بعد أن كنت اجتماعية أصبحت أخاف من لقاء الآخرين

0 414

السؤال

ترددت كثيرا في الكتابة إليكم، لعلني أجد حلا لمشكلتي، أنا كنت فتاة اجتماعية، وأحب الخروج كثيرا وأختلط مع الناس، فجأة لا أدري ما الذي حصل لي، أحس بخوف ولا أريد أن أحتك بأحد، حتى أهلي لا أحتك بهم، صرت انطوائية بشدة، وأختفي كثيرا من الناس، حتى عندما يزورنا نساء في البيت أختبأ، أحس أنني فعلت شيئا، وأنا متأكدة أنني لم أفعل شيئا، من داخلي أريد التواصل مع الناس وأتعرف عليهم، لكن أخاف، لا أدري من ماذا! الخوف يذبحني، لدرجة أني أجلس وأبكي، وأنا لم أصنع شيئا، أتحسس من أمي وأبي وإخوتي، صرت وحيدة وليس لي بهذا الكون إلا ربي، مهما تكلمت فلن أستطيع أن أوصل ما بقلبي، أريد أن أعرف ما هذا الخوف؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عائشة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فما وصفت في سؤالك يبدو أنها حالة من الخوف والتي نسميها بالرهاب الاجتماعي، وتكثر أنواع المخاوف عند الناس، وإن كان الكثير منهم لا يتحدث عن هذه المخاوف، وإن كانت تؤثر كثيرا في حياتهم، إلا أن خجلهم من وجود هذه المشكلة يمنعهم من البوح بهذه المخاوف.

ومن أكثر أنواع الخوف انتشارا بين الناس هو الرهاب الاجتماعي، أو الخوف الاجتماعي، حيث تجدين صعوبة في الخروج من البيت والاختلاط بالناس، أو حتى اللقاء بالآخرين ممن يزوروكم في البيت، ولكن المعتاد ألا يوجد هذا التجنب مع أفراد الأسرة الذين تعرفين بشكل جيد، ولكن طالما أن الأمر قد وصل لتجنب اللقاء حتى مع أفراد أسرتك، فمما يخطر في البال هنا احتمال وجود حالة من الاكتئاب يبرر تجنبك للناس، وفقدان الرغبة بفعل شيء، بحيث تصلين لحال تعجزين فيها عن القيام بأي عمل، أو إنجاز أي مشروع.

في الكثير من الأحيان قد لا نستطيع معرفة منشأ هذا الخوف أو هذا الاكتئاب، بينما نستطيع ذلك في بعض الحالات، ومهما كانت الأسباب فأفضل طريقة للحل أو العلاج أن تراجعي طبيبا نفسيا، لنصل للتشخيص الأكيد إن كان اكتئابا فقط، أو كان اكتئابا ورهابا اجتماعيا، فإذا كان اكتئابا فيفيد بداية العلاج بأحد الأدوية المضادة للاكتئاب، أو حتى العلاج النفسي المعرفي.

في موضوع الرهاب الاجتماعي، العلاج يقوم على اقتحام أجواء لقاء الناس، وعدم تجنب هذا، فالتجنب والهروب من المواجهة لا يزيد المشكلة إلا تعقيدا، حتى يجد الإنسان نفسه يتجنب كل لقاء بالآخرين.

أعيدي النظر في نمط حياتك من نظام النوم والاستيقاظ، ونظام التغذية، والأنشطة المختلفة والاهتمامات التي يمكنك القيام بها، كالرياضة واللقاء بصاحباتك، فكل هذا من شأنه أن يخفف من شدة الاكتئاب وفقدان الرغبة في العمل والنشاط، بحيث يعود الحماس مجددا لحياتك وكما كنت في الماضي من طبيعتك الاجتماعية المحبة للقاء الناس.

وفقك الله ويسر لك الصعاب.

مواد ذات صلة

الاستشارات