب الموقف، ولا شك أن هذا يستحضر مشاعر الناس ويجعلهم أكثر انسجاما معك، وأنت تلاحظ أن الناس حين تكون منسجمة معك هذا -إن شاء الله تعالى – يحسن من دافعيتك نحو حسن الأداء.

هنالك تمارين جيدة جدا تعرف بتمارين الاسترخاء، سوف يقوم الإخوة في إسلام ويب بتوجيهك على كيفية القيام بها، وبالنسبة للعلاج الدوائي: أنا أبشرك أن الأدوية موجودة والأدوية مفيدة، وعقار إندرال الذي تتناوله لا بأس به، لكنه ليس كافيا، وأنت محتاج لدواء مثل الزولفت أو السبرالكس أو زيروكسات، وأعتقد هذا الأخير عقار جيد وبسيط، وأنت تحتاج له بجرعة صغيرة.

إذن يمكنك أن تتحصل على الباروكستين / زيروكسات وتبدأ في تناوله بجرعة عشرة مليجرام، تناولها ليلا بعد الأكل لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة، تناولها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى عشرة مليجرام ليلا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم اجعلها نصف حبة، تناولها يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذه الجرعة التي وصفناها لك بسيطة جدا، والزيروكسات دواء سليم وفاعل جدا، ليس له آثار جانبية بهذه الجرعة البسيطة على وجه الخصوص. في بعض الأحيان ربما يزيد الوزن قليلا، لكن لا أتوقع أن يحدث لك هذا. كما أنه ربما يؤدي إلى تأخر بسيط في القذف المنوي لدى بعض الرجال، لكن لا يؤثر أبدا على المكونات الهرمونية للرجل.

بالنسبة للإندرال: لا مانع من تناوله كدواء مدعم، ونحن دائما نحاول أن نقدم للأخوة والأخوات ما هو قائم على الدليل العلمي الصحيح.

البعض يتناول هذا الدواء عند اللزوم، هذا ليس تدبيرا صحيحا، التدبير الصحيح هو أن تتناول الإندرال بجرعة عشرة مليجرام صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم تتناوله بجرعة عشرة مليجرام صباحا لمدة شهر، ثم بعد ذلك يمكن أن تتوقف عنه، وهنا إذا شعرت بأي نوع من القلق أو الرهبة يمكن أن تتناوله بجرعة عشرة إلى عشرين مليجرام يوميا لأي مدة تريدها، لكني أتوقع أنك إذا طبقت التعليمات التي ذكرناها وتناولت الدواء حسب ما وصفناه لك - إن شاء الله تعالى – كل هذه الرهبة سوف تنتهي.

أريدك أيضا أن تنطلق اجتماعيا خارج المسجد، تواصل مع الناس، أكثر من الزيارات، هذا فيه تطوير أيضا للمهارات الاجتماعية التي سوف تساعدك على التخلص من القلق والخوف والرهاب البسيط الذي تعاني منه.

ولمزيد الفائدة ننصح بمراجعة تمارين الاسترخاء (2136015).

ويراجع علاج الرهاب من التقدم للإمامة سلوكيا 260852.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات