السؤال
السلام عليكم.
الإخوة الأعزاء في شبكة إسلام ويب, تحية طيبة:
لدي مشكلة قديمة جديدة أرقتني, وتسببت في النيل من صحتي، مشكلتي بدأت حين قررت أن أتزوج.
أنا رجل وحيد الأم، لدي أخت واحدة مقيمة في أوروبا، والدي منفصل عن والدتي منذ 30 سنة, وهو حي يرزق رفض التعرف علينا، وكانت آخر مرة رآني فيها عام 1985م, وإلى يومنا هذا لا يعرف عنا أي شيء، حاولت رؤيته عدة مرات ولكنه رفض، البداية كانت تحديات بين وأبي وأمي انتهت بالطلاق.
سارت الحياة وكانت أمي هي من ربتني وعلمتني أنا وأختي، ومع مرور الأيام حاولت الزواج مرة أخرى, ولكن زواجها باء بالفشل من أوله، فكانت النتيجة الطلاق.
والدتي متعلمة, ولها حضور وشخصية قوية جدا، ويبدو أن قسوة الأيام في مجتمع كمجتمعاتنا هي السبب، فالجميع يصفها بالجبارة, وأنها أصلب من الصخر.
تعرفت على فتاه طيبة صاحبة دين وخلق في 2007م, وعندما قررت الخطوبة، بدأ الصراع بين أمي والخطيبة، أمي تريد أن يكون مسار حياتي بما يتناسب معها، وزوجتي تريد الاستقلال.
نشبت خلافات بينهم, ولكن بحمد الله تجاوزناها, ولكنها لم تمح من ذاكرتهما.
في 2008م تزوجت, ونظرا لظروفي العائلية بدأت الخلافات في العرس، فنحن لا أب, ولا عم, ولا عمة, ولا خال, ولا خالة يتعرف علينا، وهم -أي أهل العروس- عائلة طبيعية, فكان عددهم أكثر من عددنا، وهنا كانت البداية، وأثناء العرس أمي فقدت أعصابها, وبدأت تنهال بالسباب والشتائم على أهلها، مضى العرس ولم أعلم ماذا بأمي فقد كانت تخرج وتدخل متوترة، وأرى الناس متجمهرين حولها يهدؤونها.
كان من المخطط أن أسكن معها وفاء لها، ولكن قامت بطردي وزوجتي ثاني أيام العرس، وبدأنا البحث عن منزل وتكبدت خسائر مادية كبيرة, مازلت أدفعها إلى يومنا هذا.
في 2009م رزقنا بمولودة أنثى، وكانت أمي تريد السيطرة على ابنتي، فما كان إلا نشب خلاف بينها وبين زوجتي، وما كان من حل إلا الفصل بينهما، ومنذ حينها لم يروا بعضهم, ولا يكلمون بعضهم, ولا علاقة لهم ببعض.
مرت ثلاثة أشهر وأمي ترفض أن تراني، وكان الوضع إما أن تطلقها أو لا شيء لك عندي.
حل إشكالي معها بتدخل الناس, وبدأت بالذهاب لزيارتها مرة أو مرتين بالأسبوع، وكنت آخذ ابنتي معي بانتظام؛ لدرجة أن أمي لا ترحب بي وحدي، فكان فرضا علي أن آتي بابنتي معي، وذات يوم في نهاية 2010م كان الجو سيئا وابتني مريضة، فما كان من أمي إلى أن تطردني, ودامت القطيعة بيننا حوالي السنة.
في هذه الأثناء رزقني الله بولد، وبعدها بفترة قمت بزيارتها وحدي بعد قرب السنة، وقلبت صفحة المشاكل, وبدأت من حينها بالاتصال بها يوميا وزيارتها مرة أو مرتين بالأسبوع حسب ظروف عملي, متمشيا مع قوله تعالى "وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا" صدق الله العظيم.
زوجتي هددتني بطلب الطلاق في حال أخذت أولادي أو أحدا منهم إليها، والآن وبعد ستة أشهر من عودة العلاقة بيني وبين أمي، بدأت أمي بطلب رؤية أولادي، وهذا ما يجعل زوجتي تفقد أعصابها، وتصر على الموقف.
لا أدري ماذا أفعل؟ كل ما أقوم بعمله أن أقول لأمي خيرا إن شاء الله، ولزوجتي لا تخافي.
حتى إن أهل زوجتي مستعدين أن يطلقوا ابنتهم مني حال أخذت أولادي لأمي.
أمي تقول لي أين الرجولة؟ وبالمقابل إذا قمت بأخذهم سيؤدي إلى خراب البيت، وأنا لا أريد أن يعاني أولادي ما عانيته أنا من عدم وجود الأب في البيت، لأنه لولا ظروفي غير الطبيعية لما كان حصل ما حصل, ساعدوني بالله عليكم، ماذا أفعل؟
من جانب أريد الإبقاء على علاقة طيبة خالية من المشاكل مع أمي، ومن جانب زوجتي طيبة, ولا أريد أن أخرب بيتي, وأجعل أولادي يدفعون ثمن خلافات لا علاقة لهم فيها مثلما حصل معي, ومع أختي التي ترفض زيارة البلاد العربية نتيجة ما حصل لنا من عذاب السنين.
ماذا أفعل؟ هذا الموضوع قاتل, ولا حل له عندي، ساعدوني أرجوكم.