السؤال
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
ما هو أفضل علاج للقولون العصبي والذي أصبت به بسبب الحالة النفسية والتوتر، وما هو أفضل علاج نفسي للمصاب بالقولون العصبي؟
علما بأني عانيت سابقا من حالة نفسية، ومرت بي ظروف صعبة، مما سبب لي حالة نفسية، من توتر وارتجاف وشد للأعصاب، وسببت لي مرض القولون العصبي؟ وهل تفيد التمارين الرياضية في تحسين حالتي.
أرجو أن تفيدوني بعلاج غير الاندرال؛ لأنه لا يتواجد لدينا.
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
القولون العصبي منتشر، وهو من الحالات التي يسببها العصاب، أو يلعب دورا أساسيا فيها، والعصاب نقصد به القلق والتوتر، كما أن الاكتئاب النفسي قد يؤدي أيضا إلى الإصابة بالقولون العصبي، وهنالك الأشخاص الذين لديهم درجة عالية من القلق في البناء النفسي لشخصياتهم, هؤلاء أيضا عرضة للقولون العصبي.
هنالك علاج نفسي للمصاب بالقولون العصبي ولا شك في ذلك، هذه العلاجيات تتفاوت من إنسان إلى آخر، كل حسب ظروفه وشدة حالته، لكن المبادئ العامة هي:
أولا: إيجابية التفكير، كثير من الناس تجدهم يتصيدون الأمور السلبية في حياتهم، ويركزون عليها، وهذا خطأ كبير جدا، هذه الانتقائية وهذا التصيد يضر النفس البشرية، فأيتها -الفاضلة الكريمة- كوني إيجابية في تفكيريك.
ثانيا: التعبير عما بداخل الذات لا تكتمي، عبري عما بداخلك أولا بأول، وفي حدود الذوق والأدب.
ثالثا: الحرص على تطبيق تمارين الاسترخاء: (2136015).
رابعا: ممارسة أي نوع من التمارين الرياضية التي تناسب المرأة المسلمة، فهي مفيدة جدا لعلاج التوتر والقلق، ومن ثم علاج القولون العصبي.
خامسا: إدارة الوقت بصورة صحيحة.
سادسا: تخير الأطعمة التي لا تؤدي إلى تهيج القولون.
سابعا: أخذ قسط كاف من الراحة.
ثامنا: هنالك أدوية جيدة جدا معظمها أدوية مضادة للقلق وللاكتئاب النفسي، وقد وجد أنها مفيدة، منها عقار زيروكسات الذي يعرف باسم باروكستين، هذا يمكن تناوله بجرعة حبة إلى حبتين في اليوم، وجرعة البداية دائما تكون صغيرة وهي نصف حبة -أي 10 ملي غرام- يتم تناولها يوميا لمدة عشرة أيام بعد ذلك ترفع إلى حبة كاملة يفضل تناولها ليلا.
يكون الاستمرار على هذه الجرعة مدة شهرين، بعد ذلك يمكن أن ترفع الجرعة إلى حبتين في اليوم -أي 40 ملي غرام مدة ثلاثة أشهر, ثم تخفض إلى حبة ونصف في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم إلى حبة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم إلى نصف حبة يوميا لمدة شهرين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر ثم يتم التوقف عن تناول هذا الدواء.
وهنالك أدوية كثيرة جدا منها السبرلكس, منها الفافرين منها الإفكسر، ولذا أقول أن مقابلة الأطباء في مثل هذه الحالات أفضل؛ لأن الطبيب يستطيع أن يتخير ما يناسب مريضه بصورة صحيحة جدا.
عقار فلونكسول مثلا هو عقار جيد، ويزيل القلق والتوتر، وتعرف فائدته في علاج القولون العصبي، عقار دوغمتيل والذي يعرف باسم سلبرايد أيضا عقار جيد، لكن يعاب عليه أنه ربما يؤدي إلى ارتفاع هرمون الحليب لدى الإناث، وهذا ربما يؤدي إلى اضطراب في الدورة الشهرية.
أنا أوكد لك أن الخيارات الدوائية كثيرة جدا، وإذا التزم الإنسان بتناول الدواء الذي يتم اختياره، واستصحب ذلك بتطبيق الإرشادات التي ذكرناها -إن شاء الله تعالى- يعيش في راحة، وسيختفي القلق والتوتر، ومن ثم تزول أعراض القولون العصبي.
أرجوا أن نكون قد أفدناك بما هو مطلوب.
وبالنسبة للإندرال أنا أقول لك: إن الإندرال في الأصل ليس علاجا جيدا للقولون العصبي إلا إذا كان الجانب الفيزيولوجي للقلق منتشرا، وأعني بذلك وجود رعشة ورجفة وتعرق، وشيء من هذا القبيل.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا ، أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.