السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصتي وما فيها أنني في يوم من الأيام قمت قلقا لا أدري ماذا بي؟ ومن ذلك اليوم بدأت معاناتي، أصبحت أكتئب سريعا رغم أنني لا أريد ذلك.
بدأت معاناتي من بعدها مع الدراسة وعدم القدرة على التعلم، وأيضا أصبحت أرى الحياة بلون قاتم والنوم والكسل وتمني الموت ليس دائما وإنما على حسب نفسيتي، وعدم التلذذ بالصلاة وعدم التلذذ بالحياة.
منذ إصابتي أصبح نبض قلب ضعيفا، عملت تخطيط قلب وفحص دم وبول وكله سليم، لكن الآن تعديل النبض أصبح طبيعيا، والأوهام المرضية والضعف العام، وأيضا لدي أعراض أخرى ظهرت مع المرض، شعرت بها منذ اليوم الأول لا أدري إن كانت قولونا عصبيا أم أن الاكتئاب سبب لي ذلك، وأعراضه التي لدي انتفاخ بالبطن وإمساك (صلابة البراز)، ليس دائما أو عاديا ولا يوجد أي ألم مطلقا، والشعور بعدم الاستفراغ الكامل (قلة البراز)!
لا أدري إن كانت متاعبي بسبب القولون العصبي أو أنني أصبت بالاكتئاب دون سبب، ربما يكون من ضغوط الحياة وسبب لي مشاكل في القولون رغم أنني لست حزينا، لكنني أكتئب سريعا، ذهبت إلى راقي واتضح أني لا أعاني من أمراض روحية، وحالتي تتحسن قليلا فترة ثم تعود، لكن فيه فترة تحسنت حالتي كثيرا وأصبحت شبه طبيعي، ولاحظت أن القولون تحسن لدي قليلا وكانت هذه الفترة في وقت إجازة أسبوعية حيث أني سافرت إلى مكة والمدينة أصبت بهذه الحالة منذ شهرين تقريبا أنا الآن أفضل وأحسن، لكن لا تزال هناك معاناة أصبت في بداية مرضي وبسبب الحالة التي أتتني من مرضي بعدم القدرة على التواصل مع العالم الخارجي شبيه بالذهان لكنه لم يطل كثيرا.
أعراض أخرى: أيضا نمو الأظافر كلما تأتيني نوبة اكتئاب يصبح نموها ضعيفا، هل هذا طبيعي؟ وعندما تذهب الحالة يتحسن نمو الأظافر لكن ليس كما كانت من قبل ففيها نوع من البطء، وكذلك لا حظت لا أدري من متى وهو علو القفص الصدري الأيسر أكثر من الأيمن عندما آخذ نفسا.
معاناتي الحقيقية هي مع الدراسة حيث أنني لا أستطيع المذاكرة حيث كنت من المتفوقين، لكن عندما تناولت جوز عين الجمل تحسن حالي قليلا، حيث قرأت أنها تحتوي على كميات كبيرة من السيروتونين؟ فهل الاكتئاب يسبب هذه المشاكل في الدراسة؟
لا تهمني الأسئلة التي في الأعلى كثيرا بقدر ما يهمني العلاج، أنا كنت أتناول دواء دوجماتيل منذ شهرين تقريبا منذ إصابتي بمرضي ولم يفدني كثيرا فما الأدوية المناسبة لي؟
علما أن عمري 17 سنة ونحيف حيث وزني تقريبا 46 فأرجو أن لا تصف لي أدوية تزيد النحافة قرأت كثيرا عن مضاد الاكتئاب، فأرجو أن تصف لي الدواء المناسب والجرعة المناسبة لحالتي، وأفضل أن يكون يسمن لأنني أصاب باكتئاب حين أرى جسمي، وما هي المدة وطريقة استعماله وأعراضه الجانبية؟
علما أنني لا أشعر أني مكتئب -أي حزين- لكن أرى الحياة بلون ثاني بسبب ما أصابني من تدهور وملل وعدم الرغبة في الدراسة!
