أختي تضايقني وتعتدي على أشيائي الخاصة.. كيف أتصرف معها؟

0 441

السؤال

أنا فتاة في الخامسة عشر من عمري، أعاني كثيرا من مضايقة أختي لي، وعنادها كذلك، قلة أدبها في التعامل معي! هي تصغرني بسنتين، ولكن أفعالها تغضبني جدا, لنا أخ أصغر مني بـ 9 سنوات.

اشترت لي أمي مفكرة صغيرة حتى تشجعني على كتابة مغامراتي اليومية فيها، وقد كتبت فيها بعض الأسرار بيني وبين أصدقائي التي لا يجب لأحد أن يعرفها.

ولكنها قرأتها ولم تكتف بذلك فقط، بل أخذت تهددني أنها ستخبر الجميع إن لم أفعل لها كذا وكذا، إن تصرفاتها غريبة ولست مستغربة أنه ليس لها أصدقاء في الحي، فمن يريد صديقة كهذه؟! عندما كانت في المرحلة الابتدائية كنت أنا التي أدرسها، وكانت تحصل على أعلى العلامات في أغلب الأحيان أقوى مني, ثم بماذا كانت ترد لي ..؟ "انظري أنت غبية وأنا أفضل منك في الدراسة, علاماتي أفضل من علاماتك." وأحيانا بما أن المدرسة صديقة أمي كانت تضيف لها نقاطا.

أما أنا وبما أنني درست في مدرسة أخرى ووالداي ليس لهما علاقة بأي من المدرسين، وطبعا كانت أمي تفتخر بها دائما أمامي وأمام الناس.

وكنت أشعر بالغضب لأن الذي وصلت إليه بفضلي، الآن وبما أنني في المعهد لم أعد أدرسها, ولكن أمي الآن أصبحت تخبئ امتحاناتي، وتعطيها لها، وكالعادة لا أصدق لماذا تفعل لي هذا! هل من أجل أني أساعدها؟ كل كلمة سيئة تتعلمها من أصدقائها تعود للمنزل، وتسبني بها (كلاما سيئا تماما لا أستطيع أن أقوله).

كما أني لاحظت انجذابها الكلي للغرب، (وأقصد أمريكا)! أنا لا أحبهم كثيرا؛ لأنهم السبب في ما يحصل الآن لفلسطين، ولكنها تحبهم، وتحسب نفسها واحدة منهم (حتى أنها تحفظ نشيدهم الوطني، وتبدأ في ترديده .. شماتة!).

هذا فعلا لا يعقل! تخيلوا أننا عندما نكون جالسين معا تبدأ وحدها بسبي أو ضرب أخي هكذا دون سبب.

هناك شيء آخر، أنا لا أريد أحدا أن يلمس أشيائي الخاصة, خاصة ثيابي, وخاصة دون أذني، هي تفعل ذلك وليس هذا فقط، بل تعيدها إما ممزقة أو ملوثة، وتقول "أنا لم ألمسها ولم أفعل لها شيئا .." على الأقل تعترف.

وعندما أخبر أمي تقول لي "أنها أختك اعطها لا تكوني أنانية ." أنا فقط أحافظ على أشيائي لست أنانية.

هذه السنة تأخر معدلها كثيرا، أما أنا فبقيت متفوقة .. تطلب مني بكل وقاحة أن أشرح لها الدرس، وعندما أرفض، وأقول لها تأدبي معي أولا, تذهب إلى أمي لأنها تعرف أني لا أرفض طلبها.

فعلا أنها معقدة, نصحت أمي أن تأخذها إلى طبيب نفسي لكنها أخبرتني أن ذلك طبيعي أن تتصرف هكذا لأنها الوسطى.

فهل أمي على حق؟ ماذا يمكنني أن أفعل لها حتى تتأدب، فقد وصلت إلى حد أنها تضرب أمي دون خجل! أريد حلا قبل أن يفوت الأوان.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا، وعلى البوح بما في نفسك.

قصتك مع أختك الصغرى قصة طويلة، فمن أين نبدأ؟!

يمكن أن أجيبك بأن أنصحك عن كيفية التعامل مع إساءة أختك، وكيف تدافعين عن نفسك، وكيف تتقين شرها... ولكن هل ستعيشان بقية حياتكما بهذه الطريقة، من الهجوم والهجوم المضاد؟!

ولكني سأقول لك شيئا آخر!

هناك سنن نفسية واجتماعية في كتاب الله، سنن مفيدة نافعة، وإن كنا لم ندرك بعد تأثيرها العجيب، ومن هذه السنن أو القوانين قوله تعالى:
"ولا تستوي الحسنة ولا السيئة، ادفع بالتي هي أحسن، فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم" (فصلت:34).

ما رأيك أن تقرئي هذه الآية عدة مرات، وأن تقرأيها كل مرة ببطء شديد، وتمعن عميق... نعم يمكن للشخص الذي بينك وبينه عداوة، أن تنقلب إلى "ولي حميم" أي أعز صديق ومعين!!

ولعلك تسألين، وكيف يحصل هذا؟ إنه عن طريق عدم رد الإساءة بمثلها، وإنما أن تحسني السلوك والتصرف مع أختك. وطبعا لن يحصل هذا من أول محاولة، وإنما الأمر يحتاج لصبر، وهذا نفهمه من قوله تعالى "ادفع" أي ادفع واستمر بهذا العمل" فإذا الذي بينك وبينه عداوة، كأنه ولي حميم".

لسبب ما فقد تعلمت أختك أن تتصرف بالطريقة التي تزعجك، والتي ذكرت في سؤالك، فما رأيك أن تكوني أنت نقطة تحول في حياتها، وتصبح تلك الفتاة الطيبة الخلوقة مثلك.

وكما كنت تدرسينها في صغرها فتأخذ العلامات الجيدة، يمكنك الآن تعليمها أمور أخرى من الأدب وحسن السلوك، وبذلك يتحسن سلوكها، ليس معك فقط، ولكن مع كل الناس.

وهكذا تكوني ربحت "المعركة" بسمو أخلاقك، وحسن تصرفك، بالإضافة طبعا للثواب العظيم من الله تعالى على أن اتبعت وطبقت كلام الله تعالى في واقع حياتك.

وفقك الله، ويسر لك هذه الخطوات الهامة، وإن شاء الله نسمع أخبارك الطيبة.

مواد ذات صلة

الاستشارات