السؤال
السلام عليكم.
ابني يبلغ من العمر تسع سنوات، وهو يعاني من مرض الثعلبة في شعر الرأس، فتظهر كبقع ثم تتوسع لتشمل كل أجزاء رأسه، تبدأ بعض المناطق بنمو الشعر ببطء وأخرى يتساقط منها الشعر، وهذه الحالة معه منذ ثلاث سنوات، الشعر يظهر في جانب ويسقط في جانب آخر.
أخذته لمشفى الجلدية، فوصفوا لي سائلا تفرك به المنطقة المصابة، ولكن دون تحسن! فهل من علاج؟ لأن ذلك يؤثر على نفسيته كثيرا بالبيت والمدرسة، مع العلم أنه يرتدي نظارة، ويوجد في بيتنا من يرتدي النظارات مثله.
وهل يستحسن أن أحلق له شعر رأسه أم أبقيه؟
ولكم الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فإن الثعلبة هي سقوط مفاجئ للشعر في أي منطقة من الجلد المشعر أو لشعر فروة الرأس، مكونة بقعة أو أكثر خالية من الشعر، وتصيب الثعلبة الجنسين ومن مختلف الأعمار، لكنها أكثر انتشارا في الأطفال والشباب.
يحدث في بعض الأحيان إعادة نمو للشعر في بقعة محددة، وفي نفس الوقت فقدان للشعر في بقعة أخرى، وهناك احتمالات لتكرار حدوث الثعلبة أكثر من مرة، وفي حوالي 5% من الحالات يحدث فقدان كلي لشعر فروة الرأس.
الأبحاث قد استقرت على أن الثعلبة هي نتيجة اضطراب جهاز المناعة الذاتي للجسم، حيث يبدأ جهاز مناعة الجسم في مهاجمة بويصلات الشعر، كذلك وجود عوامل وراثية أو التعرض لتوتر نفسي شديد، مثل أوقات الامتحانات أو لأسباب نفسية غير مستقرة.
أيضا وجود البؤر الصديدية المزمنة، مثل التهاب اللوزتين المزمن، أو تسوس الأسنان المزمن، كل ذلك يعتبر من مسببات ظهور الثعلبة، ولذلك قبل مباشرة العلاج لا بد من عمل الفحوصات؛ للتأكد من عدم وجود الأمراض المذكورة آنفا -أي يفضل فحص الأسنان، واللوزتين، والجيوب الأنفية، وفحص العيون أيضا-.
غالبا يعود الشعر للنمو مرة أخرى، لكنه يكون بطيئا، لذلك يستخدم العلاج لإسراع إعادة نمو الشعر، ويتمثل العلاج في:
- كريم الكورتيزون الموضعي، أو عن طريق الحقن في فروة الرأس، أو أقراص الفم.
- محلول مينوكسيديل 5% minoxidil: للاستخدام الموضعي مرتان يوميا.
- مغيرات المناعة، مثل تاكروليموس (tacrolimus) وبيمكروليموس (pimecrolimus) تؤثر على جهاز المناعة، والنتائج مشجعة جدا.
وقبل كل شيء؛ يجب استعمال الأدوية تحت إشراف طبي، وعدم الاجتهاد في استخدام أدوية بدون استشارة طبية.
وبالله التوفيق.