جعل الله ما تقدمونه من خير في موازين حسناتكم يوم القيامة جزاكم الله خيرا على هذا الموقع المبارك.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فبارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب ونشكرك على رسالتك المفصلة والجيدة جدا والواضحة بذاتها .
أستطيع أن أقول لك إن أعراضك في مجملها تشير إلى وجود القلق الاكتئابي، ويسيطر عليك القلق، وتجسد هذا القلق أيضا في أعراض جسدية، فمعظم أعراض الجهاز الهضمي التي تعاني منها من وجهة نظري ارتباطها أصلا بالقلق، وهذا نسميه بالقلق المقنع أن تقول إنك لا تحس باكتئاب حقيقي، لكن أرى أن نمط حياتك وطريقة إدارة وقتك، وموضوع التكاسل والانطواء وضعف الإنتاجية، وقلة الدافعية، هذا كله دليل على وجود اكتئاب نفسي في مثل عمرك.
أصلا الاكتئاب يظهر بهذه الصورة قد لا يظهر في شكل عسر مزاجي مطبق، أو نوع من الكرب الشديد أو الكدر، قد يظهر في شكل إخفاقات اجتماعية ضعف الرغبة المعرفية والتفكير السلبي، والأعراض النفسوجسدية مثل النوع الذي تعاني منه.
حالتك أيها الفاضل الكريم يمكن علاجها تماما، لكن حقيقة أود منك أن تذهب إلى الطبيب، هذا أفضل، إجراء فحوصات عامة سوف يكون أمرا جيدا، أريد أن تتشاور مع أهلك في هذا الموضوع، أخبر والدك أننا أرشدناك بالتوجه إلى مقابلة الطبيب، وحتى الطبيب النفسي سوف يقوم بالواجب تماما، فحص الغدد والتأكد من الدم، ووظائف الكلى، ووظائف الكبدة، كلها إن شاء الله سوف تكون طبيعية، لكن بما إنك نحيف في جسدك أعتقد أن إجراء هذه الفحوصات سوف يكون مهما، بعد ذلك سوف يصف لك الطبيب الأدوية اللازم ربما تحتاج إلى شيء من المقويات بجانب مضاد جيد للاكتئاب والقلق مثل عقار فافرين فهو يناسب عمرك تماما، وأرى أنه سوف يكون دواء جيدا وداء فاعلا، فقط من المهم أن تلتزم بتناول الجرعة.
فيما يخص الأسئلة الأخرى والاستفسارات التي ذكرت في رسالتك بالنسبة لنمو الأظفار لم أسمع أن الاكتئاب قد يعوق نمو الأظفار، هذا لم أسمع به أبدا، أرجو أن لا تشغل نفسك به، ربما يكون شعورا أتاك نتيجة القلق من معاناتك مع المذاكرة، وأتفق معك أن القلق والتوتر يخفض الرغبة والدافعية نحو المذاكرة، لكن يجب أن تجاهد نفسك وأن تكثر من ذكر الله، ويجب أن تكون حريصا على أن تستفيد من الأوقات الجيدة التي يتحسن فيها التركيز، وأداء الإنسان خاصة في أوقات الصباح، استعن بالإخوة والزملاء الطلاب الجيدين لتدرس معهم دراسة جماعية، ممارسة الرياضة مهم جدا وسوف تعطي طاقات إيجابية جدا هذه هي الأسس الرئيسية التي أنصحك باتباعها، ومقابلة الطبيب سوف تكون مفيدة وجيدة.
بالنسبة لتناولك لجوز عين الجمل حقيقة يدور جدل كثير جدا حول هذه المكونات النباتية والعشبية ومدى فعاليتها في إفراز وتحسين توزان السرتونين، لكن الحقائق العلمية في هذا الموضوع ضعيفة جدا، وأنا قناعتي ضعيفة جدا في إن هذه المكونات سوف تفيد إفادة حقيقية إذا كان هناك اكتئاب نفسي، والاكتئاب النفسي الحقيقي يجب أن يعالج عن طريق المكونات الدوائية العلمية المعروفة، والسلمية والصحيحة بجانب الأخذ بسبل العلاج الأخرى والتي تحدثنا عنها.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.