منبوذ اجتماعياً ومنحوس، فما الحل؟

0 682

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الدكتور الفاضل:

أنا منبوذ اجتماعيا، ولا أعلم ما السبب؟ أنا حاليا مبتعث لأمريكا، ولي تقريبا سنة ونصف، ويوجد شباب عرب كثير، لكنهم لا يحبوني، ولا أعلم لماذا؟

يذهبون لطلعات لا أعلم عنها، ولا يخبروني بما يخططون، ودائما يحاولون أن يتجنبوني، حتى أنهم ذات مرة قاموا في الجامعة بعمل تصويت للشخصية المحبوبة، وللأسف لم آخذ صوتا واحدا، وكنت أقل شخصية محبوبة.

أنا دائما منحوس، فالنحس يواجهني في كل مكان، وفي 24 الساعة تحدث لي مشاكل، ولا أشعر بأني مبسوط في هذه الدنيا، أعيش حياتي وحيدا مع المشاكل، مع أني محافظ على الصلاة، لكن لا أعلم لماذا أنا وحيد والله غاضب علي لا يحبني؛ لأنه لو كان يحبني لأحبني الناس.

أرجوك يا دكتور خلصني من هذه العيشة المريرة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على السؤال والتواصل معنا.

إننا كثيرا ما نسجن أنفسنا في أفكار ومعتقدات عنها بأننا مثلا نتحلى بصفات معينة، وتأتي هذه الأفكار من مواقف الناس منا، ومن كلامهم عنا، فقد يقولون عنا مثلا "أنتم منبوذون وغير محبوبين" أو أن عندنا خجل أو تردد أو ضعف أو فإذا بنا نحمل هذه الأفكار والمعتقدات على أنها مسلمات غير قابلة للتغيير أو التعديل، وقد تمر سنوات قبل أن نكتشف بأننا ظلمنا أنفسنا بتقبل وحمل هذه الأفكار كل هذه السنين، والمؤسف أن الإنسان قد يعيش كل حياته ولا يحرر نفسه من هذه الأفكار.

والخطورة هنا أنك إن فكرت بأنك منبوذ وغير محبوب، فقد تتصرف مع الناس بطريقة غير مناسبة أو قليل التفاعل بسبب هذه الأفكار عن نفسك، فأنت بذلك تؤكد هذا المفهوم عندك بدل أن تغير هذه الأفكار.

لا بد لك وقبل أي شيء آخر أن تبدأ تحب هذه النفس التي بين جنبيك، وأن تتقبلها كما هي، فإذا أنت لم تتقبلها فكيف للآخرين أن يتقبلوها ويحبوها؟

حاول أن تقترب من الناس برفق، وليس كل الناس دفعة واحدة، وإنما اختر بعض الزملاء ممن ترتاح لهم، وتعرف عليهم، ودعهم يتعرفون عليك، وببطئ ستشعر بأنك متقبل من الآخرين، كما أنك متقبل لهم.

وحاول في المدينة التي تعيش فيها في أمريكا أن تتعرف على شباب المركز الإسلامي القريب منك، فالحياة في بلاد الغربة صعبة جدا ما لم تتواصل مع الشباب الطيب، الذي يريد العلاقة الصالحة معك من دون مطمع أو مغنم، وهؤلاء سيكونون عونا لك أيضا على الاستقامة والتقوى.

مارس عملك بهمة ونشاط، ارع نفسك بكل جوانبها وخاصة نمط الحياة، من التغذية والنوم والأنشطة الرياضية، وغيرها مما له علاقة بأنماط الحياة، وأعط نفسك بعض الوقت لتبدأ تقدر نفسك وشخصيتك، وبذلك ستشعر بأنك أصبحت أكثر إيجابية مع نفسك وشخصيتك وحياتك. فيجب أن تشعر أنت بمثل هذه النظرة الإيجابية عن نفسك قبل أن تطالب الآخرين بمثل هذه النظرة، ولهذا يقول لنا الله تعالى (ولقد كرمنا بني آدم) فنحن -أخي الكريم- مكرمون عند الله، وقد قال الله تعالى لنا هذا ليشعرنا بقيمتنا الذاتية، والتي هي رأس مال أي إنسان للتعامل الإيجابي مع هذه الحياة بكل ما فيها من تحديات ومواقف علينا التعامل معها، وكما يقال: "فاقد الشيء لا يعطيه" فكيف أعطي الآخرين ضرورة احترام نفسي وتقديرها إذا كنت أنا لا أقدرها حق قدرها.

وفق الله لكل خير.

مواد ذات صلة

الاستشارات