كيف أحقق النجاح في تخصص لا أرغب فيه؟

0 541

السؤال

السلام عليكم.

أشكركم على الفضاء الإسلامي الثقافي الذي أتحتموه لنا من خلال هذا الموقع.

أنا فتاة منذ صغري وأنا متفوقة في الدراسة الابتدائية الإكمالية وحتى الثانوية، وكنت الأولى في ثانويتي في امتحان الباكالوريا، وحصلت على تقدير جيد جدا، ومعدل يسمح لي بدخول أي جامعة أريدها.

كنت في التخصص العلمي، غير أني مع هذا كنت أحب الشعر، وعلم النفس، والتنمية البشرية، وفي لحظة اختيارات التخصص احترت، وتشتت ذهني، ولم أعرف ماذا أفعل! فأرجعت الأمر إلى والداي، فوالدتي أرادت أن أدخل صيدلة، ووالدي أراد أن أدخل المدرسة العليا للتسير والاقتصاد، واستخرت الله سبحانه وتعالى، واقتنعت باختيار أبي، غير أني ولما جئت للتسجيل أخطأت في الضغط على الزر المناسب، ولم أدرك ذلك إلا بعد مرور أيام، فقد وقع أصبعي على المدرسة العليا للعلوم والتقنيات.

وسبحان الله لقد احترت في هذا الموقف الذي حصل معي، ولم أغير التخصص، ودخلته على أساس أن الله اختاره لي، وعلى أساس أن هذه المدرسة هي الأفضل في البلاد - والحمد لله - على كل شيء.

دخلت المدرسة التحضيرية للمدرسة العليا التي تشتمل على عامين من الدراسة المكثفة، واجتزت العام الأول بصعوبة، فقد فقدت الثقة بالنفس، وروح التفوق، فكنت أرى نفسي الأضعف، وأنا الآن في نهاية العام الثاني، وبقي شهران على المسابقة المقررة في نهاية هذا الطور، والدخول إلى التخصص، وأنا ما زلت كسولة، مشتتة، غير منظمة، وخائفة، وغير جاهزة، والدروس متراكمة، ولا أدري ماذا أفعل؟

وأنا أدرس سبع ساعات في اليوم، وعندما أحاول أن أراجع ليلا، أكون منهكة جسديا أو ذهنيا، وأحيانا ألتفت لأمور تافهة، وأضيع وقتي فيها، فأرشدوني ماذا أفعل؟ وكيف يمكنني أن أنجح في هذين الشهرين اللذان سيحددان مصيري؟

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سهام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على السؤال.

وسبحان الله كيف سارت الأمور وتطورت، وكما وصفت في سؤلك!

وبعد النظر في تاريخ تفوقك في المراحل المدرسية المختلفة، والصعوبات التي تواجهينها الآن، فيخطر في البال عدة احتمالات:

الأول: أنك في فرع للدراسة أصلا غير مرتاحة له، وليس من اختيارك، وليس بالضرورة أنه تم اختيارك له بالخطأ، لا يعني هذا أن تستمري عليه، وربما يفيد إعادة النظر، والتحويل إلى الفرع الذي ترتاحين له، والسنتين الماضيتين ليستا وقت ضائع، فقد تعلمت الكثير، وخبرت بعض مهارات الحياة، والتي ستعينك في مستقبلك، سواء كانت نفس الدراسة أو غيرها.

الثاني: أن ظروف التعلم في الجامعة مختلفة عن دراسة المدارس، وهذا أمر طبيعي، فهناك طبيعة الدراسة، والمواد، وطبيعة العلاقة بين الطلاب والمعلمين، وطبيعة الزمالات والعلاقة معهم، فربما واجهتك صعوبات في التكيف مع هذه الفروق بين المدرسة والجامعة، وإذا كان هذا هو الاحتمال، فالحل هو في محاولة فهم بعض هذه الصعوبات، والتفريق أن بعض الصعوبات الدراسية ليست تابعة للمواد المدروسة، وإنما طبيعة هذا التكيف.

الثالث: أن أموار أخرى في حياتك، وخارج نطاق التعلم والجامعة، سواء في الأسرة أو الحياة الاجتماعية، بدأت تقلقك، مما أثر على دراستك وتقدمك، وإذا كان هذا هو الحال، فيفيد التعرف على مصدر هذا الإزعاج أو القلق، والتعامل معه بشكل مباشر.

ورابعا: قد يكون مزيجا من الأمور السابقة كلها، وإن كان عندي إحساس أن الأمر يعود للسبب الأول بشكل أساسي، وربما قليلا من السبب الثاني.

وليس هناك مانع، وبعد أن يقضي الإنسان سنتين في فرع جامعي، أن يغير وينتقل لفرع آخر، فهذا أفضل من أن يضطر للانتقال والتغيير بعد أربع سنوات أو أكثر، فما زال أمامك الوقت لمثل هذه الحركة الجريئة، وأظنك قادرة عليها، إن رأيت أن هذا ما يناسبك.

وأنصحك بإكمال الامتحان الأخير، والذي هو على الأبواب، ومن بعد ذلك تقررين الخطوة التالية.

وفقك الله، ويسر لك الخير والنجاح والتوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات