هل دواء الريزبيردال مناسب لعلاج مرض الزهايمر؟

0 533

السؤال

والدتي تعاني من مرض الزهايمر في مراحله المتأخرة، ذهبنا بها إلى استشاري المخ والأعصاب في مستشفى الحبيب، فكتب لها علاج ريزبيردال، قبل أن تستخدم العلاج المذكور كانت تستطيع تحريك رجلها، وتستطيع الجلوس من دون مساعدة أحد.

والآن هي لا تستطيع المشي, ومنذ اليوم الأول من استخدام العلاج المذكور صار عندها تخشب -أي أصبحت ممتدة على السرير لا تتحرك- وأصبحت تتكلم ببطء وكأنها تهلوس، فهل إيقاف العلاج يعيدها إلى حالتها قبل استخدام العلاج؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنشكرك على اهتمامك بأمر والدتك، ونسأل الله لها العافية والشفاء والسداد.

أنا أريد أن أؤكد لك حقيقة مهمة جدا، وهي أن الطبيب الذي قام بتقييم الحالة هو في وضع أفضل مني ليتخذ القرار المناسب، هذا ليس دفاعا للطبيب أو تهربا من جانبي، هذا من ناحية.

من ناحية أخرى: عقار رزبريادال له استعمالات من أجل تحسين الأعراض السلوكية المرتبطة بعلة أو متلازمة الزهايمر، لكنه قطعا لا يؤدي إلى تحسين الذاكرة، إنما قد يساعد في التهدئة وضبط السلوك.

ثانيا: الذي يتضح لي أن الآثار التخشبية التي ظهرت على الوالدة لا شك أنها ناتجة من هذا الدواء، فهو قد يسبب ذلك، خاصة بالنسبة لصغار السن أو لكبار السن، أو إذا كانت الجرعة كبيرة بعض الشيء، لكن هذا التخشب الذي حدث ليس خطيرا بالطبع، لكن لابد أن يعالج.

هنالك الآن توجه عام بل تحذير من الهيئة الأمريكية للأغذية والأدوية ألا تستعمل هذه الأدوية في كبار السن، الأدوية المضادة للذهان مثل الرزبريادال والأولانزبين وأدوية أخرى، هناك الآن محاذير حقيقية تحتم ألا تستعمل في كبار السن، وذلك نسبة لأسباب كثيرة.

أنصحك بأن تذهبي بوالدتك إلى طبيب نفسي مختص في الطب النفسي لكبار السن، وهذا التخصص الآن من التخصصات المحترمة جدا والموجودة، وهؤلاء هم أفضل الناس للتعامل مع مثل هذه الحالات، أي متلازمة الزهايمر، وكما تعرفين أن الزهايمر له مراحل، كل مرحلة تتطلب علاجا معينا، هنالك برامج مساندة الأسرة، هنالك أدوية لترتيب السلوك وتحسينه، إذا كان المرض في بداياته المبكرة أيضا الأدوية المحسنة للذاكرة مثل عقار (إبكسيا) أو (ريمانيل) أو (آرسبت) ربما تلعب مجالا في تأخير تقدم المرض، وهذه الأدوية أيضا قد تحسن السلوك لدى مريض الزهايمر.

هنالك حقيقة أيضا -أود أن أشير إليها- وهي: أن المرضى الذين يتفاعلون سلبيا حين يتناولون عقار رزبريادال -كما حدث لوالدتك- ربما لا تكون العلة هي الزهايمر، ربما تكون علة أخرى، هنالك أنواع أخرى من الخرف، خاصة الخرف المرتبط بعلة الشلل الرعاشي، هذا يجعل هؤلاء المرضى أكثر قابلية لأن تظهر عليهم الآثار السلبية لعقار الرزبريادون أو الأدوية المشابهة.

كثيرا ما تكون علة الزهايمر مختلطة بعلة أخرى تؤدي إلى الخرف, وهو ما يعرف بـ (الخرف الوعائي) المرتبط بتصلب الشرايين، أو بوجود الشلل الرعاشي.

هنالك أيضا الآن ما يعرف بخرف الفص الأمامي والفص الصدغي، الأمور تطورت جدا في علوم الخرف والعته وعلة الزهايمر والعلل المشابهة.

ما ذكرته لك هي حقائق علمية بسيطة أرجو من الله تعالى أن تنتفعوا بها، وأرجو أن تذهبي بوالدتك إلى طبيب نفسي مختص في العته والخرف، وهؤلاء كما ذكرت لك هم الأطباء النفسانييون الذين لهم دراية وعلم وتخصص في الطب النفسي لكبار السن.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات