بعد علاقة دامت 5 سنوات تركني وتزوج غيري.

0 440

السؤال

السلام عليكم..

كنت على علاقة بشاب يصغرني سنا، وهو من لجأ إلي وعبر عن إحساسه نحوي، رغم إصراري وحديثي معه أول مرة على أنني أكبر منه سنا، لكنه استدل بالقرآن في حديثه، وأن السيدة خديجة -رضي الله عنها- تزوجت بالنبي صلى الله عليه وسلم وهي أكبر منه سنا، فأصبحنا على علاقة لأكثر من 5 سنوات، فجأة أصبح يختلق المشاكل دون سبب، ولا يرد على تلفوناتي، وسمعت من صديقه أنه سيتزوج بعد أيام دون إخباري، ولا حتى دعوتي للمناسبة، جرحني هذا الأمر، بل عذبني، احترت أن أرسل له رسالة على جواله، أسأله فيها هل مشاعر وأحاسيس الناس عنده لعبة؟ وهل الظلم بهذه البساطة؟ أفيدوني هل أرسل له أم لا؟ وماذا أفعل فقد تعلق قلبي به.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هند حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

نرحب بك ابنتنا الكريمة في موقعك، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يستخدمك فيما يرضيه، ويسعدنا أن نبين لك أن كل شيء بقضاء وقدر، وأن لكل أجل كتاب، وأنه لا خير في هذا الشاب المخادع، ونسأل الله أن يعوضك خيرا منه، ونسأل الله أن يردك إلى الصواب وإلى طاعته سبحانه وتعالى.

هذا المشوار الذي سرت عليه لم يكن على صواب؛ لأن الإسلام لا يعترف بأي علاقة غير معلنة، ودائما نتمنى من بناتنا عندما يظهر شاب الميل إليها ضرورة أن تطالبه أن يطرق الباب، ولا تقدم التنازلات ولا تستمر معه في علاقة إلا بعد أن يقدم على هذا الخطوة، بل ينبغي أن تطالبه بأن يأتي بأهله معه من أجل أن يتعرف أهلك عليه وعلى أسرته؛ لأن الزواج في الحقيقة ليس لقاء بين رجل وامرأة، ولكنه بين عائلة وعائلة، وبين قبيلة وقبيلة، فهي علاقة واسعة جدا، والشريعة تهتم بهذا من أجل أن يحصل التعارف ثم يحصل التآلف ثم يحصل الانسجام، ولذلك الخطأ في هذه العلاقة أنها استمرت طول هذه المدة وهي في الخفاء، دون أن يعرف بها الأهل، ودون أن يتقدم الشاب ويتخذ خطوة عملية فعلية، وبهذا فعلا أضاع الكثير من الوقت، ونسأل الله يعوضك خيرا.

لا شك أن الشاب أيضا أساء إساءة بالغة عندما خرج من هذه العلاقة بهذه السهولة، وعندما تجاوز تلك المشاعر، ولذلك ينبغي للفتاة أن تحتاط دائما، فإذا وجدت شابا يميل إليها فما ينبغي أن تقدم له التنازلات، ولكن تقول له إذا كنت راغبا فعمي فلان وخالي فلان ومنزلنا في المكان الفلاني، وهنا يتبين صدق الشاب، وهل هذه العلاقة لها مستقبل! أم أن هذا الشاب يريد أن يلعب ويضيع وقته!

إن فارق السن ليس إشكالا كبيرا، لكن الإشكال سوف يأتي من الوالدة والأخوات، وسيقولون تزوج من هي أكبر منه، ولذلك الإسلام أراد للمرأة المسلمة أن تكون مطلوبة عزيزة، لا طالبة ذليلة، وإذا أصرت الفتاة ممن يتقدم لها ضرورة أن يطرق باب أهلها وأن يأتي البيوت من أبوابها، فإنها بذلك تكسب ثقته إذا كان فيه خيرا، وليس الأمر كما تظن الفتاة أنها تتنازل وتتساهل وتتواصل وتتكلم معه، وقد تخرج بعض الغافلات -بكل أسف- أيضا مع الخطاب، تظن أنها مع هذا التهاون تملأ قلبه وأنها تسيطر عليه، ولكن في الحقيقة أن كثيرا من الشباب يريدون قضاء وقت، ويريد أن يقضي معها تلك اللحظات، وقد يتركها ويذهب إلى غيرها؛ لأنه بالأصل عنده قناعة أن هذه التي تخرج معه وتتكلم معه وتضحك معه ممكن أن تضحك مع آخرين.

ومن هنا نحن ندعو بناتنا الفضليات إلى الاهتمام بهذه المسألة، مجرد أن تشعر أن الشاب يميل إليها تطلب منه أن يطرق باب أهلها وأن يأتي البيوت من أبوابها؛ لأنه اختبار لصدق الشاب، ونحن نتمنى أن تطوي هذه الصفحة، فالمكر السيء لا يحيق إلا بأهله، وهذا الشاب سوف يدفع ثمن ذلك غاليا؛ لأن هذه الإساءة التي أوصلها إليك لا يرضاها لأخته، ولا يرضاها لعمته ولا يرضاها لخالته، فإذا رضيها لك فارفعي أمرك إلى الله تعالى، وأعلمي أن الله تعالى لا تخفى عليه خافية، وهو يجازي كل إنسان بما عمل.

أرجو أن يكون في هذا درسا لك ولجميع الفضليات من بناتنا، لأنهن يتميزن بالطيبة وصفاء الضمير وحسن النية، وهذا شأن معظم الفتيات، ولكن لا بد أن نعلم أن في الشباب ذئابا، وأن في الشباب -بكل أسف- من يريد قضاء الأوقات، وأن في الشباب من يريد أن يلعب حتى بالشرف، ثم بعد ذلك يرمي بالفتاة كالعلكة بعد أن يأخذ أغلى ما فيها، ولا يبالي بعد ذلك إذا ذهب لفتاة أخرى، وهكذا يظل يكرر هذا المسلسل الأسود، ولكن الله تعالى يمهل ولا يهمل سبحانه وتعالى، فحاولي امتصاص هذه الصدمة التي حدثت لك باللجوء إلى الله بالتوبة والرجوع والاستغفار، واعلمي أن الله تعالى يعوض عبده، وأنه ما ترك الإنسان شيئا لله إلا عوضه الله خيرا منه، وأبشري فإن التوبة تجب ما قبلها.

مرة أخرى عليك بطي هذه الصفحة، وإهمال هذا الشاب، وعدم الالتفات إليه، ولا ترسلي له رسالة، ولا تسألي عنه، فهو لن يهتم بك؛ لأن لديه الآن في نظره من هي أهم منك! والله وتعالى سوف يأخذ لك حقك من كل من ظلمك، واحرصي أيضا على أن تكون البدايات صحيحة لتوصلك إلى نتائج صحيحة، فكل خطأ يحتاج منك إلى توبة ووقفة للمراجعة.

نسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، وأن يلهمك السداد، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات