السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عندي مشاكل كثيرة, وأتمنى أن أجد الحل عندكم, جزاكم الله خيرا.
أولا: عندي مشكلة اجتماعية فأنا منطوية جدا, وأخاف جدا من الناس, وعندما أكون جالسة مع زملائي في العمل مثلا أكون في قلق أن يوجه إلي أحدهم سؤالا, وإذا حدث ووجه إلي أحدهم سؤالا, أو تحدث معي أشعر بقلق شديد, حتى أني لا أكون مركزة على السؤال نفسه, وأشعر بخفقان شديد في قلبي, وقلق شديد, وتوتر, حتى أني لا أستطيع أن أرد بشكل جيد, والكثير من الناس لاحظوا ذلك.
وليس لدي أصدقاء, وبعض الناس يظن أني أتكبر عليهم, أو لا أطيق رؤيتهم, ولكن هذا ليس صحيحا, فخوفي الشديد, وقلقي, وتوتري, هم اللذين يمنعونني, بالله عليكم أرشدوني إلى حل هذه المشكلة التي أتعبتني كثيرا في حياتي, وبسببها ستضيع علي أحلى وأمتع اللحظات, بالله عليكم أرشدوني للحل؛ فأنا أخاف أن يزيد الموضوع أكثر وأكثر, بل إنه حقا قد زاد فعلا فهو عندي منذ زمن.
والمشكلة الثانية مع أهلي أيضا بسبب خوفي الشديد وقلقي:
وتكون أصعب اللحظات التي تمر علي عندما تجتمع الأسرة في المناسبات والأعياد, ولا أكون مستمتعة وسعيدة, بل أكون دائما في قلق شديد, وتوتر؛ مما وصل إلى القطيعة, وعندما يأتي أحد الأقارب لزيارتنا في بيتنا أشعر بقلق شديد, وتوتر شديد؛ مما يمنعني أن أخرج لأسلم عليه, فيحزن ذلك الضيف, ولكن هذا ليس بيدي, وهذا الموضوع أدى إلى ضيق أمي وأبي وأخواتي أيضا مني.
وأمي أيضا تضايقت مني كثيرا, وتقول لي: إني أصبحت كبيرة ومسؤولة عن تصرفاتي, ولم أعد صغيرة, وهي محقة, ولكني لا أعرف كيف أخرج مما أنا فيه, بالله عليكم أرشدوني للحل؛ فأنا لست راضية عن نفسي وعن تصرفاتي, وأتمنى أن أخرج مما أنا فيه, وأستمتع بالحياة, وأكون شخصية سوية, ويكون عندي أصدقاء.
والمشكلة الثالثة: أني أخاف جدا, أخاف بشكل غير طبيعي, أخاف من أي شيء, ومن كل شيء, ودائما في خوف, فعندما يتكلم معي شخص – مثلا- أشعر بخوف شديد على نفسي, وتأتيني أفكار غريبة جدا أنه يحسدني, ودائما ما أخاف من الحسد بشكل غير طبيعي, حتى أني أتجنب التعامل مع الناس خوفا من الحسد, وحتى بعد ما يكلمني أحد -بعد أن ينهي حديثه- أقوم بقراءة المعوذتين كثيرا ظنا مني أن هذا الشخص يحسدني, أو خوفا أن يصيبني الحسد.
أنا حقا تعبت من هذا الموضوع كثيرا, والموضوع يزيد أكثر وأكثر, وخوفي من الحسد يمنعني من أن أعيش حياتي بصورة طبيعية, فأصبح خوفا مرضيا؛ مما أدى إلى خوف الناس مني, ومنعني من معاملة الناس بصورة طبيعية, كما أن هذه الأفكار ملازمة لي بصورة مستمرة, فدائما ما تأتيني هذه الأفكار أن فلانا هذا يحسدني مما أدى إلى ظن الناس أنني هادئة, ولكني لست كذلك, فما يحدث داخلي وهذه الأفكار التي تأتيني تجعلني دائمة التفكير فيها, ولا أركز على شيء مع أني –والله- أصلي كل الصلوات في وقتها, وأحافظ على الصلاة دائما, وأقرا كل يوم جزءا من القرآن, وأواظب على أذكار الصباح والمساء دائما, وأتحصن بهم دائما, وأحس أنهم يحمونني دائما, ولكن هذا أدى إلى بعدي عن الناس تماما, وانعزالي عن الناس, ولم يعد لي أصدقاء, وأحس أنه حتى لو كان عندي أصدقاء فسوف تأتيني هذه الأفكار أيضا, وأكون خائفة من حسدهم, فلا أصاحب أحدا, أخاف من أشياء غريبة, أشياء لا يخاف منها الإنسان السوي الطبيعي, أحس أني لست إنسانة سوية طبيعية, ولا أعيش حياتي بصورة طبيعية مثل باقي الناس الطبيعيين.
أرجو أن يكون كلامي واضحا لكم.
والمشكلة الأخيرة هي أهم واحدة, فلقد تعبت كثيرا في حياتي بسبب هذه الأفكار, وهذا الخوف الشديد الزائد عن الحد, فلا أعرف أن أعيش حياتي بصورة طبيعية.
بالله عليكم أخبروني ماذا أفعل؟
وكيف أتغلب على ذلك؟
أتمنى أن أجد الحل بين أيديكم, وأن يتم شفائي, وجزاكم الله خيرا, وأثابكم خير الجزاء.