عدم ثقة بالنفس، وخجل وخوف من النوم لوحدي.. كيف أعالج كل هذا؟

0 549

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

دكتور محمد: جزاك الله كل خير يا دكتور، وفى ميزان حسناتك، من خلال عملي لبحث على الانترنت، وجدت موقعكم المفيد، وقرأت فيه كثيرا جدا واستفدت كثيرا.

مشكلتي باختصار: عمري 30 سنة، ومررت بظروف صعبة في حياتي من ضمنها المشاكل الأسرية والبطالة وغيره.

المهم أنه جاءني اكتئاب بسيط، أو متوسط مع رهبة قليلة من موضوع العمل، أخاف أن أذهب إلى العمل، أحس بخوف، وعدم ثقة بالنفس، وخجل في أحيان كثيرة أثناء التعامل مع الناس.

ومشكله أخرى تؤرقني كثيرا هي الخوف الغير طبيعي، فمثلا إذا حدث صوت عال مثلا فجأة، فإني أرتعش، وأيضا إذا كنت وحيدا في مكان أحس بخوف شديد مثلا في بعض الأحيان تحتم علي الظروف أن أنام وحيدا في بيت أحس بخوف شديد وأبحث في الغرف، وأظل خائفا أن أجد أحدا ورئي مثلا، وأكون مرعوبا، وطبعا أخاف أن أنام لوحدي، وهو خوف من الجن والعفاريت.

حاليا قرأت عن دواء اسمه موتيفال في موقعكم، وأنا آخذة كل يوم حبة قبل النوم، لي أسبوع فهل تراه مناسبا أم تنصحني بأخذ دواء غيره.

مع العلم أني تصرفت من نفسي لأني لا أريد الذهاب لدكتور نفسي، أتمنى تنصحني.

وجزاك الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإنك تعاني من قلق المخاوف، والمخاوف التي لديك متعددة، لكن أؤكد لك - إن شاء الله تعالى – أنها كلها بسيطة، والذي يظهر لي أنك أصبحت مشغولا جدا بهذه المخاوف للدرجة التي سيطرت على حياتك.

والشيء الذي يخرج من هذا النوع من التفكير هو أن يكون هنالك تفكير بديل، تفكير إيجابي، وألا تقبل هذه المخاوف أبدا، وأن تناقش نفسك، فالخوف من الصوت العالي مثلا غير مبرر، لأن الأصوات العالية موجودة، (أصوات الطائرات – الرعد – الشاحنات )، هذه أمور موجودة في حياتنا، وهي تحدث من خلال أمور علمية مفسرة.

الخوف حين تكون لوحدك، لماذا وأنت في معية الله؟ .. الخوف من الجن والعفاريت ... هذه كلها خرافات.

فيجب ألا تقبل هذه المشاعر، ناقش نفسك، حاور نفسك، وعليك بالدعاء وأن تتحصن بالأدعية المأثورة، وأن تسأل الله تعالى أن يحفظك من بين يديك ومن خلفك ومن فوقك وعن يمينك وعن شمالك، وأن تسأله تعالى بعظمته ألا تغتال من تحتك، هل هناك أجمل من ذلك؟!

حين تقول هذا وتستشعر وتقتنع وتؤمن به، فهذا سياج رباني عظيم يحميك من كل شيء.

نصيحتي لك وكما ينصح علماء السلوك هو أن تواجه مواقف الرهبة هذه، وتخترقها ولا تتجنبها.

بالنسبة للعمل: أتعاطف معك جدا في أن فرص العمل أصبحت ليست بالمتيسرة، لكن - إن شاء الله تعالى – ترزق الوظيفة التي تناسبك، عليك بالمثابرة والصبر والبحث، وأن تسأل الله أن يوفقك في إيجاد عمل مناسب.

حاول أن تختلط بالناس، وأن تتفاعل اجتماعيا، هذا يزيد من ثقتك بنفسك ويطور من مهاراتك.

بالنسبة للأدوية: الموتيفال دواء جيد لعلاج القلق العام، لكنه ليس دواء فعالا لعلاج المخاوف، يتميز بأنه غير مكلف، وهذه ميزة لابد أن نراعيها، والذي أود أن أقترحه عليك هو أن تتناول حبة من الموتيفال، وتضيف لها دواء آخر يعرف تجاريا باسم (أنفرانيل) واسمه هو (كلوإمبرمين)، هذا دواء جيد مضاد للمخاوف والوساوس، وتناوله بجرعة خمسة وعشرين مليجراما ليلا مع حبة من الموتيفال لفترة ثلاثة أشهر مثلا أعتقد أن ذلك سوف يكون مفيدا جدا لك، بعد ذلك – أي بعد انقضاء ثلاثة أشهر – يمكن أن تتوقف عن الموتيفال، وتستمر على الأنفرانيل لمدة ثلاثة أشهر أخرى، بعد ذلك اجعل جرعة الأنفرانيل عشرة مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.
هنالك أدوية بديلة مثل الزيروكسات والمودابكس، لكنها قد تكون مكلفة بعض الشيء.

الأنفرانيل دواء جيد، قد يسبب لك آثارا جانبية بسيطة جدا في الأيام الأولى للعلاج، وتتمثل هذه الآثار السلبية في الشعور بالجفاف في الفم، أو ثقل في العينين، هذه ربما تحدث أو ربما لا تحدث، وإن حدثت فإنها لن تستمر إلا أياما قليلة جدا، وليس لها مضار عليك أبدا.

ممارسة الرياضة هي من الضروريات التي تقوي الصحة النفسية والجسدية، ويمكنك معرفة كيفية تطبيق هذه التمارين بمطالعة الاستشارة التالية 2136015، فالاسترخاء مضاد فعال للخوف والقلق، وانظر كذلك العلاج السلوكي للمخاوف: ( 262026 - 262698 - 263579 - 265121 ).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات