السؤال
السلام عليكم.
عمري 23 سنة, خطبت قريبة لي عمرها 20, قررت الزواج لأن عندي نقص عاطفة قوي, ليست لدي علاقات سابقة مع البنات, لأني أخاف أن أواجه أي بنت, لا أحس أن عندي ثقة بنفسي من ناحية البنات.
في أول أيام خطبتي كنت أتواصل مع خطيبتي بالرسائل, ولم تكن أتتني جرأة المكالمات, وكانت تأتيني شكوك بسيطة جدا عن خطيبتي, وجلست أتكلم معها, وأقول لها: إني أعرف البنت إذا كانت لها علاقة سابقة من أول نظرة.
خطيبتي خافت وأخبرتني أن لها علاقة حب بالشات من 3 سنوات وقطعتها وانتهت.
في البداية صعقت, لكني نسيت الموضوع, واستمريت بالمكالمات معها, وعشت جو الرومانسية معها, لكنها كانت جافة معي, لكنها كانت تتصل بي بشكل يومي, وهذا كان يكفيني, بعد فترة عقدت عليها, وبعد العقد بدأت المصائب, وأنا أدرس خارج السعودية, ودائما أثير غيرتها, إلى أن قالت لي: أريد أن أرتاح, أريد أن أقطع المكالمات, وأنا أتاني قلق, وبدأت أسأل وأسأل إلى أن قالت لي: إنها لم تقطع علاقتها بالرجل الذي تحبه إلا بعد أن خطبتها, وأنا فزعت أكثر وأكثر, وجلست تمدحه لي, وتقول: إنه يهتم فيها, ولا يتكلم عن الجنس نهائيا, وأنه شخص جيد, وأنا لم أنفعل عليها أبدا؛ لأني أخاف أن أخسرها, وبدأت المشاكل بيني وبينها.
وهي الآن راغبة في الزواج مني, لكنها قلقة ومترددة بسبب الخوف من الزواج أصلا, فهي تكره الجنس, وتقول عني: إنها خائفة أن أشك فيها, وأنه ليست لي ثقة بنفسي, وأنا أحبها, ودائما تقول لي: أعطني وقتا, واصبر علي, وأنا لا أستطيع, ودائما أشغلها بالاتصالات, وأنا لا أدري ماذا أفعل أخاف أن أكمل معها وتأتيني الشكوك, أخاف أن لا تكون أهلا للحب الذي أقدمه لها, لا أريد أن أضحي بحياتي لصالح تجربة من الممكن أن تكون فاشلة بسببها.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:
فمرحبا بك -أيها الولد الحبيب- في استشارات إسلام ويب.
فنحن أولا نحيي فيك -أيها الحبيب- حياءك الذي يمنعك من الوقوع في المعصية بالمحادثة مع البنات الأجنبيات، وهذا ليس جانب ضعف فيك، بل هو من الجوانب الإيجابية التي ينبغي أن تعززها في نفسك، فإن الحياء من الله تعالى، والخوف من الوقوع في المخالفة دليل على كمال الإنسان, لا على نقصه، والحياء خير كله, كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم – فإنه خلق يبعث صاحبه على ترك القبيح, ويمنعه من التقصير في صاحب الحق، وهو بهذا المعنى خير، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - .
فينبغي أن تدرك أن هذا من الجوانب والصفات الإيجابية فيك، والتي ينبغي أن تكون سببا في تعزيز ثقتك في نفسك، وأن من خالف الأدب وخرج عن حدود الشرع هو الذي ينبغي أن يكثر ألمه على نفسه وما وقع فيه.
وأما بشأن زوجتك هذه التي قد عقدت عليها: فما دامت قد قطعت علاقتها بذلك الرجل, فلا ينبغي أن تؤاخذها بما كان، ولا ينبغي أن تحاسبها عليه إن كانت قد تابت منه وأقلعت عنه، وإمساكها واستمرار الزواج خير من الفراق -أيها الحبيب- حيث لا داعي يدعو إليه، وخير من أن تفارق هذه الفتاة أن تبدأ في بنائها وبناء نفسك بناء صحيحا، وتحاول بناء حياتك معها على تقوى من الله تعالى ورضوان, وتعاونا على ما فيه الخير في الدنيا, واكتساب أسباب السعادة في الآخرة.
وليس شيء ينفعك -أيها الحبيب- في إصلاح نفسك وزوجتك مثل التعاون على تقوية الإيمان بالسعي في التنافس في الأعمال الصالحة، فإنها تصلح القلب, وتقوي الإيمان، وإذا كمل إيمان الإنسان قيده ذلك الإيمان عن إتيان المعاصي والمنكرات، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : (الإيمان قيد الفتك), فهو الذي يقيد الإنسان عن الوقوع في المعصية.
فنصيحتنا لك -أيها الحبيب- أن تسعى في محاولة جادة لتقوية إيمانك وإيمان زوجتك، وذلك بأن تدعوها إلى مشاريع إيمانية تعينها وتعينك على الخير والتقوى، فتذكرها وتذكرك بالصلوات المفروضة وصلوات النوافل، وتدعوها إلى الالتزام بالأوراد اليومية من التسبيح والتهليل والتحميد, ولزوم أذكار الصباح وأذكار المساء، ونحو ذلك من البرامج الإيمانية النافعة, وقراءة آيات من القرآن الكريم، ومدارسة شيء من السيرة النبوية وأخبار الصالحين، وأن تطلب منها البحث والقراءة في أخبار النساء الصالحات، ونحو ذلك من البرامج النافعة التي بها ترضون ربكم, وتملؤون أوقاتكم بالطاعة، فيعود عليكم ذلك بالنفع العميم.
نحن نصيحتنا لك -أيها الحبيب- أن تترك هذا الأسلوب الذي تتعامل به مع زوجتك من حيث البحث عن أخبارها الخاصة, ومساءلتها عما خفي عليك من أمرها، فإن هذا الأسلوب لن يعود عليك إلا بالأذى والضرر، فإنك تتطلع على أشياء قد تؤلمك, وكانت العافية لك منها خير وأنفع، فاصرف ذهنك عن هذا، واصرف جهدك عن البحث والتنقيب عن هذه الأمور، ونحن على ثقة تامة بأنك إذا سعيت في إيصال رسائل الحب إلى زوجتك, وطمأنتها على حرصك عليها وعلى إسعادها, وأنك ستركن إليها, وتأمن إلى جانبك، ستجد الخير الكثير.
ولن يخفى عليك -أيها الحبيب- ظاهر حالها بعد ذلك, هل صلحت أحوالها أم لم تصلح؟ فذاك هو السبيل الأمثل الذي ننصحك به.
ولا ننسى أن ننصحك -أيها الحبيب- بتعجيل الدخول بزوجتك ما استطعت إلى ذلك سبيلا، لما في ذلك من تحصيل مقاصد عظيمة ومنافع كبيرة، منها إعفاف النفس, وإزالة الوحشة التي بينك وبين زوجتك، وغير ذلك من المنافع.
نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن ييسر لك الخير, وأن يجعلك مفتاحا له، وأن يديم الألفة والمحبة بينك وبين زوجتك، وأن يقدر لك الخير حيث كان.