المشاكل الأسرية أثرت على حالتي النفسية

0 402

السؤال

إخوتي في الله: أرجو أن تساعدوني في حل مشكلتي، أنا فتاة أدرس ولدي شقيقتي موظفة وأخ صغير، نسكن معا نحن وأسرتنا الصغيرة، سعداء -والحمد لله- مؤخرا أصبحت الأجواء مضطربة لدى والدي ووالدتي، والسبب هو معرفة أبي لامرأة أخرى، ومن هنا أصبحت مشاكلنا الأسرية المتكررة صباحا ومساء، وأصبحنا نجد أنفسنا أنا وأختي في الوسط بين أمي وأبي، ومن هنا كثرت مشاكلي أنا أيضا من تأتيرات مشاكل الأسرة.

من مشاكلي المتعددة: العزلة عن الأصدقاء، وعدم الاختلاط بالناس تقريبا، كثرة النوم، وعدم القدرة على التركيز في دراستي، التكلم مع نفسي أحيانا؛ لأنني أحس أن بداخلي شخصا يتكلم معي، العصبية المفرطة والغضب الشديد على أتفه الأشياء، فقدان الشهية، الخوف الشديد، والتخيل بأنني أرى أشباحا، عدم الثقة بنفسي أو بالآخرين، وبالأخص الرجال -مع احترامي لكم- أصبحت أرى نفسي شخصا عديم المنفعة، وحياتي مثل مماتي، فكرت في زيارة طبيب نفسي، لكن عدم بوحي بهذه الأشياء ومعرفتهم بهذه المشاكل يمكن أن يعارضوني في الذهاب إلى الطبيب.

هل هناك حل لهذه المشاكل؟ وما هو علاجها؟ وكيف أعرف مرضي النفسي؟ وكيف أتخطى هذه الأزمة؟ أشكركم جزيل الشكر على استلام استشارتي، والله ولي التوفيق.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ ابتسام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

لا شك أن الذي يحدث في محيط الأسرة أمر مزعج، وأنت بالطبع مطالبة بمساهمات إيجابية، لأنك في الأصل لست طرفا في المشكلة التي بين يديك، وسعيك لتهدئة الأمور والنصح بقدر المستطاع ونصحك لوالدتك بالتفكر ومحاورة والدك بأسلوب هادئ وفطن، هذا أفضل لحل مثل هذه المشكلة، وإذا وصلت الأمور إلى طريق مسدود فيفضل أن يذهب والداك إلى مختص في الشؤون الأسرية، وفي ذات الوقت اجعلي والدتك تتواصل مع إحدى الداعيات، وسوف تجد منها المساندة والنصح والإرشاد. هذا من ناحية.

من ناحيتك أنت: وضعك النفسي هو تفاعل إنساني ووجداني وعاطفي، نتيجة لحدث حياتي كبير، والذي لا يتفاعل مع الأحداث الحياتية من هذا الحجم هذا يعتبر أمرا غير طبيعي، لكن في ذات الوقت التفاعل الوجداني يجب ألا يتخطى الحدود التي تفقدك توازنك لتكوني مساهما إيجابيا في لم شمل الأسرة.

الحالة التي تعانين منها هي عدم قدرة على التكيف، أو ما يسمى بعدم القدرة على التواؤم، وهي حالة نفسية عرضية، أعراضك تجسدت وظهرت في شكل قلق وتوتر وإحباط، وانفعالات سلبية، مع وجود أعراض بيولوجية مثل فقد الشهية للطعام.

عليك بالصبر والدعاء، وأن تسألي الله تعالى الستر لوالديك وأن يرزقهما السكينة والطمأنينة، وعليك أيضا أن تصرفي انتباهك بعض الشيء عن هذه المشكلة، أعرف أن ذلك ليس بالسهل، لكن مثلا قولي لنفسك: (سوف أفكر في هذه المشكلة التي بين والدي لفترة نصف ساعة فقط في الصباح ونصف ساعة في المساء، وبعد ذلك لن أعيرها أي اهتمام) هذا ممكن، وقد طبقه الكثير من الناس ووجدوا أنه مفيد، كما أنصحك أيضا بأن تمارسي تمارين الاسترخاء، كما ذكرت لك عليك بالدعاء وأن تستعيني بالصبر والصلاة، كما قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين}.

تواصلك مع زميلاتك وصديقاتك؛ ففي هذا متنفس نفسي كبير، اجعلي فكرك فكرا إيجابيا، وذلك من خلال إقناع ذاتك أن هذه مشكلة عابرة وإن كانت جسيمة لكنها -إن شاء الله تعالى- سوف تنتهي، وهذه الأمور تحدث لكثير من الأسر، ويجب أن تكوني فطنة وتذكري نفسك أن مثل هذه المشاكل الأسرية قد لا تكتشف أصلا وأنتم الآن -أو على الأقل والدتك- اطلعت على هذا الأمر، ولعل من رحمة الله بها أنها قد تستطيع أن تصحح المسار وتضع الأمور في نصابها الصحيح، فرب ضارة نافعة.

أيتها الفاضلة الكريمة: هنالك أدوية بسيطة جدا نسميها بالمطمئنات الصغرى، وهي أدوية مضادة للقلق والتوتر، منها عقار يعرف تجاريا باسم (فلوناكسول) ويعرف علميا باسم (فلوبنتكسول) يمكنك تناوله بجرعة حبة واحدة مساء، وقوة الحبة هي نصف مليجرام، تناوليها لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعليها حبة صباحا ومساء لمدة شهر، ثم حبة ليلا لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناول الدواء، وهو دواء بسيط وسريع الفعالية.

أذكر مرة أخرى بأن والديك ربما يحتاجان إلى الذهاب إلى مختص في علوم الأسرة والإرشاد، أو يمكن أن يستعان ببعض الأهل والأقارب الذين يوثق بهم.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأصلح شأن والديك، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات