السؤال
أنا وابن خالي كنا نحب بعضنا جدا منذ كنا أطفالا، وكبرنا وأصبحنا شبابا وما زلنا نحب بعضنا جدا، وأنا أحبه حقيقة، وهو كشخصية إنسان شبه مثالي يعني أكثر واحد في إخوانه يبر بوالديه، يتمني الخير لكل الناس، طيب جدا، يجري وراء الخير لفائدة الآخرين، والدته دائما تدعو له، وتقول له: أنت لا يوجد مثلك، ومن هذا القبيل.
المهم خطبني، أنا أعتبره إنسانا نادر الوجود من زمان، وهو دائما يقول لي أنا أحس أن عمري قصير، وبقي على زواجنا 4 أشهر، دائما يقول لي أتمنى أن أعيش إلى يوم الزواج.
المشكلة أني أنا أيضا من سنين أحس أن عمره قصير، الإحساس هذا يتملكني قبل أن يقول هو ذلك، أحس أني سأفقده يوما من الأيام، لا أحس بالثقة، وللأسف هو يؤكد لي دائما ذلك، ما سبب ذلك، وما الحل في هذا الموضوع؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نرمين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
شكرا لك على السؤال، والتواصل معنا.
عندما يتعلق الإنسان بشيء أو شخص يحبه حبا شديدا، فمن الطبيعي أن يخاف فقدانه، وما هذا إلا مؤشر للحب الشديد والتعلق الكبير بهذا الشخص أو هذا الشيء.
وفي بعض الأحيان يتطور هذا التخوف إلى شكل يأخذ فيه طبيعة الأفكار الوسواسية القهرية، وبحيث يسطر هذا الخوف وأفكار هذا الفقدان على الشخص، فلا يعود يرى أو يفكر إلا بهذا الفقدان لهذا العزيز، ومن الطبيعي أن تصبح هذه الأفكار مصدر قلق.
اطمئني فإن هذا التخوف، وبالرغم من أنه تخوف شديد وحقيقي ومرعب، إلا أنه مجرد أفكار، ليس لها رصيد من الواقع، ووجود هذه الأفكار لا يشير إلى إمكانية تحققها في الواقع، وحال هذا كحال الكثير من المخاوف والوساوس، فهي مخيفة وشديدة إلا أنها بعيدة عن أحدث الواقع، فاطمئني.
ومما ذكرت في سؤالك أن فرحكم وزواجكم سيكون بعد أقل من أربعة أشهر، فالكثير من هذا التخوف والارتباك، سيذهب بعد الزواج، حيث إن حسن العلاقة والتواصل بينكما سيدخل الكثير من الاطمئنان وراحة البال، وسيحل هذا محل هذه المخاوف وهذه الأفكار القهرية؛ فصبرا أختي الفاضلة، ما هي إلا أيام، وتنتهي هذه المعاناة.
وبارك الله لكما، وبارك عليكما، وجمع بينكما على الخير.